الحمود : الجوع وسوء التغذية أمران غير مقبولان في عالم اليوم

mainThumb

17-10-2008 12:00 AM

عقدت منظمة أمسام المراقب الدائم لدى المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة بالتعاون مع مؤسسة حمد الطبية مؤتمرا صحفيا بفندق لاسيجال بالعاصمة القطرية الدوحة، بمناسبة يوم الأغذية العالمي والذي يحتفل به بتاريخ 16 أكتوبر/ تشرين الأول من كل عام، بهدف زيادة وعي الرأي العام بمشكلة الجوع في العالم، وتعزيز التضامن الدولي في مكافحة اللجوع وسوء التغذية والفقر، ويحتفل بأكثر من 150 بلدا بهذه المناسبة كل عام، وحضر المؤتمر الصحفي كل من الدكتور نصير الحمو سفير النوايا الحسنة ممثلا لمؤسسة أمسام والسيدة هيا الحمد رئيسة قسم التغذية بمؤسسة حمد الطبية.
وتحدث خلال المؤتمر الصحفي الدكتور نصير الحمود سفير النوايا الحسنة بالأمم المتحدة وقال "لا يعد توفير الحق في الغذاء واجبا أخلاقيا فحسب فالغذاء حق عالمي من حقوق البشرية وأن عدم توفيره يعد انتهاكا لكرامة الإنسان، وهناك ضرورة لأن تجعل الدول النامية تحقيق الأمن الغذائي أحد أهم أولوياتها، فالجوع وسوء التغذية أمران غير مقبولان في عالم اليوم، وليس منطقيا أن نرى أطفالا يعانون من الجوع في القرن الواحد والعشرين، ويجب علينا جميعا أن نقوم بعمل الكثير من أجل تحسين حياتهم".
واشار الدكتور الحمود إلى أن تداعيات ارتفاع أسعار المواد الغذائية والتي بلغت نسبة إجمالية بحدود 83%، كانت تداعياته المباشرة ازدياد عدد الذين يعانون من سوء التغذية 100 مليون منذ عام، مما رفع العدد الكلي للذين يعانون من سوء التغذية في العالم وفق أحدث أرقام الى 923 مليون شخص بالعالم. ونبه في هذا السياق الى أن أسعار المواد الغذائية المرتفعة لم تعد خطرا اضافيا مسلطا على الجياع وحدهم بل أيضا على أولئك الذي يعيشون قرب حافة الفقر.
وقال انه ورغم أن شعار الاحتفال بهذا المناسبة لهذا العام هو "الأمن الغذائي العالمي: تحديات تغير المناخ والطاقة الحيوية" إلا ان هناك عوامل أخرى قد تسببت في رفع أسعار الغذاء إضافة لزيادة استخراج الوقود الحيوي من الحبوب والتغيرات المناخيية التي تسبب نقص الانتاج الزراعي، وشح المياه، المضاربات المالية على أسعار الحبوب، ارتفاع أسعار النفط وانعكاساته على زيادة كلفة وانتاج ونقل المحاصيل الزراعية ، فشل السياسات الزراعية في العديد من الدول، إضافة لزيادة النمو السكاني والطلب المتزايد على الغذاء، وفرض إجراءات تقييدية على التصدير في بعض الدول حماية لمستهلكيها.
وأضاف سفير النوايا الحسنة أن ارتفاع أسعار المواد الغذائية قد عكس المؤشرات الايجابية المسجلة سابقا لبلوغ الأهداف الإنمائية للألفية من خلال خفض عدد الجياع بمقدار النصف بحلول عام 2015، وفي هذا الصدد ذكرت تقارير أن تحقيق هذا الهدف قد اصبح مشكوك به كهدف قابل للتحقيق بحلول عام 2015. ولاحظ أنه وفي الوقت الذي يمثل حجم الانفاق على الغذاء بالدول النامية على الغذاء ما نسبته 60-80% من الدخل، في حين يتراوح هذا المعدل في البلدان المتقدمة ما بين 10-20% فاننا ندرك أن البلدان الفقيرة هي التي تأثرت بشكل خطير بأرتفاع أسعار الغذاء، ، مما يستدعي التصدي لمشكلات الأمن الغذائي المتفاقمة في هذه الدول.
وأوضح الدكتور الحمود أنه ليست هناك دولة أو مؤسسة بمفردها بعينها ستكون قادرة على حل هذه الأزمة، فلقد آن الأوان للعمل، فمصاعب اليوم تظهر كيف أن التكنولوجيا الحديثة لا تكفي وحدها لتخطي مشكلة النقص الغذائي، ولا إرسال المساعدات الغذائية في الحالات الطارئة. بكل تأكيد، كل هذا له أهمية كبيرة، ولكن من خلال تعاون وحشد طاقات أصحاب الشأن كافة، من حكومات ومؤسسات دولية ومنظمات مهنية زراعية ومجتمع مدني وقطاع خاص للنهوض بمعركة عالمية ضد الجوع ودعم التنمية الزراعية في البلدان الأشد فقرا، واعداد تصورات جديدة لمكافحة الفقر، كما يجب أجراء إصلاحات بنيوية تمكن من مواجهة تحديات الأمن الغذائي كهدف طويل الأمد. فالأمر لا يقتصر على مجرد توفير الغذاء للجياع فقط بل يشمل القضاء على الأسباب الكامنة وراء الجوع في مختلف أنحاء العالم بصورة سريعة ومستدامة ومتواصلة.
وفي رده على سؤال عن دور مؤسسة أمسام ذكر الدكتور الحمود الى إن أمسام تبذل قصارى جهدها لمكافحة سوء التغذية وضمان الغذاء للجميع، وأنه من خلال برنامج سبيرولينا المؤسسي لإستعمال الطحلب المجهري سبيرولينا لمكافحة سوء التغذية الحاد، والذي يشكل مصدرا ممتازا للبروتينات والفيتامينات بحيث يساعد سبيرولينا في مكافحة سوء التغذية ويتوافق مع الأهداف الإنمائية للألفية التي تبنتها الأمم المتحدة والتي تقضي باستئصال الفقر المدقع والقضاء على الجوع، وتتتواصل "أمسام" مع منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية وبرنامج الأغذية العالمي في هذا المجال.
ودعا الدكتور الحمود لحشد التاييد والمساهمة في إيصال رسالة منظمة أمسام إلى العالم أجمع لمناشدته ضرورة تكثيف ومساعدة الأنشطة الوطنية وتوفير الدعم لإنتاج واستخدام سبيرولينا لمكافحة سوء التغذية في جميع أقطاب العالم، وتقديم الدعم للمهمة التي تضطلع بها "أمسام" مما شأنه أن يساهم في انقاذ حياة 40 ألف طفل يموتون يوميا بسبب سوء التغذية، وأشار إلى أن الطحلب المجهري سبيرولينا لا يعتبر مكملا غذائيا وحسب بل إنه يزيد من القيمة الغذائية المتنوعة، وآن الأوان ليكتشف العالم بأسره هذا العلاج المتدني الكلفة للقضاء على سوء التغذية الحاد.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد