اختتام منتدى تواصل 2025 بجلسة حول الإصلاح الإداري

mainThumb
من الجلسة

31-05-2025 08:03 PM

عمان - السوسنة

اختتم منتدى "تواصل 2025"، الذي نظمته مؤسسة ولي العهد، أعماله يوم السبت في مجمع الملك الحسين للأعمال، بجلسة نقاشية ركزت على أهمية الإصلاح الإداري باعتباره أحد الركائز الأساسية لتحفيز النمو الاقتصادي وتحديث القطاع العام.

وسلطت الجلسة الختامية الضوء على دور الإصلاح الإداري كرافعة حيوية نحو تحقيق رؤية شمولية تضع المواطن والخدمة العامة في قلب الأولويات الوطنية، ما يعكس التزام المنتدى بدعم جهود التحديث والتطوير ضمن إطار استراتيجي مستدام.

وأكد وزير تطوير القطاع العام، الدكتور خير أبو صعيليك، في مستهل الجلسة، أن التحديث الإداري أحد الركائز الأساسية في مسارات التحديث الشامل التي تنفذها المملكة، وأن إعادة هيكلة القطاع العام باتت ضرورة وطنية مع دخول الأردن مئويته الثانية، وما تفرضه التحولات الاقتصادية من تحديات وتطلعات جديدة.
وقال إن الجهود الحالية تتركز على جعل رضا المواطن محورًا رئيسًا في تقييم الأداء المؤسسي، وإن التعيينات باتت تعتمد على الجدارة والكفايات عبر بطاقات وصف وظيفي واضحة، وليس بالأقدمية، إلى جانب اعتماد أنظمة تقييم مبنية على معايير دقيقة وأدلة موضوعية.
وأضاف أن هذه الإجراءات تمثل تحولًا جوهريًا في بنية الإدارة العامة، وتهدف إلى تحسين كفاءة الأداء الحكومي، ورفع مستوى الخدمات بما يلبّي طموحات المواطنين، ويعزز الثقة بالمؤسسات.
وشدد أبو صعيليك على أهمية المواءمة بين التحديث التقني والثقافة المؤسسية، وعلى أن إدخال التكنولوجيا لا يكفي ما لم يُرافقه تجديد حقيقي في المفاهيم الإدارية، يعيد ترتيب أولويات الأداء والقيادة.
وأشار إلى أن الأردن يمتلك مزايا تنافسية في قطاعي التعليم والصحة، داعيًا إلى استثمار هذه المزايا من خلال تمكين رأس المال البشري، وإشراك الشباب بفاعلية في عملية اتخاذ القرار، بوصفهم شريكًا رئيسًا في التنمية.
من جهتها، قالت الدكتورة تالا عربيات، إن الجهاز الإداري يواجه تحديات متشابكة، لكنها قابلة للتجاوز من خلال وضوح الرؤية والإرادة الجادة، مشيرة إلى أن الحوار الفاعل بين الموظفين والمسؤولين يُعد مدخلًا رئيسًا لفهم متطلبات الإصلاح وتحقيق التحول المؤسسي المنشود.
وأكدت أن التغيير لم يعد خيارًا، بل ضرورة لاستدامة الوظائف وتطوير أداء المؤسسات، داعية إلى تعزيز التدريب المستمر، واستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لدعم اتخاذ القرار بشفافية.
وقالت إن الأردن قادر على تحقيق نموذج إداري متقدم إذا توافرت الإرادة والتخطيط السليم، مؤكدة أن الكفاءات الأردنية تمتلك القدرة على القيادة وتحقيق التغيير، متى ما أُتيحت لها البيئة المناسبة والدعم المؤسسي.
وأشارت إلى أن التحدي الأبرز يكمن في "العقلية الرافضة للتغيير"، داعية إلى ترسيخ ثقافة إشراك المواطن بوصفه شريكًا في الإصلاح، وإعداد قيادات شابة مؤهلة، ومنحها الفرصة لتولي مواقع المسؤولية.
واختتمت الجلسة، التي أدارها الإعلامي الدكتور عبدالله كفاوين، بحوار موسّع تناول آليات تنفيذ الإصلاح الإداري، ودور الأجيال الجديدة في بناء قطاع عام أكثر كفاءة وعدالة واستجابة لتطلعات المجتمع.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد