وجهان لعملة واحدة

mainThumb

14-06-2025 11:03 PM

مع إطلاق صفارات الإنذار التابعة للأمن العام الأردني، وسماع نداء "نشاهد"، هرع العديد من الشيوخ والشباب، من الرجال والنساء، إلى أسطح منازلهم لمشاهدة تلك الصواريخ التي تنطلق من عدو خفي شرق الأردن الغالي نحو عدو معلن غرب أردننا الحبيب.

كانوا يستمتعون بتلك اللحظات، وهم يشاهدون توجيه الصواريخ إلى ذلك العدو، وفي مخيلتهم تدور أفكارٌ مؤلمة عمّا يحدث الآن مع أهلنا في غزة الحبيبة: من ذبح وقتل وتشريد، وسعي لتهجيرهم إلى المجهول.

وفي تلك اللحظة، تتجه الأنظار إلى مطلق تلك الصواريخ، ويتساءل البعض عن نتائج تدخله في العراق الحبيب، وما آلت إليه الأمور هناك: من تعديات على الهوية العراقية، وتدهور في المجتمع، حتى طالت تلك التداعيات تفاصيل الحياة اليومية، بل اللحظية، بكل أسف.

ويتذكر آخرون تلك الاثنين والأربعين صاروخًا التي أطلقت من العراق في شتاء عام 1991، والتي كان لها أثر كبير في إذكاء مشاعر الفخر لدى الآباء والأجداد، أولئك الذين إما باتوا تحت التراب أو ما زالوا ينظرون إلى كل صاروخ، حتى لو كان ورقيًا، كوسيلة لتبريد صدورهم من جديد.

ففي تلك الحقبة، كانت العراق تُعد من أقوى الدول، متقدمة في العلم، والقوة، والحضارة المجتمعية.

وفي الجهة الأخرى، تتجه الأنظار إلى سوريا، وما وصلت إليه من تهجير واحتلال للبيوت والأراضي. أما الآن، فإن من يطلق الصواريخ على ذلك الكيان هو ذاته الذي كان قبل ساعات هدفًا لضربات إسرائيلية في العمق الإيراني، وما زالت هذه الأخيرة تسعى لتحطيم أركانه العسكرية.

وفي خضم هذا المشهد، تُردد القلوب قبل الألسنة: "اللهم اضرب الظالمين بالظالمين، ونجنا وعبادك الصالحين."



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد