نتنياهو يعترف: ندمر منازل غزة لردع عودة الفلسطينيين

mainThumb
غزة

13-05-2025 09:09 AM

وكالات - السوسنة

في تسريب وصف بالصادم من جلسة مغلقة للجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست الإسرائيلي، أقر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأن قوات الاحتلال تدمر منازل الفلسطينيين في قطاع غزة بشكل ممنهج، بهدف جعل العودة مستحيلة أمام السكان الأصليين.

وبحسب ما ورد على لسان نتنياهو خلال الجلسة: "نُدمر يوميًا المزيد من المنازل، كي لا يجد الفلسطينيون ما يعودون إليه"، مشيرًا إلى أن النتيجة المتوقعة من هذا التدمير ستكون "الهجرة الجماعية من غزة"، لكن التحدي الأكبر كما قال، يكمن في "إيجاد دول توافق على استقبالهم".

وفي خطوة أثارت تساؤلات واسعة، كشف نتنياهو أنه ناقش مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب خطة "ضم غزة للولايات المتحدة"، لكنه أقر في الوقت ذاته بوجود "عقبات كبيرة" تعرقل تنفيذ هذا السيناريو.

يأتي ذلك في وقتٍ سبق لترامب أن اقترح فيه على مصر والأردن استقبال لاجئين فلسطينيين من القطاع، إلا أن البلدين رفضا الفكرة بشكل قاطع، مؤكدين تمسكهما بحق الفلسطينيين في البقاء على أرضهم، ورفض أي حلول تمسّ هذا الحق.

وفي سياق متصل، كشف التسريب أن إسرائيل تمتنع عن تقديم أي ضمانات لإمكانية عودة من يغادرون غزة، ما جعل الدول الأخرى غير راغبة في استقبالهم خشية التورط في مأزق سياسي وإنساني معقّد.

وعمليًا، تطبّق إسرائيل ما يشبه "التهجير الصامت"، حيث أُجبر العديد من سكان غزة المسموح لهم بالخروج لأغراض إنسانية أو للعمل في الخارج على توقيع وثائق تنص على عدم وجود أفق للعودة "بسبب الظروف الأمنية"، كما تم منع أطفال أُجلوا للعلاج من العودة إلى أسرهم بعد الشفاء.

في جانب آخر من التسريبات، أشار نتنياهو إلى أن إسرائيل لا تدرس حاليًا "بناء مستوطنات جديدة" في غزة، لكنه واجه اقتراحًا غير متوقع من النائبة اليمينية ليمور سون هار-مليخ، التي قالت ساخرة: "لماذا لا ننقل يهود أمريكا إلى غزة؟ نحل بذلك مشكلتين دفعة واحدة".

كما كشفت الجلسة عن تفاصيل خطة إسرائيلية جديدة لتوزيع المساعدات في غزة، تقوم على إنشاء "مناطق إنسانية" ضيقة جنوب القطاع، لا تتجاوز 25% من مساحته، وخاصة في رفح والمناطق المحيطة بها، بهدف "منع عودة السكان إلى أماكنهم السابقة" بحسب الخطة.

وسيتولى الجيش الإسرائيلي فرز الأفراد المسموح لهم بدخول هذه المناطق، في حين ستُدار عمليات الإغاثة من خلال كيان جديد أُطلق عليه اسم "مؤسسة غزة الإنسانية"، وهو ما قوبل برفض دولي واسع، إذ امتنعت الإمارات والأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى عن التعاون معه أو تمويله، معتبرين الخطة محاولة لفرض واقع إنساني قسري وليس حلًا حقيقيًا.

وتتعقد الأمور أكثر منذ قرار إسرائيل بوقف إدخال المساعدات إلى غزة منذ 2 مارس، ما زاد من معاناة السكان الذين يواجهون واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في تاريخ الصراع.

التسريبات تضع الحكومة الإسرائيلية في موقف محرج دوليًا، وتكشف الوجه الحقيقي لسياسات التهجير والتطهير غير المعلنة التي تنتهجها في غزة، وسط صمت دولي متزايد ورفض عربي واضح لأي محاولات لتصفية القضية الفلسطينية عبر التهجير أو فرض حلول غير عادلة .

إقرأ المزيد :    






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد