تيار إصلاحي جديد لإنقاذ الإخوان

mainThumb

03-05-2015 06:13 PM

عمان – السوسنة - أعلن منتمون لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن، يسمون أنفسهم "التيار الإصلاحي"، اتخاذ خطوات مؤسسية قادمة وحاسمة، مشيرين الى عقد مؤتمر اصلاحي قريباً رداً على أي ادعاء بقلة عدد التيار ومناصريه، أملاً في الإمساك بآخر ما تبقى من حضور ودور وتنظيم، وسيعمل التيار مع قيادات أثبتت أنها أصدق حجة وأعمق رؤية، وأكثر تبصُّراً وأبعد نظراً.
 
وقالوا، في بيان اصدروه قبل مؤخرا، تساءلت أصوات متعددة من داخل الجماعة عن المكتسبات التي تحققت للجماعة طيلة سنوات مضت، غير أن القيادات الحالية مضت بدفة القيادة نحو مزيد من الهامشية، والاستقطاب، وخسارة مراكز ومنابر ثقافية وسياسية ومجتمعية مهمة، كان الأولى تنميتها والمحافظة عليها، من مثل جامعة الزرقاء والمستشفى الإسلامي، وهيئة تنسيق الأحزاب، وغيرها، ولعل التنمية الوحيدة التي حدثت للجماعة هي تنمية حالة الاستعداء مع الدولة، بحجة المقاطعة، وعدم المشاركة، حتى باتت الجماعة يتعامل معها الآخرون بنفس النهج من المقاطعة وعدم المشاركة، وقد صمَّت القيادات آذانها عن نصائح كثيرة قدمها لها رموز تاريخية من الإخوان المسلمين العرب، بضرورة المشاركة والتصالح مع واقع الجماعة الوطني، كي تحافظ على مكتسباتها واستمراريتها، ولكن بلا جدوى.
 
وتاليا النص الكامل للبيان:
 
الحمد لله رب العالمين، الذي أنزل القرآن ورفع به الإنسان، وهداه من فيض هداه، وجعل لكلٍ شرعةً ومنهاجا، والصلاة والسلام على نبي الهدى والرحمة والرسالة،  محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، الذي أرسله بالحق وللحق وجعله سراجاً وهاجا..،  أما بعد:
 
فإن ما تمرُّ به الأمة ويمر به المسلمون والعرب من تحولات تاريخية حاسمة، وتغير سياقات الأحداث ومآلاتها على مستوى الأمة والدولة والجماعات والأفراد، مشوبة بالفتن والمحن والابتلاءات، وتغير أنماط التفكير، وبناء الرؤى والأفكار.
 
ولما كانت جماعة الإخوان المسلمين، أعمق الجماعات المعاصرة جذراً وفكراً، وأكثرها امتداداً في عروق الأمة، وأكثر تمكيناً في وجدانات الناس وثقافة الشباب، فإنها أكثر كل ذلك مواجهةً للمخاطر، وأقرب كل ذلك لمحاولات النيل منها وكسر إرادتها في الإصلاح والتغيير، فصارت أمام إرثها وشرعيتها التاريخية، وأمام استحقاقات حاضرها، ومسؤولية مستقبلها، ولأننا – نحن شباب الإخوان - نؤمن بأن الشرعية التاريخية التي امتلكتها شخصيات الإخوان الأولى، من المؤسسين والرواد قد انتهت مع نهايات عهدهم المليء بالتضحيات، فإن الشرعية المؤسسية هي الاستراتيجية الوحيدة للحفاظ على نسيج الجماعة، ولعل جماعة الإخوان المسلمين في الأردن، بضماناتها وهويتها الوطنية، واستجابتها لشروط الانتماء لقضايا الأمة الكبرى المركزية والمصيرية، وكذلك القضايا الوطنية واستحقاقاتها الملحة، يفرض عليها اللجوء والاحتكام للمؤسسية التنظيمية في كل قراراتها وحركاتها التنفيذية ومعالجاتها لمشكلاتها الداخلية ومشكلات واقعها وتحديات وجودها الرسمي.
 
ولأنها – وعلى مدار سنوات كثيرة – ما زالت تعاني غلواً تنظيمياً جارفاً، واستحكاماً قيادياً بعيداً كل البعد عن أدبيات الإخوان في الجندية والقيادة، مما سمح بالتلاعب بمفاهيمنا التنظيمية وعكَّر نقاء قيمنا النبيلة المتضمنة في أركان السمع والطاعة والإيثار، وسمح بأن يتم استخدامها وتوظيفها وجدانياً لدى القواعد والهيئة العامة للجماعة، ونحن نعلم أن الوجدانيات في الأعمال التنظيمية المؤسسية تشكل جناية حقيقية على قوة الإيمان بالأفكار وقوة الإرادة لتنفيذها، ولأن القواعد ووجهت بممارسات أقرب ما تكون إلى الاستغفال، فإنها بقيت طيلة تلك السنوات السابقة معزولة عما يدور في دائرتها التنظيمية القيادية العليا، وغاب عنها ما نتج من نواتج الاستقطاب القيادي من ولادات قيصيرية لبؤرٍ تنظيمية صغرى داخل النظام العام، فكان للصقور تنظيمهم الخاص واجتماعاتهم الخاصة ومحاضر اجتماعاتهم الخاصة – التي اطلعنا على تفاصيلها – وكان للحمائم، كردة فعل نفس النمط الإداري المشوه، مما أدى إلى انشغال الجماعة بمشاكلها وأزماتها وانكفائها على نفسها وتراجعها أمام أفرادها ومناصريها ومجتمعها عموما، في أدوارها ووظائفها ورسالتها الدينية والوطنية والأخلاقية، ولما تشكلت لجنة علماء الجماعة وحققت في تجاوزات القيادات، ووجهت بالتعتيم والإلغاء، وبقيت خلاصات تحقيقاتها طي الكتمان والتجاهل، وبقيت مشكلات القيادات تنخر في جسم الجماعة وهيكلها التنظيمي، حتى خرجت قيادات وازنة طالبت ولسنوات بالتغيير والإصلاح، ولكن، دون جدوى، مما اضطرها الأمر بعد كل محاولات الإصلاح بالحكمة والموعظة الحسنة إلى تدارس خيارات إصلاحية بديلة ، في خطوة جريئة تحسب لها لا عليها، على الأقل في سبيل تثوير هذا الداخل التنظيمي – عصي الدمع – المستحكم بالقرار التنظيمي الذي أفضى إلى كل هذا التأزيم والفساد المؤسسي.
 
وقد تساءلت أصوات متعددة من داخل الجماعة عن المكتسبات التي تحققت للجماعة طيلة سنوات مضت، غير أن القيادات الحالية مضت بدفة القيادة نحو مزيد من الهامشية، والاستقطاب، وخسارة مراكز ومنابر ثقافية وسياسية ومجتمعية مهمة، كان الأولى تنميتها والمحافظة عليها، من مثل جامعة الزرقاء والمستشفى الإسلامي، وهيئة تنسيق الأحزاب، وغيرها، ولعل التنمية الوحيدة التي حدثت للجماعة هي تنمية حالة الاستعداء مع الدولة، بحجة المقاطعة، وعدم المشاركة، حتى باتت الجماعة يتعامل معها الآخرون بنفس النهج من المقاطعة وعدم المشاركة، وقد صمَّت القيادات آذانها عن نصائح كثيرة قدمها لها رموز تاريخية من الإخوان المسلمين العرب، بضرورة المشاركة والتصالح مع واقع الجماعة الوطني، كي تحافظ على مكتسباتها واستمراريتها، ولكن بلا جدوى.
 
ما الذي بقي من الجماعة في الأردن، غير قيادات مأزومة وغير متصالحة مع نفسها، وغلو تنظيمي خطير، وهيئة عامة مغيبة عن كل ما يحدث، ومجلس شورى ارتهن طويلاً لحالة الاستقطاب حتى بدا عاجزا عن إيجاد أو خلق أية مبادرة، أو حتى تبني مبادرة الدكتور همام سعيد، ومبادرة شعب محافظة إربد الأخيرة التي تمثل آخر المبادرات المحكوم عليها بالفشل، ونضيف إلى كل هذا موقف الحكماء الذين اجتهدوا وما أصابوا بسبب التعنت الذي أصاب الفكر القيادي، والخذلان الذي لاقوه من المكتب التنفيذي ومجلس الشورى، مما أدى إلى أن يصدروا هذا الخذلان لشريحة واسعة من الإخوان المخذولين الذين يمثلون هذا التيار الإصلاحي، ومن أجل الحفاظ على الشكل المؤسسي القانوني ومضمونه العميق، وبعد أن فشلت الجماعة في تأكيد رسميتها بالتحشيد للاحتفالية الملغاة قانونياً، ، فإن التيار الإصلاحي في جماعة الإخوان المسلمين وهو مشكل من شخصيات وازنة تمثل مكاتب وشعب إخوانية على امتداد رقعة هذا الوطن، وخارجه من المغتربين، - وقد حالات ظروف فنية دون إدراج أسماء الموقعين من التيار - سيتخذ خطوات مؤسسية قادمة وحاسمة، وستعقد مؤتمراً إصلاحياً قريباً رداً على أي ادعاء بقلة عدد التيار ومناصريه، أملاً في الإمساك بآخر ما تبقى من حضور ودور وتنظيم، وسيعمل التيار مع قيادات أثبتت أنها أصدق حجة وأعمق رؤية، وأكثر تبصُّراً وأبعد نظراً.
 
والله من وراء القصد
 
المكتب الإعلامي
التيار الإصلاحي في الإخوان المسلمين / الأردن والخارج
27 نيسان 2015
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد