أوزبكستان .. خيار اقتصادي أردني للوصول لأسواق جديدة

mainThumb
علم جمهورية أوزبكستان

25-08-2025 04:31 PM

السوسنة - تشكل جمهورية أوزبكستان الواقعة في قلب آسيا الوسطى، خيارا اقتصاديا جديدا للأردن للوصول إلى أسواق جديدة، والترويج لما تملكه المملكة من فرص زاخرة بالكثير من القطاعات الاقتصادية.
وتشكل زيارة الدولة لجلالة الملك عبدالله الثاني لجمهورية أوزبكستان ومباحثاته مع الرئيس شوكت ميرضيائيف محطة جديدة في مسيرة العلاقات الاقتصادية والتجارية بينهما، خاصة أن زيارة جلالته ستشهد توقيع اتفاقيات وبروتوكولات تعاون بين حكومتي البلدين.
وتمتد مساحة جمهورية أوزبكستان على نحو 448 ألف كيلو متر مربع بعدد سكان يبلغ 36 مليون نسمة، ويحدها تركمانستان وكازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان وأفغانستان، وتعد عاصمتها طشقند مركزا سياسيا واقتصاديا وثقافيا مهما، وهي من أكبر المدن في آسيا الوسطى.
وأشار اقتصاديون في حديث لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، الى الكثير من الفرص المتاحة للتعاون بين البلدين الصديقين لا سيما في قطاعات صناعة الأدوية والألبسة والأجهزة المنزلية وتكنولوجيا المعلومات والزراعة والسياحة والتعليم والتعدين وغيرها.
وشددوا على عمق العلاقات التي تجمع قيادتي البلدين وأهمية البناء عليها لتوسيع آفاق التعاون الاقتصادي وتنويع الشراكات التجارية وتعزيز الروابط بين أصحاب الأعمال والشركات ومؤسسات القطاع الخاص من الجانبين، مشيدين بالجهود التي يبذلها جلالة الملك في فتح آفاق جديدة للاقتصاد الوطني بمختلف المحافل الدولية.
وأشاد رئيس جمعية المصدرين الأردنيين العين أحمد الخضري بالجهود المتواصلة التي يبذلها جلالة الملك عبدالله الثاني في فتح آفاق جديدة أمام الاقتصاد الوطني، وتعزيز حضور الصادرات الأردنية في الأسواق العالمية.
وقال الخضري، إن زيارة جلالة الملك إلى أوزبكستان وما ستشهده من مباحثات رسمية وتوقيع اتفاقيات تعاون ثنائية، تمثل فرصة مهمة لتوسيع القاعدة التصديرية للأردن نحو سوق واعد يتمتع بمقومات اقتصادية وتجارية كبيرة.
وأكد أن الزيارة الملكية تفتح المجال أمام المصدرين الأردنيين لدخول السوق الأوزبكي والاستفادة من الفرص المتاحة فيه، وبما ينعكس إيجابا على تعزيز النمو الاقتصادي وزيادة قدرة المنتجات الأردنية على المنافسة خارجيا.
ولفت إلى أن عددا من القطاعات الوطنية ستكون الأكثر استفادة من هذه الانفتاحات، وفي مقدمتها الصناعات الدوائية والكيماوية، والأسمدة، والمنتجات الزراعية والغذائية، التي تحظى بسمعة جيدة وتنافسية عالية في الأسواق الإقليمية والدولية.
وشدد العين الخضري على أن التوجه نحو أسواق جديدة مثل أوزبكستان يسهم في تنويع سلة الصادرات الأردنية ويقلل من الاعتماد على أسواق محددة، الأمر الذي يعزز مناعة الاقتصاد الوطني ويمنحه مرونة أكبر في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية.
من جهته أكد رئيس جمعية رجال الأعمال الأردنيين، حمدي الطباع، عمق العلاقات التي تجمع الأردن وجمهورية أوزبكستان، مشيرا إلى أهمية البناء على المصالح المشتركة والفرص الواعدة بين البلدين لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري.
وأوضح الطباع أن الأردن يولي اهتماما متزايدا بتوسيع آفاق الشراكة مع أوزبكستان في مختلف القطاعات، لا سيما في قطاع التجارة، والاستثمار، والسياحة، والتعليم، والصناعات الدوائية، مؤكدا أن الإمكانات المتاحة لدى الجانبين تشكل قاعدة قوية لإقامة مشاريع مشتركة تسهم في دفع عجلة التنمية المستدامة.
وبين أن الجمعية تولي أهمية كبيرة لتعزيز أواصر التعاون مع المؤسسات الاقتصادية في أوزبكستان، مؤكدا إمكانية الاستفادة من مذكرة التفاهم الموقعة بين الجمعية وغرفة تجارة وصناعة أوزبكستان، في دفع العلاقات الاقتصادية بين مجتمعي الأعمال في البلدين نحو آفاق أوسع.
وأشار إلى أهمية تكثيف اللقاءات والتواصل المباشر بين ممثلي القطاع الخاص في الجانبين، لما لذلك من أثر في زيادة حجم المبادلات التجارية، التي شهدت نموا ملحوظا، حيث ارتفعت إلى نحو 6 ملايين دولار عام 2023، مقارنة بـ 2.9 مليون دولار عام 2022، مؤكدا أن هذا النمو يعكس فرصا واعدة لفتح أسواق جديدة أمام الصادرات الأردنية وتوسيع مجالات التعاون الثنائي.
ولفت الى أن الموقع الاستراتيجي لكل من الأردن وأوزبكستان، إلى جانب ما يتمتع به البلدان من استقرار سياسي واقتصادي وبيئة استثمارية مشجعة، يشكلان ركيزة أساسية لتعزيز فرص التعاون المستقبلي، لافتا إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد خطوات عملية تهدف إلى تعميق العلاقات الاقتصادية بما يحقق المصالح المشتركة للشعبين الصديقين.
وأشار الطباع الى ما توفره المملكة من بيئة استثمارية جاذبة تؤهلها لتكون منصة انطلاق نحو الأسواق الإقليمية والدولية، إضافة إلى دورها المحوري في جهود إعادة إعمار سوريا والانفتاح على أسواق المنطقة، مستفيدة من شبكة واسعة من اتفاقيات التجارة الحرة الثنائية ومتعددة الأطراف التي تسهل الوصول إلى أسواق جديدة وتعزز من تنافسية الصادرات الأردنية.
من جانبه، قال نائب رئيس غرفة تجارة عمان نبيل الخطيب، إن زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني إلى جمهورية أوزبكستان تشكل محطة استراتيجية مهمة لدفع العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين نحو آفاق أرحب، وترسيخ شراكة قائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.
وأضاف، إن العلاقات الأردنية الأوزبكية تمتاز بعمقها التاريخي ومتانتها، مشيرا الى أن الزيارة الملكية ستحدث مزيدا من الزخم في الجانب الاقتصادي بين البلدين من خلال فتح قنوات جديدة للتعاون بين القطاع الخاص في البلدين.
وأشار إلى أن غرفة تجارة عمان، تولي اهتماما كبيرا بتوسيع قاعدة الشراكات مع أوزبكستان، خاصة في القطاعات الواعدة مثل الصناعات الدوائية، والمنسوجات، والخدمات الرقمية، والسياحة، مؤكدا أن الأردن يمتلك من الخبرات والكفاءات والبنية التحتية ما يجعله شريكا اقتصاديا موثوقا في المنطقة.
ونوه إلى أن أوزبكستان تعد سوقا واعدة ومليئة بالفرص، خاصة في مجالات الزراعة، والصناعات الخفيفة، والثروات الطبيعية، مشيرا إلى أهمية تشجيع التبادل التجاري، وتسهيل إجراءات التأشيرات، وتفعيل خطوط النقل والتبادل السياحي بين الجانبين.
وأكد أن الغرفة تعمل على تنظيم زيارة وفد تجاري أردني رفيع من مختلف القطاعات التجارية إلى العاصمة طشقند قريبا، بالتنسيق مع نظيرتها الأوزبكية، بهدف بحث فرص التعاون على أرض الواقع، والاطلاع على الإمكانيات الاقتصادية المتاحة، وتحقيق شراكات حقيقية تخدم مصالح الطرفين، ويعزز من العلاقات الثنائية بين البلدين خاصة المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية.
وبين الخطيب أن مبادلات البلدين التجارية ما تزال أقل من الطموحات رغم توفر الفرص والإمكانيات، ما يتطلب بذل المزيد من الجهود للارتقاء بها، وإيجاد أدوات فاعلة تسهم في تنشيطها وإزالة أية صعوبات تعيق حركة انسياب السلع بالاتجاهين.
وحسب معطيات احصائية لغرفة تجارة عمان، يصدر الأردن إلى أوزبكستان منتجات الصناعات الكيماوية أو الصناعات المرتبطة بها ومنها الأدوية، وكذلك مصنوعات البلاستيك، فيما يستورد من اوزبكستان، النحاس ومصنوعاته ومنتجات غذائية وأخرى نباتية.
ويملك الأردن فرصا تصديرية إلى أوزبكستان تتركز بالأدوية وحمض الفوسفات والفوسفات الطبيعي والطباشير الطبيعية والفوسفاتية المطحونة.
--(بترا)



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد