صحيفة السوسنة الأردنية

السوسنة - وثّقت عدسات الكاميرات لحظة مؤلمة لفرار شاب فلسطيني وسيدة من تحت أنقاض برج المشتهى في مدينة غزة، بعد أن حولته غارة جوية عنيفة لطيران الاحتلال الإسرائيلي إلى كومة من الركام والدخان، في مشهد يلخص وحشية الحرب المستمرة على القطاع في يومها الـ700.

الصورة التي انتشرت بسرعة عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، أصبحت أيقونة جديدة ترمز إلى مأساة وصمود أهالي غزة، حيث ظهرت السيدة وكأنها كفيفة تستنجد بزوجها الذي يحمل طفلهما الرضيع، وسط حالة من الهلع والرعب التي عمّت المكان بعد القصف.

الهجوم على برج المشتهى، الذي وقع بعد ظهر الجمعة، جاء ضمن سلسلة غارات استهدفت البنى التحتية المدنية، بما في ذلك برج آخر بالقرب من ملعب فلسطين، في ترجمة مباشرة لتهديدات سابقة أطلقها جيش الاحتلال الإسرائيلي باستهداف ما وصفه بـ"البنى التحتية العسكرية" متعددة الطوابق، وهي ذرائع اعتاد استخدامها لتبرير قصف الأحياء السكنية والمرافق الحيوية، مما يزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية.

ووفقًا لآخر إحصائيات وزارة الصحة في غزة، ارتفع عدد الشهداء منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر 2023 إلى أكثر من 64,300 شهيد، إضافة إلى أكثر من 162,000 جريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء. كما استشهد 2,362 شخصًا وأصيب أكثر من 17,434 آخرين أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات الإنسانية، في حين توفي 376 طفلًا بسبب الجوع وسوء التغذية الناتج عن الحصار الخانق.

مشاهد تهاوي الأبراج واحتضان الأمهات لأطفالهن تحت القصف باتت تلخص يوميات غزة، في ظل استمرار الحرب، والدعم العسكري والسياسي الأمريكي للاحتلال، وصمت دولي يزيد من عمق الجرح الفلسطيني. وبينما تتكدس الأرقام، تبقى كل قصة نجاة، مثل قصة الرجل والسيدة من برج المشتهى، شاهدًا حيًا على المأساة وصرخة مدوية في وجه عالم يشيح بوجهه عن الألم.