قمة طرابلس : القذافي يدعو للتمسك بالجامعة العربية والاتحاد الافريقي

mainThumb

10-06-2008 12:00 AM

اختتمت فى العاصمة الليبية طرابلس قمة عربية مصغرة لبحث موقف مشترك من مشروع الاتحاد المتوسطى دعا إليها القائد الليبى معمر القذافى وحضرها الرئيس التونسى زين العابدين بن على والجزائرى عبد العزيز بوتفليقة والسورى بشار الأسد والموريتانى سيدى محمد ولد الشيخ عبد الله، والوزير الأول المغربى عباس الفاسي.

وتناولت القمة مباحثات وتشاور للتحضير لمؤتمر الاتحاد من أجل المتوسط الذى سينعقد فى فرنسا فى الثالث عشر من شهر يوليو القادم.

وقال القائد الليبي، وقال "إننا اليوم هنا لكى نؤسس ونتشاور فى هذه الفترة بخصوص قضايا الساعة، وفى مقدمتها ما يطرح الآن على الساحة المتوسطية بالذات، ونحن دول عربية ولها كيان دولى معروف ومنظمة إقليمية معروفة، هى الجامعة العربية، والتى تعتبر منظمة قديمة جدا ولها ميثاق ونحن نتماسك بها وعلى الجميع فى حوض الأبيض المتوسط أن ينظروا لها بعين الاعتبار فنحن لا نفرط فى ميثاقها". وأشار القذافى إلى أن ليس كل أعضاء الجامعة العربية يطلون على البحر المتوسط وربما أغلبها. وهذه إشكالية لوجودنا على البحر المتوسط، وبين أننا جزء من منظمة أقليمية، وعلى الشركاء أن يفهموا هذا جيدا، وعلى أننا نحرص على تماسك منظمتنا التى نحرص أن تقوم بوحدة عربية ولا نجازف بتمزيقها بأى حال من الأحوال، وأى شيء يمزقها لا نقبله.

وأضاف " وباستثناء سوريا فنحن أفارقة ومنظمون للاتحاد الافريقى والذى يفرض علينا التزامات اتحادية لانفرط فى تماسك القارة الافريقية من ناحية ديمغرافية افريقيا وتماسك الجامعة العربية"، مشددا على أن "هذا التماسك يجب أن لايمس وعلى الذين يدعون المشاركة معهم فى أى فاعليات متوسطية أن ينظروا الى هذا بعين الاعتبار فنحن دول لها التزامات واطارات دبلوماسية وديمغرافية. ونحن نلاحظ ان الاتحاد الاوروبى يحرص على تماسكه ولا يقبل بغير ذلك، ونحن نعلم أن مبادرة صديقنا العزيز ساركوزى التى وجه فيها دعوة للدول المطلة على البحر المتوسط والتى فرضت بقوة من أوروبا لانها تريد ذلك فالاتحاد الاوروبى والجامعة العربية لا يقبلان الدخول فى أطر أخرى لتمزيق صفها".

وأبرز القائد الليبى بأن الجامعة العربية من هنا تمزقت، فهي" جزء متوسطى وجزء أفريقى ومتوسطى وجزء غير أفريقى وغير متوسطي، وهذا لايُسمح به وغير مقبول وليست لنا مصلحة فى أن تكون أكبر من اتحاد وتماسك الدول العربية وكذلك وحدة الدول الافريقية ديمغرافيا. ونحن لا نرفض التعاون والتعاطى مع أى قضايا أخرى مع مراعاة الخطوط الحمراء خاصة وأن الدعاوى المطروحة الآن بخصوص هذه الدعوة التى نحن بصددها أطروحات عابرة ومؤقتة ولا نقدر أن نفرط فى الشيء الاساسى والدائم"الجامعة العربية _ الاتحاد الافريقي" ولا نضحى به، فموضوع البحر المتوسط ليس جديدا، فقد طرحت الشراكة بين أوروبا والبحر المتوسط ومرت سنين ولم يتحقق أى شيء ثم طرح الجوار ومات الجوار مثلما ماتت الشراكة وطرح بعدها ما يسمى بمسيرة برشلونة وماتت والآن يطرح الاتحاد المتوسطي.

وشدد القذافى على أن الاتحاد من أجل المتوسط لا يمكن أن نجرى وراءه ونبتعد عن الحائط الذى نستند إليه " الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي"، مشيرا فى هذا السياق إلى أن أوروبا لا تسعى إلى التفريط فى وحدتها واستبدالها بالاتحاد المتوسطي. وأشار القذافى الى أن الاتحاد الافريقى لا يرفض التعاون مع الاتحاد الاوروبي، أما المشاريع التى يلوح بها اقتصاديا، فمعروف السبب النفسى والسيكيولوجى وراءها من خلال " تصورينا على أننا جياع لكى يسيلوا لعابنا من أجل ذلك، فهم يلوحون بمشاريع فيها شيء من الاستخفاف فنحن لسنا جياعا لهذه الدرجة، فالاحترام المتبادل والسلام أفضل من المشاريع الاقتصادية التى يلوح بها كأنها طعم. فنحن لسنا فقراء وهم محتاجون للمصادر التى توجد عندنا من الثروات والخيرات والنفط . والغاز وهذه المشاريع قد لُوح بها فى الماضى وماتت، وهم يريدونا اغراءنا بهذا الطعم ويتم اصطيادنا، وهذه فيها اهانة لنا. فلو قالوا نحن نريد السلام والتعاون ومواجهة التغيرات المناخية وعالم خال من الارهاب والعنصرية لكان أفضل وفيها احترام لنا، ونحن نقدر أن نعيش بنفس الطريقة التى عشنا بها فى القرون الماضية. واذا كانت استخفافا بعقولنا فنحن نرفضها معنويا. ومن الناحية المادية فنحن لا نريد تمزيق مؤسساتنا واذا كان هناك طرح للتعاون الأوروبى مع الجامعة العربية والاتحاد الافريقى فسأكون أول المؤيدين له".

وتساءل القائد الليبى "لماذا لم يسمحوا لساركوزى بتمزيق الاتحاد الاوروبي؟. ونحن فى المقابل لا نرضى بتمزيق الجامعة العربية ولا الاتحاد الافريقي". وقال القائد الليبي" نحن قبلنا بـ 5 + 5 باعتباره حلقة وصل أوروبا بأفريقيا ونحرص عليه. ولم يتحقق أى فائدة منه حتى الآن فالذين مشوا فى مسيرة برشلونة لم ينالوا أى شيء".

وأشار القائد الليبى بمرارة إلى أن "الجانب الأوروبى هو الذى قرر كل شيء. والعاصمة التى قامت بذلك هى بروكسل .ونحن لا نتبع بروكسل فالجامعة العربية عاصمتها القاهرة والاتحاد الافريقى عاصمته أديس ابابا. وطالب بتعاون القاهرة - بروكسل على أنه مقبول. وأديس ابابا- بروكسل على أنه مقبول ايضا. وغير ذلك غير مقبول، وأبدى القائد الليبى القذافى استعداده لتقديم كل التفاصيل لكل القضايا وقال أعتقد أن كل الشعوب تتفق معى فى ذلك.

وكانت الدول العربية المطلة على البحر المتوسط قد طالبت خلال منتدى دول المتوسط الذى استضافته الجزائر فى السادس من شهر يونيو الجارى بتوضيحات حول تداعيات انضمام اسرائيل إلى مشروع الاتحاد من أجل المتوسط .

وعبرت تلك الدول عن خشيتها من أن يكون إنضمامها إلى الإتحاد إلى جانب اسرائيل يعنى تطبيعا ضمنيا للعلاقات معها. يشار إلى أن القائد الليبى سبق وحذر فى منتصف شهر مارس /آذار الماضى من أن فكرة الإتحاد المتوسطى "تتعرض الآن للإجهاض أو التمييع". وتوقع دبلوماسى عربى فى طرابلس ان يصدر عن القمة موقف مشترك بشأن انضمام الدول العربية المشاطئة للبحر المتوسط الى مشروع الاتحاد المتوسطي، وقال "انها قمة تشاورية ومن غير المرجح ان تعلن نتائجها". وستسعى الدول الست بصورة خاصة الى توحيد موقفها بشان مشاركة اسرائيل فى القمة التأسيسية للاتحاد المتوسطى فى 13 تموز/يوليو فى باريس./ وكالات /



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد