متى يبدأ الوحم .. ما الذي يجب أن تستعدّي له في هذه المرحلة

متى يبدأ الوحم  ..  ما الذي يجب أن تستعدّي له في هذه المرحلة

02-12-2025 12:29 AM

السوسنة -  يبدأ الوحم عادةً في الأسبوع السادس من الحمل، ولكن قد يظهر أحيانًا في الأسبوع الرابع أو الخامس بسبب الارتفاع المفاجئ في هرمون الحمل. ومع مرور الأيام، يزداد تأثير هذه الهرمونات على مراكز الشمّ والذوق في الدماغ، فيؤدّي ذلك إلى رغبات مفاجئة أو نفور حادّ.

وتشير دراسات منشورة في Journal of Reproductive Medicine إلى أنّ ٧٥٪ من النساء يعشنَ هذه المرحلة خلال الثلث الأول، فيما يختفي الوحم عند الكثيرات مع بداية الشهر الرابع من الحمل.


وبرغم أنّ توقيته غالبًا ثابت، إلّا أنّ شدّته تختلف بين امرأة وأخرى. لذلك، يساعدك فهم البداية المتوقّعة للوحم على الاستعداد الجسدي والنفسي. خصوصًا أنّ الشهية قد تتقلّب يومًا بعد يوم، ومع ذلك يمكن إدارة هذه التغيّرات بخطوات بسيطة.


لماذا يحدث الوحم؟ الأسباب العلمية وراءه


تحتاج هذه الفقرة إلى تمهيد يشرح أهمّية معرفة السبب العلمي. يظهر الوحم نتيجة تفاعل معقّد بين الدماغ والهرمونات خلال بداية الحمل. ويلعب هرمون hCG دورًا رئيسيًا، لأنّه يرتفع بسرعة كبيرة في الأسابيع الأولى، فيؤثّر مباشرة على مركز الشهية في الدماغ. كذلك يرتفع البروجسترون، فيُبطّئ عملية الهضم، ويزيد حساسية الحواس. ووفق دراسة صادرة عن American Journal of Obstetrics and Gynecology، يرتبط الوحم بآلية دفاعية لحماية الجنين من أطعمة قد تحتوي ملوّثات أو ميكروبات. وهذا ما يفسّر النفور الشديد من اللحوم أحيانًا.

ومع استمرار الحمل، يتفاعل الدماغ مع حاجات الجسم الغذائية، فيرسل إشارات بالرغبة بأطعمة غنيّة بالمعادن أو الفيتامينات. وهنا يظهر اتجاه المرأة نحو الحامض أو الفواكه أو المأكولات المالحة. وهكذا يتكامل الجانب البيولوجي والوظيفة التطورية لهذه الظاهرة، فتظهر بشكل طبيعي ومبرَّر.

أشكال الوحم الأكثر شيوعًا


تحتاج هذه الفقرة إلى مقدّمة قصيرة توضّح تنوّع أشكال الوحم بين النساء. ومع ذلك، تتقاطع معظم التجارب في أنماط متشابهة. وأكثر ما يظهر خلال الأشهر الأولى من الحمل هو الرغبة الشديدة في نوع محدّد من الطعام، كالحلويات أو الموالح أو الفواكه. وفي المقابل، يظهر نفور قوي من بعض الروائح، كالطبخ، والعطور الثقيلة، ورائحة القهوة. وقد توصّلت دراسات سلوكية منشورة في Appetite Journal إلى أنّ النفور يرتبط بتحسّس الدماغ من الروائح القوية بسبب التغيّر الهرموني، لا بسبب مشكلة صحية.

ومع المرور التدريجي للأسابيع، قد يتقلّب شكل الوحم. فبعض النساء يشعرن برغبة في تناول الثلج، والخيار، أو الأطعمة الباردة، وهذا يرتبط بعوارض نقص الحديد في بعض الحالات. لذلك من الضروري ملاحظة أيّ نمط غذائي يبدو غير مألوف. ومع ذلك، يبقى الوحم، في أغلب الأحيان، ظاهرة طبيعية لا تشير إلى خطر.

كيف تستعدّين لمرحلة الوحم؟


تحتاج هذه الفقرة إلى تمهيد يفتح الباب أمام الإرشادات العملية. ولأنّ الوحم قد يظهر بشكل مفاجئ، يساعدك التحضير المسبق على اجتياز المرحلة بسهولة. لذلك، أنصحك بالاحتفاظ بخيارات غذائية خفيفة وسهلة الهضم عند الشعور بالغثيان. ويمكنك اختيار الفواكه الطازجة، والخبز المحمّص، والبسكويت المالح الخفيف. ومع الوقت، يمكنك الاعتماد على وجبات صغيرة ومتكرّرة بدلًا من الوجبات الكبيرة، لأنّ ذلك يخفّف الضغط على المعدة.

وإضافة إلى ذلك، يُفضَّل الحفاظ على توازن السوائل، لأنّ الجفاف يزيد الغثيان. وهنا يفيد شرب الماء بكميات صغيرة طوال اليوم. ومع ظهور روائح مزعجة، يساعد فتح النوافذ أو استعمال مروحة خفيفة على تخفيف الحساسية. وكلّما لاحظتِ نوعًا من الطعام يزعجك، يمكنك استبداله بخيار آخر يمنحك القيمة الغذائية نفسها، مثل استبدال اللحم بالعدس، أو البيض بالحبوب الكاملة.

مؤشّرات تتطلّب متابعة طبية


تحتاج هذه الفقرة إلى مدخل يوضّح متى يُعدّ الوحم غير طبيعي. ومع أنّ غالبية الحالات طبيعية، قد تظهر إشارات تستدعي الرعاية الطبية. وأكثر هذه الحالات انتشارًا هو الوحم المفرط الذي يترافق مع قيء شديد يمنعك من تناول الطعام أو السوائل. وقد يسبّب ذلك انخفاضًا في وزن الحامل، أو جفافًا، أو نقصًا في الأملاح. ووفق ACOG، يجب استشارة الطبيب فورًا عند استمرار القيء لأكثر من أربع مرّات في اليوم مع عدم القدرة على الاحتفاظ بأي طعام.

كذلك، تحتاج المرأة إلى متابعة خاصة عند ظهور رغبة في تناول مواد غير غذائية، كالتراب أو مسحوق الغسيل. ويرتبط هذا النمط بنقص الحديد أو اضطراب في الشهية. وكلّما ظهر أيّ خيار غير منطقي، يجب إجراء فحوص دم للتأكّد من مستويات الفيتامينات والمعادن. ومع ذلك، تبقى هذه الحالات قليلة مقارنةً بالتجربة الطبيعية التي تعيشها أغلب النساء خلال الثلث الأول من الحمل.

تقدّم مرحلة الوحم صورة دقيقة عن التغيّرات التي يمرّ بها الجسم في بداية الحمل. ومع أنّ السؤال متى يبدأ الوحم يتكرّر كثيرًا، إلّا أنّ التوقيت غالبًا واضح ويبدأ مع الأسابيع الأولى. ومع الانتقال عبر الفقرات الخمس، يتّضح أنّ الوحم يحمل جذورًا بيولوجية وحماية للجنين، وأنّ تنوّعه طبيعي، وأنّ التعامل السليم معه يجعل المرحلة أكثر راحة. ومع المراقبة الجيدة لأيّ مؤشرات غير اعتيادية، تستطيعين اجتياز هذه الفترة بصحة واطمئنان. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن افضل وضعية نوم للحامل لتخفيف الألم ومنحكِ طاقة مضاعفة يوميًا.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد