موسم زيتون 2025 الأكثر قسوة على الفلسطينيين
السوسنة - استيقظ المزارعون من أصحاب حقول الزيتون في بلدة سلواد شرق رام الله، صباح الجمعة، باكرا.
استعدوا ليوم عمل طويل، جهّزوا المفارش الأرضية، والعصي القصيرة الخفيفة الحركة، وحملوا زواداتهم الجماعية (الطعام)، وتوجهوا بعد ساعات الفجر إلى غربي البلدة حيث تقع حقول زيتون يطلق عليها اسم «البرج».
كانت أنفاسهم تسبق خطواتهم، ورغم أنهم توقعوا حدوث مشاكل ومعيقات، لكنهم طَردوا كل الأفكار السلبية على أمل الارتماء في حقول الزيتون التي ورثوها «أبا عن جد» كما يقال.
وكم كانت صدمتهم عندما وجدوا عشرات المستوطنين المتطرفين في انتظارهم، سبقوهم إلى المنطقة متسلحين بالعصي والأسلحة النارية. وبعد محاولات عديدة للوصول إلى أراضيهم القريبة من بؤرة استيطانية جديدة أجبر مستوطنون أصحاب الأراضي على مغادرتها.
وبحسب شهادة قدمها المزارع نزيه حماد فقد هاجمهم نحو 40 مستوطنا، وأجبروهم على مغادرة أراضيهم تحت تهديد السلاح.
وأظهر مقطع فيديو قيام مستوطنين بدفع الشبان ومهاجمة مركبات المواطنين أثناء مغادرتهم لأرضهم، فيما هاجموا سيارات الإسعاف التابعة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.
سرقة موصوفة
يقف المزارع الخمسيني نزيه حماد مليئا بمشاعر الخسارة، يقف على تلة مقابل حقل الزيتون الممتد ويشعر بالحسرة، فهو يراقب عن كثب أكبر عملية سرقة معلنة للزيتون في حقول البلدة الممتدة من دون أن يتمكن من تحريك ساكن.
يتحدث حامد لـ»القدس العربي» وهو صاحب قطعة أرض تبلغ مساحتها 30 دونما، كانت تدُرُّ عليه ما يقرب من 120 تنكة زيت: «يمكن من هنا رؤية من يسرق أراض، وهو يقوم بما يفترض أن أقوم أنا به.. لا يوجد أكثر ألماً من ذلك».
سألنا المزارع حامد عن أحوال الزيتون في أحد أكثر الموسم قسوة على المزارعين الفلسطينيين فقال: «زيتوني مخدوم جيدا، وهو حامل (غزير الثمار)، لدي أرض كبيرة وفيها أراض مزروعة بما هو أكثر من الزيتون ،ولدي عزبة (منزل زراعي)، ونذهب دوماً هناك، لكن المستوطنين حوّلوا الموسم من فرح إلى موسم ثقيل جدا على القلوب».
ويتحدث عما تعرض له أهالي البلدة الذين احتشدوا قبل أيام للذهاب الجماعي إلى الأراضي غربي البلدة بمساعدة متطوعين أجانب: «دخلنا من طريق بلدة يبرود، فيما جاء المتضامنون الأجانب من طريق 60 كونه الأقرب إلى الحقول، وهناك اعترضَنا المستوطنون، سبقونا بخطوة وحملوا العصي والأسلحة النارية ومنعونا من الوصول إلى أراضينا، وعندما جاء الجيش اعترض طريقنا أيضا، وطلب منا العودة وهددنا بالتصعيد».
وأثناء حديث حامد معنا تلقى أخبارا سيئة عن إصابة خمسة من أبناء عائلته باعتداء المستوطنين المتطرفين في منطقة قريبة.
تابع حديثه قائلا بعد مكالمة هاتفية طويلة: «لقد غادروا المستشفى، من الواضح أن المستوطنين استفردوا بالشباب، ضربوهم واعتدوا عليهم، وصادروا جرارا زراعيا وكذلك سيارتين».
ويُقدّر حامد مساحة الأراضي المزرعة بالزيتون التي لم يتمكن الأهالي من الدخول إليها أمس الجمعة بنحو 3500 دونم، وهي تعكس ما يقدر بخمسة أحواض طبيعية، وهو أمر يعزز من خسارة المزارعين في موسم هو الأصعب عليهم.
وكان حامد يأمل أن يتمكن من قطف زيتونِهِ وتحويلها إلى زيت كي يقوم ببيعه ،على أمل تعويض خسارته في ظل ارتفاع الأسعار بسبب ضعف المحصول.
«سنة شلتونية»
ويطلق مصطلح «سنة شلتونية» على الموسم، وتعني أن الموسم يمر بسنة إنتاج ضعيف جداً، وقليل الحمل، وهو مصطلح يُستخدم في فلسطين لوصف المواسم السيئة التي لم تشهدها البلاد منذ سنوات عديدة.
وتعود أسباب هذه الظاهرة إلى عدة عوامل، أهمها الظروف المناخية السيئة مثل: عدم حصول الأشجار على البرودة الشتوية الكافية، وهطول الأمطار الغزيرة في أيام قليلة، وتقلبات درجات الحرارة أثناء فترة الإزهار، بالإضافة إلى موجات الخماسين الحارة التي أثّرت على تلقيح الأزهار وتساقط الثمار.
واجتمعت سلسلة من العوامل الطبيعية هذا العام لتضرب موسم الزيتون. وحسب وصف المهندس رامز عبيد، مدير دائرة الزيتون في وزارة الزراعة، فإن هذا الموسم من «المواسم السيئة جدا التي لم تشهدها البلاد منذ 15 أو 16 عاما، أي سنة شلتونية».
وأكد عبيد أن «التغيرات المناخية أصبحت واقعا يفرض نفسه»، مشيرا إلى أن إنتاج الزيت هذا الموسم سيكون متدنيا بشكل ملحوظ مقارنة مع الموسم الماضي، الذي بلغ متوسطُ إنتاجه نحو 30 ألف طن.
وتشير الإحصاءات الرسمية أن أشجار الزيتون تغطي ما يقارب 575.2 ألف دونم، أي ما نسبته 85 في المئة من إجمالي المساحة المزروعة بالأشجار في فلسطين، ويقدر عددها بنحو 12.5 مليون شجرة، منها أقل من 10 ملايين شجرة مثمرة. يصف المزارع حامد حالته ومن يحيط به من مزارعين بالقول: «إنها حالة عامة، الحمل عند بقية المزارعين قليل بالمجمل، لكن ماذا عن المنع الاحتلالي، الفلسطيني معنيٌ تماما بقطف محصوله، حتى لو كان الموسم ضعيفا، لكن المستوطنين وهجماتهم يعززان الأمر ويضاعفان الصعوبة».
ويسرد مفارقة تشهدها البلدة: «إن كنا قد تعرضنا للمنع من الوصول إلى حقولنا هذه الجمعة، فماذا سيحدث يوم الجمعة القادمة حيث يُفترض أن نذهب إلى حقول في المنطقة الأخطر في سلواد؟».
وأضاف: «هناك تنسيق للذهاب لمنطقة شرق البلدة وتحمل اسم «برج البردويل» وتقع مقابل خط سير 60 الإسرائيلي».
وحول وجود إجراءات تنسيق بالتعاون مع الارتباط الفلسطيني للوصول إلى أراضيهم شدد حامد على رفض ذلك، وتابع: «لن أُنسّق لأدخل أراض ٍ غير مصادرة، هذا يعني مسألة خطيرة، نحن لا ندعم خيار التنسيق لدخول أراضينا غير المصادرة. سيكون ذلك سابقة وأنا ضد هذه الفكرة تماما».
وأضاف: «لقد نسّقنا بيننا فقط (تنسيق داخلي)، كي نكون يداً واحدة ونكون بأعداد كبيرة، كل أصحاب الأراضي المجاورة كانوا معنا، ومُنعنا أيضا، ومع ذلك لم نتمكن من الوصول، حُرمنا من الزيتون».
وينظر حامد ومن معه من مزارعين وعائلاتهم إلى يوم الجمعة على أنه يوم للعمل والوصول الجماعي إلى الأراضي القريبة من البؤرة الاستيطانية، لأن الجمعة يوم عطلة رسمية.
ويختم قائلا: «هذا العام سعر الزيت بالعلالي، سعر تنكة الزيت (16 كيلو) نحو 800 شيقل ولن يقل عن ذلك. هذا مبلغ كبير وبالتالي ستكون خسارتي مضاعفة في حال لم أتمكن من الوصول إلى حقلي».
بلدة كوبر
إلى الشمال الغربي من مدينة رام الله وتحديدا في بلدة كوبر يخطط عشرات المزارعين للتوجه صباح السبت لقطف الزيتون في أراض يمنعهم المستوطنون من الذهاب اليها، حيث تقع بالقرب من بؤرة استيطانية جديدة.
رغم أن المزارعين يتوقعون حدوث اعتداء من المستوطنين وجنود الاحتلال عليهم أثناء قطفهم ثمار الزيتون إلا أنهم ينشطون بحماسة ٍ وعلى رأسهم المزارع فهد أبو الحاج.
وينشط أبو الحاج صاحب حقول زيتون ورِثها عن جده ووالده، وتقع في منطقة القناطر، جنوب البلدة، وعن ذلك يتحدث لـ»القدس العربي» مشيرا إلى أن كل ما يريده المزارعون هو قطف ثمار زيتونهم، وهذا حق لهم، «فمن اهتم بحقله يستحق أن يذهب إليه، إنه رزقنا».
يتابع قائلا: «لقد حصلت على شهادة الدكتوراة في العلوم السياسية، الأرض كانت سببا في ما وصلت إليه، لقد ورثتها عن جدي ووالدي.. ولن أتوقف عن العناية بها مهما حصل».وحول أخطار ما ينتظرهم أضاف: «ندرك طبيعة المخاطر.. لكن ما هو البديل؟ أن نستسلم للمستوطنين ونقول خلص… طبعا لا».
ويصف الحالة التي تعيشها البلدة بأنها «مليئة بالتوتر والقلق، لكننا لا نرفع خيار رمي الحجارة ولا الاشتباكات، نرفع خيار الوصول إلى أراضي البلدة وقطف المحصول، نحن أمام صراع إرادات والله سبحانه وتعالى ينحاز ويدعم أصحاب الارادات، نحن «داعسين» ومتوكلين على الله وأرضنا وحقولنا هي العنوان».
يعود أبو الحاج للوراء قليلا في وصف معاناة البلدة: «نحن نتحدث عن منطقة جنوب بلدة كوبر، حيث تقع بؤرة استيطانية ونقطة أمنية، لقد رفعنا القضايا في المحاكم الإسرائيلية والأمر مستمر، ونضالنا مستمر».
وعن الواقع الجديد الذي يفرضه المستوطنون على البلدة: «إذا كنتُ غير قادر على الوصول إلى أراضي جنوب البلدة، فماذا يختلف حالي عن حال الأراضي المصادرة.. إنها نفس النتيجة، ولذلك لن نستسلم وسنقوم بالفعالية يوم السبت».
وتوقع أن يلبي غالبية المزارعين الدعوة للتوجه للأراضي، لكنه يقول إن «البعض لن يلبي الدعوة بسبب الخوف والتوتر وفقدان الأمل، لكن ما أنا مؤمن به هو أن النصر حليف الفقراء، والحقيقة تقول إنه لا نصير لنا، لا عنوان ولا قيادة، نحن نكتوي بنار القبول بتقسيم الضفة الغربية إلى صيغة «أ»، و»ب» و»ج» ما نعيشه اليوم مرتبط بقرارات اتُخذت قبل سنوات طويلة».
يكمل الحاج: «لقد تحركت على كافة المستويات، تحدثنا مع البلدية، ومع الارتباط العسكري الفلسطيني، والأكيد أن الجنود سيكونون بانتظارنا صباحا، لكننا لن نخاف، ولن نتراجع».
ويشدد على أن البلدة تكتوي بنار الإشاعات التي مفادها أن علينا الحصول على تصاريح، «وهذا يعني أنه لن يتمكن من الذهاب لحقله ، مَن يقل عمره عن 45 عاما، وهو ما يعني أن الختيارية (كبار السن) هم من يذهبون للحقول، وهذا أمر مرفوض، لن نقبل به لو صحت هذه الاشاعات».
وتعاني الضفة الغربية منذ نحو عامين من أسوأ ضائقة اقتصادية يعيشها المواطنون في ظل حرب الإبادة وسياسات التضييق ومنع العمال الفلسطينيين من الذهاب إلى أماكن عملهم في المناطق الفلسطينية المحتلة عام 1948، وهو ما ضعاف نسبة الفقر.
ويصادف الجمعة «اليوم العالمي للقضاء على الفقر» الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة من خلال القرار 47/196 المؤرخ 22 كانون الثاني / يناير 1992.
واعتبر مركز إعلام حقوق الإنسان والديمقراطية «شمس» بهذه المناسبة أن معاناة الشعب الفلسطيني مع الفقر ليست نتاج ظروف اقتصادية محلية أو سوء إدارة للموارد، بل هي نتيجة مباشرة وممنهجة لسياسات الاحتلال الإسرائيلي الاستعمارية التي تهدف إلى إفقار الفلسطينيين وإخضاعهم، وحرمانهم من أبسط مقومات الحياة الكريمة.
وفاة حدث في المفرق والأمن يحقق بسبب الوفاة
إحالة ملفّ الطلبة المتورطين بأحداث الجامعةُ الأردنيّة الأخيرة للمجلس التأديبي
العنف الجامعي في الميزان .. ومن المسؤول
صدور رواية اللوكو للكاتب والإعلامي موهوب رفيق
الأميرة بسمة ترعى فعاليات البازار الخيري للسلك الدبلوماسي بعمان
وزارة الثقافة تحتفل بخريجي معهد تدريب الفنون الجميلة
منتخب الطائرة للشابات يلاقي هونغ كونغ الأحد
الاحتلال يربط انتهاء حرب غزة بنزع سلاح حماس
اتحاد السلة يُعاقب الوحدات والفيصلي
اختتام فعاليات منتدى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الأردني البريطاني
أورنج الأردن وشركة جت توقعان شراكة استراتيجية
العقبة .. بدء دورة إدارة السباقات الدولية للقوارب الشراعية
منخفضان جويان يجلبان الأمطار الغزيرة لدول عربية
تفسير حلم الامتحان للعزباء في المنام
عائلة الدميسي تستنكر تداول فيديو الجريمة المؤسفة
قرار حكومي مهم بشأن الحجز على أموال المدين
وظائف شاغرة ومدعوون للمقابلات الشخصية .. أسماء
دلالة رؤية ورق العنب للعزباء في المنام
النقل البري تتعامل مع 17 ألف راكب يومياً في معان
41 دار نشر أردنية تشارك في معرض النيابة العامة الدولي للكتاب في ليبيا
وزارة الأوقاف تغلق مركز الإمام الألباني للدراسات والأبحاث
إغلاق طريق كتم وتحويل السير إلى الطريق الرئيسي (إربد – عمّان)
مأساة قناة الملك عبدالله: صرخة تتكرر بحثاً عن حل جذري
وظائف ومدعوون للتعيين .. التفاصيل