السيسي يوجّه بإنشاء مخزن مؤمّن لحماية آثار مصر

mainThumb

07-10-2025 11:32 AM

السوسنة - تكررت في مصر مؤخرًا وقائع اختفاء وسرقة قطع أثرية نادرة، ما استدعى تحركًا عاجلًا من مؤسسة الرئاسة، حيث وجّه الرئيس عبد الفتاح السيسي وزارة السياحة والآثار بإنشاء مخزن آثار ضخم ومؤمّن بأعلى مستوى، وذلك خلال لقاء جمعه بوزير الآثار شريف فتحي، الذي كُلّف بتجهيز المخزن بأحدث التقنيات لمنع تكرار مثل هذه الحوادث.

وجاء التوجيه الرئاسي بعد إعلان وزارة السياحة والآثار، الأحد، اختفاء لوحة أثرية من الحجر الجيري من مقبرة "خنتي كا" بمنطقة سقارة، حيث أكد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار محمد إسماعيل اتخاذ الإجراءات القانونية وإحالة الواقعة إلى النيابة العامة، وتشكيل لجنة أثرية لجرد محتويات المقبرة والتحقق من القطع الموجودة بها.

وتأتي هذه الواقعة بعد أيام من سرقة سوار ذهبي أثري من داخل معمل ترميم المتحف المصري وسط القاهرة.

واعتبر البرلمان المصري أن تكرار هذه الحوادث مؤشر خطير على قصور مؤسسي في منظومة حماية الآثار، حيث قالت النائبة مها عبد الناصر إن وقوع مثل هذه الحوادث داخل مواقع مغلقة وتحت إشراف مباشر من المجلس الأعلى للآثار "يشير إلى خلل مؤسسي في الرقابة والتأمين"، داعية إلى إعادة تقييم الإجراءات الإدارية والأمنية داخل الوزارة والمجلس.

وأضافت أن غياب قاعدة بيانات رقمية موحدة لتوثيق حركة القطع الأثرية منذ اكتشافها وحتى عرضها أو تخزينها، يجعل الحديث عن الرقمنة مجرد شعارات، مؤكدة أن الرقمنة "ليست رفاهية إدارية بل أداة أساسية للرقابة والشفافية"، وأن أي تأخير في تطبيقها يفتح الباب أمام الفقد والعبث والسرقة دون إمكانية التتبع أو المساءلة.

وفي السياق ذاته، انتقد عالم الآثار المصري زاهي حواس طرق تأمين الآثار في البلاد، مؤكدًا أن الجهات المعنية ما زالت تعتمد أساليب بدائية، مطالبًا بتدريب العاملين على تسجيل القطع الأثرية عبر الأجهزة الرقمية.

كما دعا إلى مخاطبة الشرطة الدولية (إنتربول) بمواصفات اللوحة المفقودة، مشيرًا إلى أنها مرقمة، ما يصعّب بيعها ويزيد من احتمالات استردادها.

وتعود اللوحة المختفية إلى عصر الدولة القديمة، ويبلغ طولها 60 سنتيمترًا وعرضها 40 سنتيمترًا، وتُعد من القطع النادرة التي توثق مشاهد من الحياة اليومية في مصر القديمة.

وكانت مقبرة "خنتي كا" مغلقة تمامًا وتُستخدم كمخزن للآثار منذ اكتشافها في خمسينيات القرن الماضي، ولم تُفتح منذ عام 2019.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد