عملاء صينيون طلبوا تصميم أدوات رقابة عبر ChatGPT

mainThumb

08-10-2025 09:12 AM

السوسنة - قالت شركة "OpenAI" في تقرير نشرته يوم الثلاثاء إن عملاء يُشتبه في ارتباطهم بالحكومة الصينية طلبوا من روبوت الدردشة التابع لها المساعدة في صياغة مقترح لأداة رقابة واسعة النطاق، إلى جانب الترويج لأداة أخرى يُزعم أنها تفحص حسابات مواقع التواصل الاجتماعي بحثًا عن "خطاب متطرف".

وأضافت الشركة أن التقرير يدق ناقوس الخطر بشأن كيفية استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في تعزيز أدوات القمع.

وأوضح بن نيمو، الباحث الرئيسي في "OpenAI"، لشبكة "سي إن إن" أن هناك توجهًا داخل الصين لتحسين استخدام الذكاء الاصطناعي في مجالات المراقبة والرصد، مشيرًا إلى أن الحزب الشيوعي الصيني لم يبدأ مراقبة شعبه مؤخرًا، لكنه يرى في الذكاء الاصطناعي فرصة لتحسين تلك الممارسات.

وتخوض الولايات المتحدة والصين منافسة مفتوحة على الهيمنة في الذكاء الاصطناعي، حيث يستثمر الطرفان مليارات الدولارات في تطوير القدرات التقنية.

ووفقًا لتقرير "OpenAI"، طلب أحد المستخدمين، الذي يُرجّح ارتباطه بجهة حكومية صينية، من روبوت الدردشة المساعدة في كتابة مقترح لأداة تُحلل تحركات السفر وسجلات الشرطة للأقلية الأويغورية وغيرهم من الأشخاص المصنفين على أنهم "عاليي الخطورة". وكانت وزارة الخارجية الأميركية في إدارة الرئيس دونالد ترامب الأولى قد اتهمت الحكومة الصينية بارتكاب إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية بحق مسلمي الأويغور، وهي تهمة تنفيها بكين بشدة.

كما كشف التقرير عن طلب آخر من مستخدم ناطق بالصينية للحصول على مساعدة في تصميم مواد ترويجية لأداة تفحص منصات التواصل الاجتماعي مثل "إكس" و"فيسبوك" بحثًا عن محتوى سياسي وديني، وأكدت "OpenAI" أنها حظرت كلا المستخدمين.

وتُعد هذه الأمثلة جزءًا من استخدامات متزايدة للذكاء الاصطناعي في مهام يومية من قبل جهات يُشتبه في ارتباطها بدول، مثل تحسين صياغة اللغة أو معالجة البيانات، وليس فقط لتحقيق إنجازات تقنية متقدمة.

وأثار نموذج "R1" الذي أطلقته شركة "ديب سيك" الصينية الناشئة في يناير قلقًا لدى المسؤولين الأميركيين، إذ يتمتع بقدرات مشابهة لـ"ChatGPT" لكنه يعمل بتكلفة أقل. وفي الشهر نفسه، روّج الرئيس دونالد ترامب لخطة استثمار تصل إلى 500 مليون دولار في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي ضمن مشروع "ستارغيت".

وردًا على التقرير، قال ليو بينغيو، المتحدث باسم السفارة الصينية في واشنطن، إن بلاده "تعارض الهجمات والافتراءات التي لا أساس لها"، مؤكدًا أن الصين تبني نظام حوكمة للذكاء الاصطناعي بخصائص وطنية مميزة، يوازن بين التنمية والأمن، ويعتمد على الابتكار والشمولية، ويستند إلى مبادئ أخلاقية وقوانين تنظم الخدمات الخوارزمية والذكاء الاصطناعي التوليدي وأمن البيانات.

ويتضمن تقرير "OpenAI" أمثلة أخرى على استخدام الذكاء الاصطناعي من قبل قراصنة يُشتبه في ارتباطهم بروسيا وكوريا الشمالية والصين، في مهام مثل تحسين البرمجيات أو جعل روابط التصيد الاحتيالي أكثر مصداقية.

وقال مايكل فلوسمان، خبير أمني في "OpenAI"، إن الخصوم يستخدمون الذكاء الاصطناعي لتعزيز مهاراتهم الحالية وليس لابتكار أنواع جديدة من الهجمات السيبرانية.

في المقابل، يستخدم عدد متزايد من الضحايا المحتملين "ChatGPT" لاكتشاف عمليات الاحتيال قبل الوقوع فيها، وتُقدّر "OpenAI" أن استخدامه للكشف عن الاحتيال يفوق استخدامه في تنفيذ الاحتيال بثلاثة أضعاف.

وعند سؤال الشركة عن استخدام الجيش الأميركي أو وكالاته الاستخباراتية لـ"ChatGPT" في عمليات القرصنة، لم تُجب مباشرة، بل أشارت إلى سياستها في دعم الديمقراطية.

وأكدت القيادة السيبرانية الأميركية أنها ستستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي لدعم مهمتها، مشيرة إلى خارطة طريق تهدف إلى تسريع اعتماد وتوسيع القدرات في هذا المجال، بما في ذلك استكشاف استخدام الذكاء الاصطناعي في العمليات الهجومية، مثل بناء أدوات لاستغلال الثغرات البرمجية في معدات الأهداف الأجنبية.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد