الأفلام المحروقة - د.زيد خضر

mainThumb

10-11-2014 10:08 AM

ورد في كتب السيرة النبوية أن مسيلمة الكذاب عندما ادعى النبوة استدعى أحد أتباعه من بني حنيفة وسأله : ماذا تقول عن نبوتي ؟ فقال له الرجل : والله إنك تعلم أني أعلم أنك كاذب .


وفي هذه الأيام هناك بعض الناس من يكذب الكذبة وهو يعلم أن الناس لن تصدقه ، بل هو أيضاً  لن يصدق نفسه ، ومع ذلك يتمادى في كذبه ليقنع نفسه ، ويبني على كذبه اتهامات لخلق الله ومواقف معينة ، ودسائس وفتن بين العباد .


وما حدث الأسبوع الماضي في غزة لا يخرج عن سياق حديثنا ، فقد افتعل البعض التفجيرات أمام منازل قادة ومسؤولين من فتح في غزة ،واتهموا حماس بذلك ، ليقولوا أنها إرهابية ويتحللوا من أية اتفاقات معها ، ويتخلصوا من الوحدة الوطنية ، فمن يصدق أن 15 حادثاً تفجيرياً حدثت في أوقات متقاربة وبمناطق محددة وعلى مداخل البيوت فقط ،وبدون خسائر ، وبعد دقائق تم اتهام حماس بذلك بدون أي دليل أو برهان ، واتخذ قرار بمراجعة العلاقات معها .  


وباختصار فقد كانت إسرائيل قد خيرت عباس قبل أيام " إما نحن أو حماس " فاختار إسرائيل ، وأمر أزلامه بافتعال هذه الأفلام المحروقة التي سئمها شعبنا الفلسطيني بل سئمتها الشعوب العربية ، وكان بإمكانه أن يختار إسرائيل - ولن يبكيه أحد - بدون اللجوء إلى هذه الأفلام ، ولا يحاول أن يستغبي الشعب الفلسطيني والعربي .


لقد كانت حكومة مبارك أستاذه في هذه الأفلام فقد فجرت كنائس في القاهرة واتهمت الإخوان بذلك ثم تبين بعد سنوات أن وزير داخليته " حبيب العادلي " هو الذي رتب هذه التفجيرات ، ثم تبعتها في صناعة هذه الأفلام حكومة السيسي والحكومات العربية .


فإذا أراد نظام عربي التضييق على حريات مواطنيه أو بعض الأحزاب فيه ، فإنه يتهم بعض القيادات الحزبية أو الشعبية بأي تهمة تخطر على باله ليشوه صورتها ، كفي يا حكوماتنا عن ذلك فالشعوب العربية تعي ما يدور حولها  لكنه مغلوب على أمرها . 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد