سلبيات الدوسيهات على طلبة التوجيهي

mainThumb

08-02-2016 02:14 PM

السوسنة - كشف اخصائيون تربويون والعديد من اهالي طلبة امتحان الثانوية العامة (التوجيهي) عيوب لجوء بعض الطلبة لأساليب تعليمية توفرها مراكز ثقافية وعدد من المواقع الالكترونية، وتأثيراتها السلبية على نسب النجاح.
 
وأشاروا الى جوانب من عمليات استغلال بعض الفضائيات والمواقع الالكترونية لحاجة الاهالي والطلبة الملحة لإحراز معدلات عالية، الامر الذي حدا بهم الى استخدام اساليب ووسائل ترويجية وإقناعية بطريقة جاذبة واعلانات مضللة اوقعت الطلبة في حيرة شديدة، اضافة الى الاستنزاف المالي لشراء الملخصات واوراق العمل وشراء البطاقات المدفوعة مسبقا لحضور محاضرات الكترونية على الهواء مباشرة عن طريق الانترنت.
 
وكانت وزارة التربية والتعليم توعدت بملاحقة كل الفضائيات والمواقع الالكترونية وشركات الاتصالات التي تضلل طلبة التوجيهي بهدف الكسب المادي قضائيا كونها تسبب التوتر للطلبة.
 
الخبيرة التربوية الدكتورة مريم السيد أكدت اهمية توعية الطلاب والاهالي من هذه المواقع الالكترونية التي تستغل حاجتهم وتضللهم بإعلانات خادعة لغايات الكسب المادي، ما يسبب فقدان التركيز في كثير من الاحيان للطلبة دون اكتراث لنجاحهم. وبينت ان الطالب المتميز من الضروري ان تكون مرجعيته الكتاب بالدرجة الاولى وكذلك المعلم، اضافة الى دراسته المنتظمة، فليس كل ما يرد في المواقع الالكترونية صحيحا.
 
واشارت الى ان كافة اسئلة امتحانات الثانوية العامة هي من الكتاب، وعلى الطلبة الابتعاد عن كل ما يشوش تفكيرهم وتركيزهم، اذ ان المواقع والمحاضرات الالكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي والاحاديث الهاتفية، تؤدي الى ضياع المستقبل الاكاديمي للطالب.
 
خبير التسويق الالكتروني حسن حلبي اشار الى ان الكثير من المواقع الالكترونية تعد الطلاب بوعود اكبر من المتوقع وتستغل البعض منهم من خلال ما يدفعونه من بمبالغ مالية باهظة، "فهم محترفون ولهم طرق ذكية خاصة ما نلمسه على شبكات التواصل الاجتماعي، اذ يتم عرض الخدمة بإعلان جاذب، والادهى من ذلك انهم يقومون بالتعليق على اعلانهم بأسماء مستعارة ما يدفع الى شراء هذه الخدمة من ملخصات واسئلة ومحاضرات ودورس يتم حضورها الكترونيا.
 
وبين ان اعداد الذين يحاضرون الكترونيا معروفون، وهم بحدود اربعين محاضرا يمتهنون ذلك بطرق ذكية لاستمالة الطلاب من خلال ايهامهم بأن المحاضرة تحوي اسرار ومفاتيح النجاح لموادهم الدراسية، ويكلف الكورس الواحد للطالب من 7- 10 دنانير.
 
كما يتحايل البعض بالهروب من الملاحقة القضائية بالترويج لأنفسهم من خلال المجموعات السرية في (الفيس بوك) او من خلال التسويق في المدارس بين طلبة التوجيهي، لحثهم على شراء الكورس والملخصات او حضور الدروس الالكترونية لقاء مبالغ زهيدة.
 
وتشتد المنافسة بين الكثير من المواقع الالكترونية في جذب مستخدميها لخدماتها الالكترونية، اذ يعلن احد المواقع الالكترونية التعليمية عن فتح باب التسجيل لحضور الدروس التعليمية بمبلغ يتراوح بين 25- 50 دينارا للمادة الواحدة، اما الدروس المباشرة على الانترنت فتتراوح بين 60- 100 دينار، إضافة الى عرض فيديوهات تعليمية وحصص مراجعات عن طريق الانترنت والتفاعل والتواصل المباشر مع الاساتذة بتكلفة عالية تصل الى 30 دينارا تزيد الى اضعاف ذلك عند اقتراب ليلة الامتحان، بحجة ان ذلك سيوفر على الطلبة الجهد والوقت للتنقل ومغادرة المنزل.
 
الاعلامي والمتخصص في الشؤون التعليمية مصطفى صقر قال ان هذه المواقع مهمتها الاتجار بالمعلومة وبيع اوراق العمل والملخصات، في الوقت الذي اصبح هناك نوع من القلق والرعب لدى ابنائنا الطلبة نتيجة الاجراءات الصارمة التي اتخذتها الوزارة في النظام التعليمي، اضافة الى برنامج امتحانات التوجيهي المضغوط لا يعطي الراحة للطلاب بين امتحان واخر للاستذكار اللازم.
 
واشار الى ان اللجوء الى المواقع الالكترونية والمراكز الثقافية والمدرسين الخصوصيين هي نتيجة عدم تأهل بعض المعلمين للتدريس وضعف بعضهم ما يقلل فرصة وجود المعلم المتميز في المدارس الحكومية، بعكس ما هو متوفر لدى بعض المدارس الخاصة التي تقدم الامتيازات المادية لهم.
 
واوضح ان تراجع حجم الإنفاق الحقيقي في المدارس ادى الى تقليل فرص تدريب المعلمين وتوفير وسائل تعليمية والمناهج المميزة، مشيرا في الوقت ذاته الى تزايد اعداد المجازين بدون راتب بين المعلمين، ما يعني انتقال بعضهم للتدريس في المدارس الخاصة او للتدريس في خارج البلاد.
 
والدة احد طلاب التوجيهي ام منذر، تقول انا مع الاعتماد على ملخصات التوجيهي ولكن لأساتذة معتمدين ومعروفين كلا حسب تخصصه، اذ يقومون بتلخيص المواد ووضع اسئلة واجوبة نموذجية في ضوء اسئلة السنوات الماضية والتي تتوفر لجميع ابنائنا الطلبة بالمجان، داعية الاهالي الى عدم الانجراف وراء متابعة المواقع الالكترونية وارهاق انفسهم بأعباء مالية في شراء ملخصات، او حضور محاضرات الكترونية ودروس تعليمية لأساتذة غير مؤهلين او معروفين، وقد لا تخدم مسيرة ابنائهم التعليمية.
 
الطالب حمد باسم يحرص على الاعتماد في دراسته في التوجيهي على الكتاب بالدرجة الاولى، والتواصل مع المراكز الثقافية المتخصصة في تدريس المواد الدراسية التي هي بحاجة الى مزيد من الشرح والتوضيح.
 
وبين انه للأسف ان بعض المعلمين قد لا يعطون المعلومة كاملة للطلبة، لدفع الطلبة لحضور دوراتهم التدريسية في المراكز الثقافية، لافتا الى تزايد انتشار ظاهرة ارتياد المراكز الثقافية لدى الطلبة، اضافة الى شراء الدوسيه بناء على عدد الاوراق التي بداخلها وليس على كمية المعلومات، اذ يتراوح سعرها بين دينار الى خمسة دنانير.
 
وبين ان المركز الثقافي هو ايضا استنزاف لوقت الطالب، اذ ان عودة الطالب للبيت مع مشوار دراسي حافل من الصباح الى المساء لا يتيح له وقتا لدراسة مواده الدراسية السبع، والحصول على نزر يسير من الراحة.
 
وبين ان هناك مواقع الكترونية تعطي محاضراتها للطلبة الكترونيا مع بيان جدول الحصص والمواعيد واسماء الاساتذة لقاء مبلغ مالي يتم دفعه عن طريق "فيزا كارد" او البطاقات المدفوعة مسبقا بقيمة تتجاوز سبعين دينارا وتصل في كثير من الاحيان الى مئة دينار.
 
فيما تروي الطالبة رغد حسن أن العديد من زميلاتها اعتمدن المواقع والمحاضرات الالكترونية، حيث تتجاوز الثلاثة دنانير للمادة الواحدة، وتوصيلها بقيمة دينارين، وكانت المفاجأة تدني علامات العديد من طلبة التوجيهي ممن اعتمدوا على هذا النوع من الاساليب التعليمية.بترا
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد