الأمة وبجيلة الأمس واليوم

mainThumb

19-10-2025 01:23 PM

بجيلة قبيلة عربية، كانت من أكثر القبائل معرفة في قتال الفرس، لذلك شاركت بقوة في معركة القادسية، فقام رستم قائد الجيش الفارسي بتركيز هجومه عليها، وخصوصا كتائب الفيلة، فكاد أن يفنيها، فأمر سعد بن ابي وقاص قائد الجيش الإسلامي عاصم بن عمرو التميمي بأن ينهض لنجدة بجيلة، فنهض بنو تميم لنجدتها، وكان لهم ذلك إلى أن أنزل الله نصره على عباده المؤمنين المجاهدين.

بجيلة اليوم هم المجاهدون في غزة، حيث هم أخبر العرب والمسلمين في قتال العدو الصهيوني، وقد اكتسبوا هذه الخبرة على مر العقود السابقة، وأعدوا واستعدوا، وقاموا بما يجب عليهم تجاه دينهم وأمتهم وأرضهم، ويحاول كل أعداء الأمة القضاء على بجيلة اليوم، وللأسف لم تجد بجيلة اليوم من يهب لنجدتها كما وجدت في الأمس من بني تميم.

أما الأمة فقد انقسمت تجاههم إلى أقسام مختلفة، بين غلو في الإفراط، وغلو في التفريط، وبين هذا وذاك:

قسم خطأهم ووجه النصح لهم، وليته فعلها بالسر حتى تنجلي غبار المعركة، وآخر تمادى وهاجمهم، في وقت هم يقاتلون فيه أعتى عدو للأمة والدين، هم بشر يصيبون ويخطئون، ولكن الهجوم عليهم خلال المعركة، حتما يجعل المهاجمين في صف العدو، حيث لا صف محايد في المعارك مع عدو مغتصب، ولعلها سابقة في تاريخ الأمة.

وقسم جعلهم معصومين، لا يخطئون، واعتبر النصح لهم مثلبة في الدين، بل جعل أفعالهم وأقوالهم ميزان العقيدة والدين، فمن لم يتبنى فعلهم وقولهم كان خارج العقيدة الصحيحة وربما خارج الدين، فنفّر وأضر.

وقسم في غفلة معرضون، في لهو الدنيا غارقون، لا يدرون ما يجري ولا يهمهم ما يكون.

وقسم جعل عقيدته القضية، ودينه العصبية لها، فأبعد القريب، وقرب البعيد، وكان خارج ميزان الدين والعقيدة.

وقسم لا يمكنه الوقوف إلا إلى جانب الجهاد والمُجاهدين ضد أعداء الأمة والدين، بكل ما يستطيع، وعرف بأنهم بشر غير معصومين، يصيبون ويخطئون، إذا استطاع نصحهم في السر فعل، وإلا انتظر غبار المعركة أن تنجلي وفي العلن فعل، لم يجعل أفعالهم وأقوالهم ميزان العقيدة والدين لأنهم بشر غير معصومين، بل يعرض أفعالهم وأقوالهم على ميزان العقيدة والدين، فما وافقها أيده، وما عارضها تركه ثم ينصح لهم وللأمة برفق ولين وفي الوقت المناسب.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد