الاعتداء على سعدات جزء من حملة على القادة الأسرى
السوسنة - تتزايد المخاوف الفلسطينية على مصير الأمين العام لـ»الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين»، الأسير أحمد سعدات، بعدما أكدت عائلته ومؤسسات الأسرى تعرّضه لضرب شديد وتعذيب ممنهج داخل السجون الإسرائيلية، وسط ظروف احتجاز تُوصف أنها الأقسى منذ سنوات طويلة.
ويأتي هذا القلق في وقت تتصاعد فيه الانتهاكات داخل السجون منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وهي الفترة التي شهدت استشهاد 81 أسيراً، حسب إحصائيات الحركة الأسيرة، في مؤشر يرفع منسوب الخطر على حياة القيادات والمرضى والمعتقلين القدامى.
وكان رئيس نادي الأسير الفلسطيني، عبد الله زغاري، حذر الأحد، من خطر يهدد حياة سعدات (72 عاما)، إثر تعرّضه للضرب الشديد داخل السجون الإسرائيلية.
وفي السياق، قالت عبلة سعدات، زوجة الأمين العام لـ»الجبهة الشعبية»، إن السجون الإسرائيلية أصبحت «مقابر للأحياء»، مشيرة إلى أن ما يرويه المحامي هو جزء بسيط مما يحدث، وأن «الخوف على حياته وصحته حقيقي، ونحن عاجزون عن الاطمئنان». وأضافت لـ»القدس العربي» أن حرمان العائلة من الزيارة المباشرة يضاعف الألم النفسي ويزيد شعورهم بالعزلة، مؤكدة أن العائلة تعيش حالة ترقب دائم خوفاً على حياته.
وأضافت عبلة سعدات: «نحاول أن نحافظ على هدوء البيت رغم الأخبار اليومية عن اعتداءات متكررة، لكن كل يوم يمر يزيد شعورنا بالعجز والقلق على صحة زوجي «.
وأوضحت أن الأخبار تصلهم جزئيًا عن طريق المحامين والزملاء داخل الحركة الأسيرة، ما يجعل الصورة الكاملة عن وضعه الصحي صعبة على التحمل».
استهداف ممنهج
وكان زغاري، قال الأحد إن سعدات تعرض للضرب الشديد أثناء نقله من معتقل مجدّو شمال الداخل المحتل إلى معتقل جلبوع جنوباً، مؤكداً أن هذا الاستهداف يأتي ضمن سياسة إسرائيلية واضحة لتوجيه رسائل داخل المعتقلات وخارجها.
وأشار إلى أن هذه السياسة، التي تشمل قيادات مثل سعدات، ومروان البرغوثي، وإبراهيم حامد، وناصر عويس، وعباس السيد، وعبدالله البرغوثي وغيرهم، «تهدف إلى خلق حالة من الرعب بين الأسرى والفلسطينيين، مع احتمالية أن تتحول هذه الاعتداءات إلى شكل من أشكال الاغتيال المموّه».
وقالت «هيئة شؤون الأسرى والمحررين» في بيان إن الاحتلال «يستغل كبر سن سعدات ومعاناته من أمراض مزمنة لإلحاق أكبر قدر من الأذى به»، مؤكدة أن ما يتعرض له سعدات «أصبح سياسة ثابتة تشمل استهداف قادة الأسرى بهدف تفكيك البنية التنظيمية داخل السجون».
وقال محامي هيئة شؤون الأسرى والمحررين خالد محاجنة، لـ» القدس العربي»، إنّ «وقف العدوان على غزة لا يعني بتاتاً توقف الحرب على الأسرى داخل السجون الإسرائيلية».
وأشار إلى أن «ما يتعرّض له الأسرى الفلسطينيون منذ أكثر من عامين يشكّل حرباً مفتوحة تُمارس يومياً وبصورة ممنهجة، تطاول جميع الأسرى، بينما يتركّز الاستهداف الأعمق على قادة الحركة الأسيرة المعزولين كلياً عن العالم الخارجي داخل أقسام تحت الأرض».
وأضاف محاجنة أن «الاستهداف يتم عبر وسائل متعددة، من الاعتداءات الجسدية والنفسية، إلى سلب أبسط الحقوق الإنسانية، مروراً بحرمان الأسرى من العلاج، وعزلهم نهائياً عن بقية الأقسام». وأوضح أنّ «عدداً من الأسرى أمضوا سنوات طويلة في العزل، وأن معاناتهم تضاعفت بعد السابع من تشرين الأول/أكتوبر، حيث لم يعد ما يجري مجرد أحداث منفصلة، بل «حلقة من حلقات الانتهاكات الممنهجة التي تُمارس بقرار سياسي مباشر، يقوده (وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار) بن غفير، الذي أعطى الضوء الأخضر للاعتداءات المتكررة، ومنها الاعتداء الأخير على الأمين العام للجبهة الشعبية أحمد سعدات، وقبله الاعتداء على أسرى آخرين في العزل».
وأشار محاجنة إلى أنّ بعض الأسرى وصفوا حياتهم داخل العزل فقالوا إنهم «يشعرون كأنهم من أهل الكهف»، في إشارة إلى حجم العزلة القاسية وحرمانهم من أي اتصال مع العالم الخارجي.
وأردف قائلاً إن «المؤسسات الحقوقية توثّق يومياً معاناة الأسرى، خصوصاً المعزولين والمحكومين بالمؤبدات، حيث تهدف الإجراءات الإسرائيلية المتصاعدة إلى سلب إنسانية الأسير الفلسطيني بشكل منهجي».
ونبّه إلى أن «وضع الأسرى النفسي والجسدي يزداد سوءاً منذ السابع من تشرين الأول /أكتوبر».
وحول أساليب الاحتلال المنهجية مع الأسرى الفلسطينيين قال إن «إسرائيل ابتكرت أساليب تعذيب لا يمكن للعقل احتماله، من حرمان العلاج وانتشار الأمراض داخل السجون، إلى منع الطعام الكافي والملابس الملابس الداخلية وفرض إجراءات عقابية واقتحام الزنازين ليلاً والاعتداء على الأسرى».
وأكد محاجنة أن هذه الممارسات «لا تنتهك فقط القانون الدولي، بل حتى القوانين الإسرائيلية نفسها»، مشيراً إلى أنّ إسرائيل «لا تُعير أي اهتمام للاتفاقيات والمعاهدات الدولية، وتواصل انتهاكاتها بعيداً عن الرقابة وفي صمت كامل» بخاصة بعد دفع الحكومة نحو قانون إعدام الأسرى الذي أُقِرّ أخيرا في القراءة الأولى في الكنيست، بما يعكس – حسب قوله «اتجاهاً فاشياً يشرعن استهداف الإنسان الفلسطيني».
اعتداءات جنسية
وكشف محاجنة أن هناك أيضاً حالات «اعتداءات جنسية واختطاف أسري»، طاولت أسرى من الضفة الغربية بالإضافة إلى أسرى غزة، مؤكداً أن الهدف الواضح «هو سلب إنسانية الأسير الفلسطيني وكسر إرادته». وقال: «هذا ما ننقله يومياً من داخل السجون الإسرائيلية. المعاناة مستمرة، رغم وقف الحرب على غزة، لأن الحرب على الأسرى لم تتوقف يوماً».
استهداف خاص
أما المدير الإعلامي في «هيئة شؤون الأسرى والمحررين»، ثائر شريتح، فأوضح لـ«القدس العربي» أن الاحتلال الإسرائيلي «يحاول بكل الوسائل استهداف المحتوى الداخلي للأسير القائد أحمد سعدات، وهو يعلم أنه كبير في السن ويعاني من أمراض مزمنة وحالة صحية خاصة، لكنه يستغل هذه الظروف لإلحاق أكبر أذى به».
وقال إن «استمرار العزل الانفرادي والتعامل الوحشي مع القيادات الأسيرة يضع حياتهم في خطر حقيقي».
ويأتي تصاعد الاعتداءات ضد الأسرى في سياق حرب الإبادة الجماعية التي شنها الاحتلال في قطاع غزة بعد السابع من تشرين الأول / أكتوبر، مع استمرار سياسة الاعتقال الإداري.
ووفق معطيات فلسطينية رسمية، حيث بلغ عدد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال حوالي 18,700 أسيراً، بينهم 12,100 أسير في الضفة الغربية و6,600 أسير من قطاع غزة.
ومنذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، وصل عدد الشهداء من الحركة الأسيرة إلى 81 شهيداً، في تصعيد غير مسبوق يعكس حجم الخطر الذي يواجهه القادة الفلسطينيون داخل السجون الإسرائيلية.
وأحمد سعدات، هو الأمين العام لـ«الجبهة الشعبية» منذ 2001، ومعتقل في سجون الاحتلال منذ 2006، ويقضي حكما بالسجن 30 عاماً على خلفية اغتيال الوزير الإسرائيلي المتطرف رحبعام زئيفي عام 2001. و»الجبهة الشعبية» هي ثاني أكبر فصائل «منظمة التحرير الفلسطينية» بعد حركة “فتح”، وقد تأسست عام 1967 منبثقة بشكل رئيسي عن «حركة القوميين العرب»، وبدفع من مؤسسيها الكبار في مقدمتهم الراحل جورج حبش.
مناشدة للصليب الأحمر الدولي
ودعا «نادي الأسير» واللجان الحقوقية الفلسطينية، اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى التدخل العاجل للكشف عن وضع سعدات وباقي القادة، ووقف سياسة الإخفاء والتعتيم التي تمارسها إدارة سجون الاحتلال.
ويؤكد نشطاء حقوقيون أن ما يجري مع سعدات يمثل نموذجاً واضحاً للسياسة الإسرائيلية القائمة على الاستهداف الممنهج للأسرى القياديين، بما يبعث برسائل سياسية وأمنية لكل فلسطيني داخل أو خارج السجون، ويشكّل تهديداً مباشراً للوجود الإنساني والسياسي للحركة الأسيرة.
الذهب يشتعل مجددا .. قفزة تدفع الأوقية لتجاوز حاجز 4130 دولارا
%95 من تعاملات روسيا والصين بالعملات الوطنية
اشتباكات مسلحة بين قوات الاحتلال ومقاومين شرقي نابلس
كريم عبد العزيز يطرح إعلان طلقني مع دينا الشربيني
وفاة أسطورة بوليود دارمندرا عن 89 عاما
محكمة الجنايات تفرج عن الممثلة الكويتية إلهام الفضالة دون ضمان
ألفابت تنافس إنفيديا وأبل ومايكروسوفت في سباق القيم السوقية العملاقة
البرتغال تهزم البرازيل بركلات الترجيح وتبلغ نهائي مونديال الناشئين
بلديات تستعد للظروف الجوية المتوقعة
البيت الأبيض: اتهام ترامب بالانحياز لروسيا في الملف الأوكراني خاطئ تماما
استشهاد فلسطيني واحتجاز جثمانه داخل بيت جرى محاصرته شرقي نابلس
الملك يقلد ولي العهد شارة سيف القوات الخاصة
القوات المسلحة تُجلي الدفعة السابعة عشرة من أطفال غزة
اللجنة المالية تشرع الثلاثاء بمناقشة مشروع قانون الموازنة العامة
التمديد في الوظيفة العامة .. يعزّز نمو الطحالب
وظائف شاغرة في الحكومة .. التفاصيل
فرصة مهمة للباحثين عن عمل .. الأسماء والتفاصيل
إسرائيل تُصعّد… والأردن يضع النقاط على الحروف
تقاضى مبالغ مالية مقابل ترخيص محلات .. والمحكمة تصدر قرارها
مدعوون لإجراء المقابلات الشخصية .. أسماء
الأوقاف تطلق جائزة التميز المؤسسي الثانية
أكثر من 470 ألف لاجئ وطالب لجوء في الأردن
أغنى رجل في العالم لا يملك قصراً .. أين يسكن
انتحار أشهر توأمتين في ألمانيا بعد مسيرة فنية حافلة