أبو قتادة : الآن حمي الوطيس

mainThumb

27-02-2015 01:04 PM

السوسنة - اعتبر منظر التيار السلفي الجهادي عمر محمود عثمان الملقب بـ"أبي قتادة " أن المرحلة الحالية التي تمر بها الثورة السورية تشهد بدء المعركة الحقيقية.


وفي عدد من الخواطر تحت عنوان "الآن حمي الوطيس"؛ قال أبو قتادة: إن "أوائل الهبّات تحتاج إلى تمكين، وبادي الرأي يحتاج إلى تمحيص، وقد مضى أن قامت الأمة بهبّات لم تحسن تمكينها فآلت إلى خسارة وهزيمة، وكانت النهاية مفجعة".

واستشهد أبو قتادة عما وصفه بـ"الهبّات" بقيام الشعب الفلسطيني بهبات ضد اليهود، مضيفاً: "كانت قائمة على العفوية والسذاجة وقوة العاطفة، يقابلها التخطيط والدهاء والمكر، وكانت تلك الهبّات عفوية بادي الرأي كمثل الرأي الفطير لا تشبع نهما ولا تقابل مكرا ولا تخطيطا، فكانت العاقبة لمن فكّر وقدّر وأعدّ الأمور بقراءة المتأني الخبير".

وأوضح أبو قتادة أنه ومع انطلاق الثورة السورية المسلحة حمل العديد من أبناء الشعب السوري السلاح في وجه النظام، وخرج الآلاف من مختلف الدول العربية والإسلامية إلى سوريا لذات الغاية والهدف، إلا أنه تبين أن الكثير من هؤلاء كانت "هبّاتهم عاطفية".

وأضاف: "فانساح في تلك الساحة من عفوية القرارات وبراءة الآراء، وجوبه كل ذلك بواقع صلب ممكّن مرير، يُكاد له من كبار وأمم ودول، فظن أهل البراءة والعفوية أن الأمر سريع الانقضاء، والنهاية منظورة، ولم يكن هذا صحيحاً البتة، بل أمتد الأمر وطال الوقت، فبردت الجروح وآلامها، وبدأت العواطف تخبو".

وبحسب "أبو قتادة" فإنه بعدما شعر الكثير من أنصار الثورة والمشتركين فيها بالفتور، بدأت مواجهة جديدة أمامهم وهي "نقد الذات؛ بل جلدها"، مبيناً أن هذه المواجهة جديدة لا تنفع معها الهبّات السريعة، وفق تعبيره.

وأكمل: "الآن حقاً حمي الوطيس؛ فإن تلك النفوس الصغيرة التي لا تصبر على الآلام عندما تطول، ولا تعرف معالجة الأزمات والتعايش معها لبلوغ النهايات، ولا تقدر على الالتقاء مع الآخر تحت وطأة الألم والمخالفة، ولا تستطيع الاحتفاظ بالعقل وقوة النظر في نار الفتنة وأتونها قد سقطت وانزاحت عن الطريق".

واعتبر أبو قتادة أن من بقي في ساحة المعركة الآن هو "الرجل المكين الصبور الذي يربط على قلبه وقدميه، ثابت الجنان قوي الشكيمة ممتلئ اليقين على وعد الله تعالى".

وقلل أبو قتادة من أهمية العدد والعتاد بالنسبة للجماعات المسلحة، ملحماً إلى تنظيم الدولة، حيث قال: "لم تعد الكثرة ممزوجة باختلاط السفهاء وأهل البدع والصغار، بل ليتحقق النصر على قاعدة الحق أمام الباطل حتى مع قلة الحق وأهله".

وتأتي خواطر "أبو قتادة " التي جمَّعها ونشرها تلميذه إسماعيل كلم المعروف بـ"أبو محمود الفلسطيني" بعد ساعات من مقتل اثنين من كبار القيادات في جبهة النصرة التي يعتبر أبو قتادة الأب الروحي لها؛ إضافة إلى "أبو محمد المقدسي".

وكان أبو قتادة أفتى قبل أيام بوجوب دفع جبهة النصرة مبلغ 117 ألف دينار أردني لعائلة أحد جنود التنظيم الأردنيين الذي توفي في سجون "النصرة" بعد شكوك حول مبايعته لتنظيم الدولة.(عربي 21)



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد