هل يحبل الرجل؟

mainThumb

19-11-2013 11:09 PM

السوسنة - يبدو أنّ الحمل لا يحصل للمرأة وحسب بل الرجال أيضاً،  وعلى رغم أنّ أخبار الرجال الذين يعانون عوارض الحمل بدءاً بالغثيان والارهاق والرغبة في النوم أو الشهية المفرطة تجاه المأكولات وصولاً الى انتفاخ في البطن تبقى ضئيلة ونادرة، إلّا أنّها موجودة حقيقةً ودفعت الباحثين الى محاولة إيجاد الأسباب الكامنة وراءها. فماذا نعني بالحمل التعاطفي لدى الرجل؟ وما هي أسبابه وعوارضه؟ وهل من حلول له؟

تعريفه

«متلازمة «كوفاد» أو الحمل التعاطفي هو مصطلح يُطلق على كل رجل يتمتع بصحة جيدة لكنه يعاني عوارض الحمل الشبيهة بعوارض زوجته التي تنتظر مولوداً جديداً، كالغثيان والارهاق والتورّم والشهيّة المفرطة أم فقدانها والحساسية والصداع وآلام الظهر والاضطرابات البَوليّة والتناسلية... اضافة الى الزيادة الملحوظة في الوزن والتي تؤدّي الى انتفاخ البطن تدريجاً، فيبدو الرجل كأنّه حامل فعلاً»، بهذه الكلمات عرّف الاختصاصي في الامراض النفسية والعصبية الدكتور أسامه دحدوح ظاهرة «حمل الرجال»، مؤكّداً أنّ «عوارضها الـ35 التي تظهر في الأشهر الثلاثة الاولى والأشهر الثلاثة الاخيرة من حمل الزوجة». وأشار في حديث لـ»الجمهورية» الى انّ «هذه العوارض مرتبطة بعصب موجود في جسم الرجل يؤدّي في بعض الاحيان الى نزف من الانف».

تغييرات هورمونية

وسعياً منهم الى اكتشاف ما إذا كانت هذه الظاهرة النادرة التي تعرف بـ»متلازمة الحمل التعاطفي لدى الرجال» مرتبطة بأيّ اضطراب نفسي أم أنّها حال جسديّة تترافق مع تغيّرات هورمونية، كشف الباحثون في جامعة «سانت جونز نيوفاوندلاند» الكندية وجود تقلّبات ملحوظة في مستويات الهرمونات لدى الرجال خلال فترة حمل زوجاتهم «فترتفع هورمونات الاوستراديول النسائية لديهم فيما تنخفض هورمونات التستوستيرون الذكورية».

وقد حلل القيّمون على الدراسة عينات دماء 34 رجلاً في مراكز الإعداد للحمل، فتبيّن «وجود تغييرات كبيرة في هورمونات الكورتيزول والبرولاكتين والتستوستيرون لدى الآباء المستقبليين وذلك خلال الأشهر القليلة التي سبقت الولادة».

وقد أكّد الباحثون في دراستهم التي نشروها لاحقاً في مجلّة «العلم اليوم» أنّ مستويات هورمون التستوستيرون الذكوري تراجعت بنسبة 33 في المئة مباشرةً بعد ولادة الأطفال. وهذا ما جعلهم يقرّون بأنّ «الحمل التعاطفي لدى الرجال هي حال جسديّة غير مرتبطة بأيّ اضطراب نفسيّ».

 ونفسيّة أيضاً

على رغم إشارة بعض الدراسات إلى أنّ الحمل التعاطفي الشائع في صفوف عدد من الأزواج، ليس اضطراباً نفسياً أو مرضاً، حسب ما أكّد دحدوح، إلّا أنّ الباحثين لم يتوصّلوا الى إثبات أيّ حقيقة بعد في هذا الخصوص. وأقرّوا بأنّ عليهم إجراء مزيد من الدراسات في شأن الأسباب والعوارض قبل إثبات أيّ «حقيقة» أو نفيها، للتأكّد من أنّ هذه المتلازمة مرض جسدي مصحوب بأعراض نفسية أم أنه مرض هورموني أو نفسي صرف.

فناهيك عن العوارض الجسدية التي يشعر بها الرجل خلال فترة حمل زوجته، تبيّن أنّه يعاني بعض العوارض النفسية أيضاً وتشمل تغيّر عادات النوم والقلق والاكتئاب، فضلاً عن اضطرابات المزاج والشعور بعدم الراحة في معظم الاوقات وتراجع رغبته الجنسيَّة.

ما السبب؟

وقد أرجع دحدوح هذه العوارض الى سببين أساسيين «فالسبب الأوّل المعروف بالـpsychosomatique يفرض تحوّل الامور النفسيّة الى جسديّة، أمّا السبب الثاني فيعود الى تغيّر الهورمونات في جسم الرجل الذي تستعدّ زوجته للولادة».

ويرجع بعض الاختصاصيين النفسيين أسباب «المرض» إلى «عقدة أوديب القديمة حيث يكون الرجل مغرماً بوالدته، ويقولون إنّه يعاود عيش هذه العقدة ولكن هذه المرّة يتعلّق بالجنين الذي يكون محور اهتمامه ويحبّه أكثر من العادة». ويتابع الاختصاصي في علم النفس حديثه عن الأسباب الكامنة وراء هذه الظاهرة، مشيراً الى «عيش الرجل مشاعر متضاربة خصوصاً إذا كانت زوجته هي المسيطرة على العلاقة الزوجية».

كذلك، يرجع بعض الاختصاصيين السبب الى «خوف الزوج اللاشعوري من تجربة الأبوة أو تعاطفه اللاشعوري مع زوجته الحامل أو ربما نرجسيّته وأنانيّته المفرطة». إلّا أنّ دحدوح رفض ربط الحبّ الذي يكنّه الرجل لزوجته بالحبل التعاطفي لديه «فما من شيء يدلّ على أنّ حبّ الرجل لإمرأته هو ما يجعله يشعر بعوارض الحمل وإنّما حبّه للجنين ولطفله متى يبصر النور».

هل من حلول؟

وختم الاختصاصي في الامراض النفسية والعصبية حديثه موضحاً «هذه المتلازمة - التي لم تدرج بعد ضمن الامراض والاضطرابات النفسية - موجودة فعلاً ويعاني منها عدد من الرجال، ولكن بما أنّ أسبابها لا تزال مجهولة لا يمكننا التكلّم عن حلول جسديّة.

ولكن من الناحية النفسيّة يمكن للرجل العمل على تحسين العلاقة التي تربطه بزوجته ولعب دوره كرجل له حقوق وواجبات ومسؤوليات، وقد يصل الامر أحياناً الى وصف أدوية تساعده على التخفيف من الاكتئاب والقلق الذي يشعر به في هذه المرحلة الدقيقة».
 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد