صحيفة السوسنة الأردنية

السوسنة – وكالات - رحلت السلطات الاميركة اكثر من 300 الف شخص في حين تلقى 500 الف شخص اوامر باخلاء منطقة سان دييغو حيث دمر الف منزل جراء الحرائق التي تجتاح ولاية كاليفورنيا منذ ثلاثة ايام، ما حمل الرئيس جورج بوش الثلاثاء على صرف مساعدة فدرالية عاجلة، وفق السلطات المحلية.

وواصل الاف رجال الاطفاء تساندهم ثلاثون طائرة ومروحية الثلاثاء مكافحة ما لا يقل عن 14 حريقا كانت لا تزال مشتعلة جنوب الولاية في المنطقة الممتدة بين شمال لوس انجليس وسان دييغو قرب الحدود المكسيكية.

وهذه المنطقة هي التي تكبدت كبرى الخسائر جراء النيران التي التهمت احياء كاملة منها وبدت بلدتا رانتشو برناردو وفالبروك شمال سان دييغو مدمرة تماما حيث تحولت منازلها رمادا وانتشرت فيها هياكل سيارات متفحمة.

وقال جيري ساندرز رئيس بلدية سان دييغو خلال مؤتمر صحافي عقده باكرا في الصباح "هناك بحسب تقديراتنا الف منزل مدمر، لكن لا يمكننا تاكيد هذا الرقم رسميا"،  مضيفا "اجلينا اكثر من 300 الف شخص، وهو رقم مرتفع جدا". واقيمت مراكز ايواء طارئة في سان دييغو ولا سيما في ساحة معارض وفي ملعب كوالكوم الرياضي الضخم حيث امضى عشرة الاف نازح بينهم نساء واطفال ليلتهم الاولى.

واعلنت الوكالة الحكومية لمكافحة الحرائق ان الحرائق التهمت حتى صباح الثلاثاء اكثر من 1350 كلم مربع من اراضي المنطقة، فيما اعلن ساندرز من جهته ان المساحات المدمرة "اوسع بكثير من 800 كلم مربع" في منطقة سان دييغو وحدها "وقد تقارب مساحة 1200 كلم مربع".

كذلك تم اجلاء الف شخص من منطقة تقع على مسافة خمسين كلم شمال لوس انجليس وهي منطقة جبلية اجتاح فيها حريقان مساحة ثلاثين الف هكتار من الاراضي قرب مدينتي كاستايك واغوا دولسي.

واتى حريق اخر على ما لا يقل عن 128 منزلا ريفيا في مرتفعات سان برناردينو على مسافة مئتي كلم شرق لوس انجليس فيما قدرت المساحات المحروقة في ماليبو، مدينة الاثرياء والنجوم على المحيط الهادئ، بنحو 1500 هكتار صباح الثلاثاء. واعلن رئيس فرق الاطفاء في منطقة لوس انجليس مايكل فريمان انه ينتظر وصول تعزيزات من فرق الاطفاء من شمال كاليفورنيا ومن ولايتي اريزونا ونيفادا لمساعدة رجاله المنهكين.

وبالرغم من ضخامة الكارثة، لم يسجل سوى سقوط قتيل واحد هو مدني قتل الاحد فيما كان يحاول حماية منزل من النيران شرق سان دييغو، وعشرين جريحا. واصدر بوش صباح الثلاثاء قرارا ينص على صرف مساعدة فدرالية عاجلة، ويكلف الوكالة الفدرالية للاوضاع الطارئة "تنسيق" عمليات الاغاثة والمساعدات لسكان المناطق المنكوبة. وكان حاكم كاليفورنيا ارنولد شوارزنيغر اعلن حال الطوارئ منذ الاحد وامر بالتعبئة في صفوف الحرس الوطني وحمل البنتاغون على ارسال ست طائرات عسكرية تم تحويلها الى قاذفات مياه.

والحرائق التي اتسعت الى حد بات من الممكن مشاهدتها من الفضاء بحسب صور من الناسا (وكالة الفضاء الاميركية)، تعتبر من الاخطر التي تشهدها ولاية كاليفورنيا بعد موجة الجفاف التاريخية التي شهدتها هذه السنة.

واندلع بعض هذه الحرائق جراء سقوط خطوط التوتر العالي في بعض المناطق فيما يعتبر حريق منها على اقل تقدير مفتعلا وقد زادت من انتشارها رياح حارة قادمة من الصحراء غالبا ما تهب في هذا الموسم من السنة غير ان سرعتها بلغت حدا غير معهود  وصل الى 160 كلم في الساعة.

وشهدت المنطقة في نهاية 2003 حرائق هائلة ادت الى مقتل 22 شخصا وأتت على ثلاثة الاف منزل ودمرت حوالى ثلاثة الاف كلم مربع من الاراضي.