مقبرة جماعية نقلت سراً لصحراء الضمير في سوريا

mainThumb
طائرة بدون طيار صورت خنادق مقبرة جماعية في البادية السورية الشرقية

18-10-2025 11:49 AM

السوسنة - في عملية سرية امتدت لعامين، كشفت تقارير وشهادات مسؤولين سوريين أن النظام السابق بقيادة بشار الأسد نفذ خطة لنقل آلاف الجثث من مقبرة جماعية قرب القطيفة إلى موقع ناءٍ في صحراء الضمير، في محاولة للتستر على آثار جرائم الحرب وتحسين صورته أمام المجتمع الدولي.

العملية التي أُطلق عليها اسم "نقل الأتربة"، بدأت عام 2019 واستمرت حتى 2021، وشهدت تحريك شاحنات محملة بالرفات البشري من ست إلى ثماني مرات أسبوعيًا، وفقًا لشهادات سائقين وضباط وفنيين شاركوا في التنفيذ، وسط إجراءات أمنية مشددة وتحذيرات صارمة من إفشاء أي تفاصيل.

الموقع الجديد في صحراء الضمير يضم أكثر من 34 خندقًا بطول كيلومترين، ما يجعله من أوسع المقابر الجماعية التي حُفرت خلال الحرب الأهلية السورية، وتشير التقديرات إلى احتمال دفن عشرات الآلاف من الجثث، بينها جنود وسجناء قضوا في سجون النظام ومستشفياته العسكرية.

ورغم أن المقبرة الأصلية في القطيفة كانت معروفة منذ عام 2014، إلا أن تحديد موقعها الدقيق تم لاحقًا عبر صور الأقمار الصناعية وشهادات في المحاكم، ما دفع النظام إلى اتخاذ قرار النقل في وقت كان يسعى فيه إلى استعادة الاعتراف الدولي بعد سنوات من العزلة.

المشاركون في العملية أكدوا أن الرائحة الكريهة كانت لا تُنسى، وأن مخالفة الأوامر كانت تعني الموت، إذ قال أحد السائقين: "ما في حد يقدر يخالف الأوامر، وإلا أنت نفسك تنتهي في الحفر".

ورغم إنشاء لجنة وطنية للمفقودين، فإن التحديات لا تزال كبيرة، خاصة مع غياب الموارد والخبرات اللازمة للتنقيب وتحليل الحمض النووي، في ظل تقديرات تشير إلى وجود أكثر من 160 ألف مفقود في سوريا، يُعتقد أن كثيرًا منهم مدفونون في مقابر جماعية لم تُكشف بعد.

وتبقى هذه القضية جرحًا مفتوحًا في الذاكرة السورية، حيث تنتظر آلاف العائلات معرفة مصير أبنائها، وسط دعوات متزايدة لتحقيق العدالة وكشف الحقيقة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد