تفاصيل قمة أوباما والعاهل السعودي

mainThumb

28-01-2015 09:55 AM

السوسنة - التقى الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس الثلاثاء، العاهل السعودي الجديد الملك سلمان، لتقديم العزاء في وفاة سلفه الملك عبد الله في زيارة تبرز أن التحالف الأمريكي السعودي يتجاوز المصالح النفطية ويمتد إلى الأمن الإقليمي.

وقال مسؤول أمريكي إن الملك سلمان -في أول محادثات رسمية مع وفد أجنبي رفيع المستوى منذ وفاة أخيه غير الشقيق يوم الجمعة- لم يبد تحفظات على المفاوضات التي تقودها الولايات المتحدة بهدف كبح البرنامج النووي الإيراني.

الملف النووي


ولم يتضح ما إذا كانت تصريحات الملك سلمان على المحادثات النووية قدمت إشارة للتغيير. وتشعر السعودية، أكبر قوة سنية في منطقة الشرق الأوسط، بالقلق إزاء إمكانية أن تؤدي المحادثات إلى تقارب بين الولايات المتحدة وأكبر قوة منافسة للمملكة وهي إيران التي يقودها الشيعة.

وقال المسؤول الأمريكي للصحافيين على متن طائرة الرئاسة، بعد اجتماع بين القادة في قصر عرقة بوسط الرياض، إن الملك قال إنه لا ينبغي السماح لطهران بصنع سلاح نووي. وسيكون التوصل لاتفاق نووي مع إيران إنجازاً كبيراً لإرث أوباما.

واختصر أوباما زيارته للهند ليتوجه إلى الرياض على رأس وفد كبير يضم 30 عضواً من كبار المسؤولين والجمهوريين المخضرمين وألغى زيارة كانت مقررة إلى تاج محل في الهند.

الوفد المرافق


ورافق أوباما وزير الخارجية جون كيري والجمهوريان وزير الخارجية في إدارة جورج بوش الأب، جيمس بيكر، مستشار الأمن القومي للرئيسين جيرالد فورد وبوش الأب، برنت سكوكروفت.

وضم الوفد أيضاً وزيرة الخارجية في إدارة الرئيس جورج بوش الابن كوندوليزا رايس، ومستشار الأمن القومي في نفس الإدارة ستيفن هادلي، والسناتور الجمهوري جون ماكين الذي عادة ما ينتقد سياسة أوباما الخارجية ومدير وكالة المخابرات المركزية جون برينان إضافة إلى مستشارتي أوباما سوزان رايس وليسا موناكو.

 الطاقة


وقال المسؤول الأمريكي إن العاهل السعودي عبر عن رسالة مفادها استمرارية سياسة الطاقة التي تنتهجها السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم.

وأضاف أن الملك سلمان أشار إلى أن السعودية ستواصل لعب دورها في إطار سوق الطاقة العالمية وأنه ينبغي ألا يتوقع أحد تغييراً في موقف بلاده.

وتجيء الزيارة التي لم يكن جدول أعمال أوباما يتضمنها بينما تواجه واشنطن صراعاً متفاقماً في الشرق الأوسط وتعتمد على الرياض كواحدة من عدد قليل من الشركاء الدائمين في حملتها ضد داعش التي سيطرت على مناطق واسعة من العراق وسوريا.

اليمن


وتفاقم القلق الأمني الأمريكي الأسبوع الماضي بسيطرة الحوثيين الذين تدعمهم إيران على الحكومة في اليمن في انتكاسة لجهود واشنطن لاحتواء جناح القاعدة هناك والحد من النفوذ الإقليمي لإيران الشيعية.

وانهيار الحكومة اليمنية مصدر قلق للسعودية لأن بينهما حدوداً مشتركة طويلة وبسبب التقدم الذي أحرزته إيران المنافسة الرئيسية للمملكة السنية على النفوذ الإقليمي. وقال المسؤول الأمريكي إن الزعيمين ناقشا الوضع في اليمن.

الحرب ضد داعش
وعملت السعودية على حشد الدعم العربي للانضمام إلى الدول الغربية في تحركها ضد داعش وقوبل ذلك بالثناء من واشنطن التي تقدر هي ودول غربية المملكة كسوق هام للمعدات العسكرية.

وكان العاهل السعودي الجديد وكبار الأمراء والمسؤولين السعوديين في استقبال أوباما وزوجته ميشيل وكان من بين المستقبلين ولي العهد الأمير مقرن وولي ولي العهد الأمير محمد بن نايف ووزير النفط علي النعيمي.

وعادة ما يحتل الانتقاد الأمريكي لسجل السعودية في حقوق الإنسان مرتبة متراجعة. ومن المتوقع أن يظل كذلك في الأولويات الأمريكية.

حقوق الإنسان


وفي مقابلة مع شبكة سي.إن.إن التلفزيونية الأمريكية قال أوباما إنه يضغط على حلفاء مثل السعودية في قضايا حقوق الإنسان لكن عليه أن يوازن بين هذا الضغط وبين المخاوف المتعلقة بالإرهاب والاستقرار الاقليمي.

وأضاف "ما أجده فعالاً مع كل الدول الأخرى التي نعمل معها هو ممارسة ضغط متواصل ومتسق حتى ونحن نقوم بما ينبغي القيام به".

واستطرد قائلاً "وفي أحيان كثيرة هذا يجعل حلفاءنا يشعرون بعدم الارتياح. هذا يشعرهم بالإحباط وعلينا في أحيان أن نوازن بين حاجتنا إلى التحدث معهم عن قضايا حقوق الإنسان وبين مخاوف وشيكة لدينا متعلقة بمكافحة الإرهاب أو التعامل مع الاستقرار الإقليمي".

وقال المسؤول الأمريكي إن الرئيس أثار القضية بشكل عام لكنه لم يتطرق إلى قضايا محددة.

الإطاحة بالأسد


ورغم التحالف القديم بين البلدين والذي كان حجر زاوية في السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط فقد عبرت الرياض عن نفاد صبرها من عدم إقدام إدارة أوباما على بذل المزيد للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد وقلقها من السعي الأمريكي لإبرام اتفاق نووي مع إيران.

وزاد هذا من شعور بين الحكام السعوديين بأن أوباما يخذل حلفاءه العرب القدامى وكان أبرز واقعة تخلي الولايات المتحدة عن الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك الذي أطاحت به انتفاضة شعبية عام 2011.

وتحسنت العلاقات الأمريكية السعودية حين زار أوباما الرياض في مارس (آذار) الماضي لرأب الصدع.  رويترز



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد