أحمد فهمي يسدد ضرائب طلعت زكريا بصمت

mainThumb

19-08-2025 12:26 PM

السوسنة - في موقف إنساني نادر يعكس روح الوفاء والتكافل داخل الوسط الفني المصري، تكفّل الفنان أحمد فهمي بسداد الضرائب المستحقة على الفنان الراحل طلعت زكريا بعد وفاته، دون أن يعلن عن ذلك أو يسعى إلى أي نوع من التقدير أو رد الجميل، في تصرف وصفته ابنته الفنانة إيمي طلعت زكريا بأنه من أصدق مظاهر المحبة التي حظي بها والدها بعد رحيله.

وخلال ظهورها في برنامج "وصفة مروة" الذي تقدمه الفنانة مروة عبد المنعم عبر قناة الشمس، روت إيمي تفاصيل الموقف، مشيرة إلى أن والدها الراحل، رغم تركه ما يكفي أسرته من دخل وذكريات، إلا أنه واجه في سنوات مرضه الأخيرة أعباء مالية كبيرة، من بينها مشكلات ضريبية أثقلت كاهله.

وأضافت أنها وشقيقها عمر لجآ إلى أحد النجوم المعروفين وصديق قديم لوالدهما طلبًا للمساعدة، لكن الرد كان صادمًا، لتكتشف الأسرة لاحقًا أن أحمد فهمي هو من سدد المبلغ بالكامل، رافضًا حتى الحديث عن الأمر.

وقالت إيمي: "أحمد فهمي أثبت أنه إنسان وفيّ، دفع الضرائب ومقالش لحد، ولما عرفنا رفض ياخدهم. مواقف زي دي بتخلينا نحس إن لسه في خير وحب حقيقي في الوسط الفني"، مؤكدة أن هذا التصرف ترك أثرًا عميقًا في نفسها وفي نفوس أفراد أسرتها.

وفي سياق حديثها عن والدها، وصفت إيمي طلعت زكريا الفنان الراحل بأنه كان من مدرسة "اصرف واتفسح وانبسط"، مشيرة إلى أنه لم يكن من الحريصين على جمع المال، بل عاش حياته بروح مرحة وفلسفة الاستمتاع، وهي الصفات التي ميزته أمام الكاميرا وخلفها.

ويُعد طلعت زكريا من أبرز نجوم الكوميديا في السينما والدراما المصرية خلال العقدين الأخيرين، حيث تخرج في المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1984، وبدأ مشواره الفني بأدوار صغيرة قبل أن يلفت الأنظار بخفة ظله وأسلوبه التلقائي.

وحقق شهرته الأوسع من خلال فيلم "طباخ الرئيس" عام 2008، الذي جسّد فيه شخصية الطباخ البسيط داخل قصر الرئاسة، مقدمًا صورة إنسانية للرئيس بعيدًا عن الرسميات، وهو الدور الذي رسّخ مكانته كأحد أبرز نجوم الكوميديا في جيله.

وشارك طلعت زكريا في عدد كبير من الأعمال السينمائية والتلفزيونية والمسرحية، من أبرزها "حاحا وتفاحة"، و"غبي منه فيه"، وغيرها، واشتهر بخفة دمه وروحه المرحة سواء على الشاشة أو في كواليس العمل، وظل قريبًا من جمهوره وزملائه حتى رحيله بعد صراع مع المرض، تاركًا إرثًا فنيًا لا يزال حاضرًا في ذاكرة محبيه.

اقرأ ايضاً:



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد