الغاء فكرة مجلس النواب

mainThumb

26-04-2012 11:05 AM

 

صعق الشعب الاردني من الخطوة الاخيرة التي اتخذها مجلس الامة بشقيه الاعيان والنواب باستصدار قرار يمنح بموجبه اعضاءه راتبا تقاعديا مدى الحياة وجاء هذا القرار في وقت يدرك فيه النواب انه لم يعد لهم قبول في قواعدهم الانتخابية التي انطلقوا منها لان الغالبية العظمى منهم وصلت الى ما وصلت اليه بالتزوير والمال السياسي وشراء الذمم وعليه فهم مدركون ان فرصهم بالنجاح باتت معدومة في اي مجلس نيابي قادم ولما كانت هذه الدورة والدورة التي سبقتها من دورات مجلس النواب هما الاسوأ بحكم انهما تنطلقان من مصالح شخصية ومنافع متبادلة مع الحكومات والابتعاد عن الهدف السامي الذي وجد من اجله النائب فان الغالبية العظمى من ابناء الشعب الاردني لا يطالبون بحل مجلس النواب فقط بل ويطالبون بالغاء فكرة المجلس والاستعاضه عنه بمجالس محافظات يتم تعيينها من قبل جلالة الملك عبدالله الثاني شخصيا .
 
لم يخف الامر على الصغير قبل الكبير ان اعضاء المجلس الحالي لم يقدموا للشعب الاردني اي فائدة تسجل لهم لا بل ان الغالبية العظمى من ابناء هذا الشعب طالبوا مرارا وتكرارا بحل هذا المجلس وتندر الكثير منهم باطلاق المسميات عليه لانه ولد ميتا وعليه فلا فائدة يمكن ان نرتجيها منه سوى دفنه والترحم عليه ان جازت الرحمة على من ينهش بقوت الشعب  ويسرق ثمار اتعابه.
 
 
الاردنيون من كافة الاصول والمنابت يرون في هذا المجلس صورة من صور المقت والقهر والمنافع والرغبات التي لا تنتهي عند حدود فالنائب الذي ينتظر مكافاة ويسعى للحصول على امتيازات وجواز سفر احمر وراتب تقاعد مدى الحياة اعتقد انه جلاد بارع وذئب خفي مع فارق بين الذئب وبينه وهو ان الذئب لاينهش ابناء جلدته ونحن كأمة تستند الى تاريخ عريق وقيادة حكيمة نرفض كل الرفض هذا الابتزاز الذي حتما لن يزيد الفقير الا فقرا وسيعمل على اغراق الاردن في بحر من الدين وسيعمل على اذلال الشعب الاردني وتحويل الغالبية العظمى منهم الى متسولين.
 
ان النائب الذي ينهش الكتف التي حملته الى القبة لا يستحق ان يكون نائبا ولا يستحق ان يمثل بشرا ائتمنوه على مصيرهم وقوتهم وارزاقهم ومن يتاجر بقوت المواطن اليوم من السهل عليه ان يتاجر بالوطن في القادم من الايام.
ندرك ونعرف اننا نقاتل وسط مناخ رديْ وان لامعين لنا على المحن بعد الله سوى جلالة الملك وندرك جيدا ان الغالبية العظمى من النواب تتخذ من مسمى النائب منطلقا لتحقيق مكاسب لهم ولاسرهم وندرك والكلام عن تجربة ان النيابة عند غالبية النواب هي طريقه سهلة لامتلاك سيارة وقطعة ارض ومنزل وجخه ومشيخة وندرك ان صورة المواطن تغيب عن رادارات الغالبية العظمى من النواب بعد اعلان النتائج مباشرة.
 
ان التجربة اكبر برهان وقد ثبت لنا بالدليل القاطع الذي لايقبل الشك والتاويل ان الكثير من النواب ليس بحجم الاردن ولا بحجم التحديات التي تواجه الوطن ولا عند حسن الظن بهم لقد خيبوا الامل وسقطوا من عيون البعيد قبل القريب لقد كان العشم ان ينافح نواب الامة من اجل محاربة الفقر والبطالة والعمل على سن القوانين والتشريعات التي من شانها ان تخفف من وطأة المديونية التي تثقل البلاد والعباد لا ان يتنادوا لملء خروجهم من قوت المواطن المثقل اصلا والنازف اصلا والغارق اصلا باوحال الدين والجوع والمعيشة الضنكى.
 
اردنيون واردنيات يقفون يوميا بالمحاكم في قضايا مالية عار على الانسان ان يتكلم بها كاستدانة جملة من السلع التموينية والعجز عن السداد وبعضهم تم الزج به خلف القضبان لذات السبب فايهما اولى ان يعمل النائب على تحسين حياة المواطن ام تحسين حياته الشخصية.
 
ان حياة ستة ملايين انسان اهم مليون مرة من حياة اعضاء مجلس النواب الذي يسعى لتازيم البلد من خلال هذا القانون الذي حتما سيلغيه جلالة الملك باحد احتمالين اما بان يقوم جلالة الملك باستخدام سلطاته الدستورية بالغاء هذا القانون او بحل المجلس والمناداة بانتخابات نيابية خلال اربعة اشهر مع تمنياتنا ان لايكون هناك مجلس نواب اخر لان التجربة قاسية ولا نسعى لتكرارها والامل بسيد البلاد بعد ان خيب نواب الامة املنا فيهم.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد