لماذا أمرت كورياالشماليه دبلوماسييها في الخارج باعادة ابنائهم للبلاد ؟

mainThumb

26-09-2013 10:11 AM

في قرار غير مسبوق عالميا ، طلبت  حكومة كوريا الشماليه  من دبلوماسيها  ورجال اعمالها ،  العاملين في سفارتها وشركاتها التجارية  في العالم ،  اعادة  جميع ابنائهم الى كوريا الشماليه  - ماعدا واحدا- في موعد اقصاه نهاية شهر ايلول الجاري ، في  خطوة  مفاجئة لا تجرؤ دولة  في العالم  على اتخاذها كونها غير انسانية و غريبة ، تتناقض وحقوق الانسان الاساسيه .

ويرى خبراء مختصون بالشأن الكوري بان  القرار  يستهدف  احكام الحصار على الشعب الكوري الشمالي  المحروم ، بموجب الانظمة والقوانين الرسميه  ، من  متابعة وسائل الاعلام والثقافة  والاتصال  الخارجية، المكتوبه والمسموعه والمشاهده ،  حيث  اتخذت  حكومة بيونغ يانغ  جميع الاحراءات  التقنية والرقابيه  لمنع وصولها  الى داخل كوريا الشماليه  ،وفرضت عقوبات  مشدده  تصل الى السجن  المؤيد ،   هي الاولى  في العصر  الحديث ، ضد كل  مواطن كوري شمالي يضبط متلبسا  بمتابعتها باي صورة من الصور .
ويجيء قرارها الجديد ، في اطار سياسات النظام الكوري الشمالي، لمحاصرة النخب الكورية الشماليه العامله في الخارج سواء في الحقل الدبلوماسي  او التجاري ،حتى لايقوم ابناؤهم بنقل انطباعاتهم عن الحرية السياسيه ، التي يتمتع بها الجيل المعاصر في الخارج  الى  مواطنيهم في الداخل ، مماسيؤثر – حسب تفكير السلطات - على الامن والاستقرار في البلاد  من خلال  بث الافكار  الليبراليه ونشرها بين  الشباب الكوري الشمالي المتعطش للحريه  والكرامه الانسانيه .

و تستهدف حكومة بيونغ يانغ من  قرارها هذا، ليس محاصرة الشباب الكوري  الشمالي والحيلوله دون اطلاعهم على  الثقافة الخارجية  وما  تتضمنه من نشرمفاهيم الحريه والديمقراطيه ، بل ايضا  جعل ابناء النخبة الكوريه الشماليه العاملين فيما  وراء البحار سواء منهم ابناء الدبلوماسيين او رجال الاعمال  وغيرهم رهائن لدى النظام لمعاقبة اي كوري شمالي خارج البلاد يتجرأ على انتقاد  سياسات النظام او  يشكك فيها او يسرب معلومات عن الحياه داخل البلاد  او ينشرمقاله او مقابله   او حتى يتحدث  لاصدقائه  الاجانب  عن سلبيات الحياة داخل البلاد ، بما لايرضي سياسات النظام الكوري الشمالي ، او حتى يفكر بالاقامة الدائمه خارج البلاد . لان القيام باي من هذه الاعمال بموجب القرار الجديد سيفقد صاحبه  ابناءه  الذين سيعاقبون بجريرة افكار واحلام وتصرفات ابائهم او امهاتهم .

و يقول محللون في الشمال الكوري بان احد المسوغات الرئيسه للقرار الجديد هو حدوث اول  عملية  انشقاق امني تتعرض لها كوريا الشماليه منذ سنوات طويله ،حين قامت  ابنة مسؤول امني كوري شمالي كبير، تدرس في الصين ،بطلب  اللجوء السياسي في كوريا الجنوبية ،عن  طريق دولة ثالثه ،لتنضم  الى اكثرمن  25  الف كوري شمالي ،لجاوا الى كوريا الجنوبية منذ اعلان الهدنة بين الكوريتين عام 1953  .وما يزال مسلسل اللجوء متواصل ،هربا  من الفقر والقمع و الظلم ، او  ممارسات النظام  الديكتاتويه ،او  طلبا للحريه  السياسيه والسعي لحياة حرة كريمه  . كما يوجد الالاف  من الكوريين الشماليين مختبئين في الصين الشعبيه  حسب وكالات الانباء العالميه . 

يقول البرفسور  لي يونغ هوا  المختص بالشأن الكوري  الشمالي  ان هناك معارضة شعبية سرية واسعه  للقرار الجديد ، وعدم القناعة به ، خاصة وان يفرض رقابة  غيرمسبوقه على حقوق الابناء بالعيش في كنف والديهم  وحق الاباء  باحتضان ابنائهم الصغار .اذ انها المرة الاولى في العصر الحديث الذي تصدر فيه دولة  قرارا بالفصل بن  الاباء والابناء في  العائلة الواحدة  ،واحبار الابناء على الابتعاد عن  والديهم بحجة الحفاظ على الامن والاستقرار  .
   
وكان أمرا مماثلا صدر عام 2007   باعادة حوالي 3،000 طفل من  ابناء  الدبلوماسيين الكوريين الشماليين ورجال الاعمال  في حوالي 50  دولة ،حيث رفض  العديد منهم اعادة ابنائهم  فورا و طلبوا اعطاءهم  مهلة اكبر ليستمتعوا  مع ابنائهم  وماطلو ا بتنفيذ القرار .

الا ان  السلطات تسعى لتطبيقه هذه المره بجدية وصرامة، رغم  وجود توجه لدى قيادة الدولة الكورية الشماليه  بتمديد الموعد النهائي المحدد له  على ضوء المعارضة العالميه والداخليه الواسعه له  لصعوبة تطبيقه لوجود طروف لدى العديد من الاباء تحول  دون ارسال ابنائهم الى كوريا الشماليه لعدم وجود من يرعى شؤونهم هناك ، كما تخشى السلطات ان  يجعل القرار النخب الكوريه الشماليه  في الخارج المواليه للنظام  ان  تتراجع عن ولائها  وتنتظر الفرصة المواتية للانقضاض عليه  مما سيزيد  من   المعارضة الشعبيه الواسعه والمتناميه لممارسات النظام الذي يعتقل في سجونه  قرابة 150 الف معتقل سياسي .اقام لهم معسكرات اعتقال كبيره   لايوجد مثيل لها في العالم الا  في عهد الحكم النازي الهتلري في المانيا

ويؤكد مراقبون وخبراء في الشان الكوري ان الاوضاع داخل كوريا  الشماليه تزداد  سؤا، مما جعل النظام يتخذ قرارات غير مسبوقه تاريخيا ،تنبيء بانه يعاني  من ازمة سياسيه غير مسبوقه  ايضا ، اذ  ان الأخطار المحيقة بالنظام تزداد يوميا  . فالاوضاع الاقتصاديه تتردى بسبب  انفاق موارد البلاد القليلة  على التسلح النووي والكيماوي ، في افقر دولة في العالم مما يجعل النظام يتاكل من الداخل .
 وامعانا في سياساتها  القمعيه فقد تحلص النظام  من عشرين الف معتقل سياسي في  معسكر الاعتقال السياسي رقم 22 في هويريونج، بإقليم هامكيونج الشمالي بحرمانهم من الطعام والدواء  حيت توفوا  واعتبروا في عداد المفقودين
ان النظام الكوري الشمالي يتاكل من الداخل  ككل نظام قمعي تسلطي يجعل القوة ركيزة لبقائه  اذ ازداد الفقر والمرض  ،وعدد المنشقين،  واللاجئين السياسين ، والحصار الدولي المفروض علي  البلاد ،واغلقت العديد من  المؤسسات الصناعيه في كوريا الشماليه بسبب افلاسها ، وتم تقنين استخدام الطاقه  الكهربائيه بصورة كبيره للغايه، واتخذن المزيد من الاجراءات  والقرارات  غير المسبوقه في العصر الحديث ،والتي من شانها ان تعجل بتحويل الانتفادات السريه للنظام الى  علنيه ، قد تتحول اذا وجدت دعما سياسيا خارجيا الى ثورة شعبيه حقيقيه  تزيل النظام كما ازالت ثورات شعبيه اخرى   انظمة اقل ديكتاتوريه من النظام الحالي



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد