الإعلام الأردني يواكب الاستقلال بتحديث الخطاب وتعزيز الرواية الوطنية

mainThumb

24-05-2025 12:37 PM

السوسنة - منذ تأسيس الدولة الأردنية، آمنت بأهمية الخطاب الإعلامي في نقل الحقيقة وتوثيق الواقع، وتبنّت هذا النهج منذ إصدار صحيفة "الحق يعلو" عام 1920 في عهد الملك المؤسس عبد الله الأول، لتكون أول وثيقة إعلامية تعبّر عن اتجاهات الرأي في مرحلة التأسيس. وتوالت بعد ذلك تطورات المؤسسات الإعلامية، مثل إنشاء نقابة الصحفيين عام 1953، ومؤسسة الإذاعة والتلفزيون ووكالة الأنباء الأردنية، ما شكّل دعائم راسخة للإعلام الوطني.

وفي عهد جلالة الملك عبد الله الثاني، شهد الإعلام الأردني تحوّلًا نوعيًا، تجسّد في إنشاء هيئة الإعلام، وقناة المملكة، ومعهد الإعلام الأردني، بالإضافة إلى توسّع كبير في المنصات الإلكترونية والفضائيات والإذاعات. ووفق هيئة الإعلام، هناك 146 موقعًا إلكترونيًا مرخصًا، و17 محطة بث فضائي، و41 إذاعة، مما يعكس التنوع والتوسع في المشهد الإعلامي.

وأكد مسؤولون ومختصون أهمية تجويد الخطاب الإعلامي وتعزيز الرواية الأردنية، في ظل تحديات الإعلام الجديد وسرعة انتشار الشائعات والمعلومات المضللة. وأشار وزير الدولة لشؤون الإعلام الأسبق المهندس صخر دودين، إلى أهمية تسليط الضوء على الإنجازات الوطنية، وتعزيز القيم مثل الانتماء والولاء، والدفاع عن الرواية الأردنية في وجه الحملات الممنهجة والتشويش الإعلامي.

من جهته، شدد نقيب الصحفيين طارق المومني على تطور دور الإعلام في عهد الاستقلال، خاصة بدعم الإرادة السياسية العليا، مشيرًا إلى أهمية تمكين الصحفيين الشباب، وبناء شراكات دولية تسهم في رفع كفاءتهم ومواكبة التحولات الرقمية.

وأكد مدير عام هيئة الإعلام بشير المومني أن الهيئة تعمل على تنظيم القطاع وتعزيز المهنية من خلال التشريعات، إضافة إلى إنشاء مديرية الإعلام الرقمي وتنظيم الإعلام الجديد ضمن أطر قانونية.

من جانبه، أوضح الدكتور تيسير أبو عرجة أن كليات الإعلام تسهم في بناء الوعي الوطني والقومي للطلبة، بتضمين مناهجها موضوعات تخص الثقافة الأردنية والرواية الوطنية، بهدف إعداد كوادر إعلامية مؤهلة فكريًا وتقنيًا.

وفي السياق ذاته، أشار الدكتور صخر الخصاونة إلى تحديات الإعلام الرقمي، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي والمعلومات غير الموثوقة، داعيًا إلى تأطير العمل الإعلامي الرقمي ضمن قواعد مهنية وأخلاقية واضحة.

ويأتي هذا الاهتمام المتجدد بالإعلام الأردني في عيد الاستقلال الـ79 ليؤكد أن الدولة مستمرة في ترسيخ إعلام وطني مسؤول، قادر على الدفاع عن المواقف الوطنية، ومواكبة التطورات التقنية، وتحقيق التوازن بين حرية التعبير والمهنية، في ظل بيئة إعلامية عالمية سريعة التحول.

أقرأ أيضًا:






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد