فوائد مواقع التواصل الإجتماعي

mainThumb

17-05-2014 06:46 PM

كتب : غيداء الخطيب - تعتبر مواقع عدة مثل الفيس بوك و تويتر و ماي سبيس و غيرها مواقع تواصل اجتماعي مشهورة و شائعة لدى العديد من الناس في أيامنا هذه. أصبح الدخول إلى هذه المواقع جزءاً مهماً من حياتنا و جانباً لا يمكن الاستغناء عنه و لا يمكن لأحد أن ينكر كيف استطاعت هذه المواقع تغيير أنماط من حياتنا اليومية. مع توافر الإنترنت في كل منزل و مكتب، يقضي معظم الناس أغلب وقتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، ومع ازدياد أعداد الهواتف الذكية أصبح بالإمكان الاستغناء عن الكمبيوتر الشخصي و المحمول و الدخول السريع و المتواصل إلى شبكات الإنترنت. و لكن هل تسائلنا يوماً عن فوائد و ايجابيات هذه المواقع؟

تحمل هذه المواقع بحكم اسمها دوراً اجتماعياً مهماً، يشتمل و لا يقتصر على إمكانية التواصل السريع مع الأقارب و الأصدقاء الذين لا تسنح الفرصة، نظراً لضيق الوقت و انشغالات الحياة، بالتواصل المباشر وجهاً لوجه. شكلّت بعض مواقع للتواصل الاجتماعي كالفيس بوك و السكايب، أيضاً، جسراً استطاع أن يربط بين أفراد العائلات المشردة التي فرقتها الحروب و الأزمات و الكوراث الطبيعية، فكانت الدواء للكثير من القلوب المحطمة و جمعّت الأحباب و الأولاد و كانت الملاذ للعديد من الأفراد المغتربين عن أرض الوطن للدراسة أو للعمل أو للزواج. تحمل الكثير من مواقع التواصل الاجتماعي إمكانية تهنئة الأصدقاء بأعياد ميلادهم و مناسباتهم الخاصة و مشاركتهم أفراحهم و أتراحهم، الأمر الذي قد يبدو صعباً للغاية بسبب المسافات البعيدة؛ فترى ابن عمك القاطن في أميركا يتحدث إليك، و تراه أنت و عائلتك في الأردن بكل سهولة.

لا يقتصر دور مواقع التواصل الإجتماعي على الدور الإجتماعي، بل يشمل أيضاً دوراً في التطوير المهني و الأكاديمي. تتيح العديد من المجموعات المؤسسّة على مواقع عدة للتواصل الاجتماعي الفرصة أمام الكثير من الباحثين عن العمل للبحث ضمن مجال اهتمامهم و تخصصهم عن فرص عمل متوفرة. ليس ذلك و حسب، تقوم العديد من الشركات الكبرى و المؤسسات الحكومية بالبحث عن موظفين مؤهلين عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي و ذلك بسهولة كبيرة عن طريق كتابة مجال التخصص ضمن خانة البحث و استعراض قائمة الأشخاص المحتملين و التواصل مباشرة معهم. يمكن للأفراد تطوير أنفسهم من الناحية الأكاديمية و في مجال عملهم أيضاً عن طريق هذه المواقع؛ يمكن للمهتمين في مجال الترجمة على سبيل المثال، البحث عن المجموعات المتخصصة بالترجمة و التي تحوي أفراداً بخبرات هائلة و رائعة و الاستفادة من المعلومات التي تنشرها هذه المجموعات. و الجميل في هذا الإطار هو أنك تستطيع التوسع مهنياً، عن طريق تأسيس صفحة خاصة بك تنشر فيها أهداف شركتك أو عملك و تبدأ بعدها بجمع الإعجابات و التأييد.

يمكن لمواقع التواصل الاجتماعي تنمية العديد من الأمور الجيدة و الخصال المحببة في داخل الفرد. فبالانفتاح على الغير ، يمكن للإنسان الإستفادة من تجارب غيره الحياتية و يتعلم من أخطائهم أو يتخذّهم قدوة. تربي مثل هذه المواقع في الفرد تقبل النقد و احترام آراء الغير عن طريق الانخراط في العديد من المناقشات و المجموعات التي تضم أفراداً من عدة خلفيات ثقافية و دينيةيمكن لها فيما بعد أن تنشئ جيلاً متفهماً لغيره. أيضاً، و عن طريق التواصل مع الغرباء على صفحات التواصل الاجتماعي، يزول الخجل الذي قد يعاني منه بعض الأفراد و يسهّل عليهم فيما بعد التواصل المباشر مع الآخرين في الحياة الواقعية. ليس ذلك فقط، يمكن القول و بكل تأكيد أن مواقع التواصل الاجتماعي و خاصة تلك التي تحمل في طياتها أسماء لمجموعات انسانية، تشجع الأفراد على المشاركة بحملات تطوعية و أعمال خيرية. أذكر منها مجموعة شاركنا في تنظيمها تحت عنوان " استعدوا لشهر رمضان" و حصدت المجموعة ما يقارب ال 5000 معجب كانوا على أهبة الاستعداد للقيام بحملات تطوعية و توعوية. لا شك أن مثل هذه الأمور كفيلة بتنشئة أفراد كفء محبين لمجتمعهم و محافظين على قيمهم.

تحدثت هذه المقالة عن جزء بسيط من الجوانب الإيجابية المرتبطة باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي، من وجهة نظري. أعتقد أنه و بالبحث الدقيق و الشامل حول هذه المواقع، نستطيع التوصل إلى جوانب إيجابية أكثر. و علينا كأفراد عاقلين متعلمين، البحث أيضاً عن سلبياتها و عدم الوقوف فقط على ايجابياتها، فمثل ما لها من إيجابيات، لها العديد من السلبيات. و الأمل معقود علينا كأفراد متعلمين و آباء و أمهات و مربيوا أجيال، لتقصي الجوانب الايجابية و السلبية المتعلقة بها. 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد