إفريقيا تستعيد تاريخها - الصادق الزريقي

mainThumb

31-07-2016 10:07 AM

> من النادر في الساحات الإفريقية أن تقوم منظمات وهيئات مرموقة وذات وزن ثقيل، بتكريم القادة الافارقة  لأدوارهم التي لعبوها من أجل شعوبهم ورمزيتهم الطاغية في ملامسة وتحقيق تطلعات ظلت تعتمل وتتكون في أفئدة الجماهير خاصة المتعلقة بالركام التاريخي من المشاعر التي تحس بها الشعوب الافريقية ضد جلاديها من المستعمرين السابقين ، وظلت حاضرة لدى الأفارقة صورة المعاناة والمأساة والظلم ونهب الثروات وسلب الارادة والتحكم في القرار الافريقي الحر وسوق الافارقة كأنهم قطيع من الرعاع وهذه الصور والمرائي والمشاهد والذكريات الأليمة تكبر مع الافريقي اينما حل وسار، وينبثق من اجتراراتها حماسه وحرصه على تبجيل واحترام من يعمل على محو آثارها ومواجهة تداعياتها .
 
 
 
> قيام المنتدى الافريقي للكرامة والعزة الذي يضم العديد من الجامعات ومراكز الدراسات والبحث العلمي  الافريقية بتكريم الرئيس البشير رئيس الجمهورية واعلانه بطلاً هصورا ًمن ابطال افريقيا لمواقفه وقيادته البلاد في ظروف دقيقة بالغة التعقيد، ومواجهته للمؤامرات الخارجية التي استهدفته كقائد افريقي صميم واستهدفت بلاده ، ومنها مؤامرة ما يسمى بالمحكمة الجنائية الدولية، يعد بلا تضخيم حدثاً نادر الحدوث في القارة الافريقية وعلامة من علامات المفاخرة لنا كسودانيين، فالعلماء واساتذة الجامعات والمفكرين والمثقفين الافارقة هم أكثر المجموعات والفئات في القارة السمراء التي تعرف ما معنى تكريم رئيس دولة وما مغزى أن يقف الرئيس البشير على منصة الاحتفاء والتكريم ، فهؤلاء الطليعة المتعلمة والمثقفة في قارتنا يعرفون اكثر من غيرهم، لماذا تحركت المحكمة الجنائية الدولية ضد البشير ولما احاك الغرب مؤامرته ضدالسودان ورئيسه ؟ فالامر لم يأتِ من فراغ ، فالنخب الافريقية المتعلمة والمثقفة تقف ولديها اطلاع واسع ودقيق على حجم ما يجري من تآمر وتعلم خبايا وخفايا تحركات المحكمة ومن يحيك مؤامراتها وكيف يدار امرها ..
 
 
 
> وتعرف الطلائع الواعية في افريقيا وهي تتصدى وتقم بواجب التنوير والتبصير لإيقاظ الشعوب الصابرة، انه في اليوم الذي تغرس فيه المحكمة الجنائية الدولية أنيابها ومخالبها في صدر السودان ، ستكون افريقيا كلها وقادتها تحت رحمتها واقدامها وستكون ذليلة لمن يقف وراء هذه المحكمة، وستعود قارتنا كلها الي بيت الطاعة منقادة تجرجر اذيال خيبتها وآلامها .. > فحدث مثل الذي شهدته العاصمة الاثيوبية امس بتكريم السيد الرئيس عمر البشير، هو بحق حدث فريد في يوم تاريخي من حياة الافريقيين، فالجهة التي صدرت منها المبادرة وقادتها تمثل ضمير الشعوب ومشعل وقنديل وعيها وبصيرتها النافذة وقلبها الحي ، والمناسبة نفسها تمثل رسالة عظيمة وقوية وبليغة تصدر من الافارقة وهم في أقوى حالاتهم يصنعون زمناً افريقياً جديداً ويستعيدون فيه ملاحم من تاريخ النضال الافريقي أيام الاستعمار البغيض. >  قد ظنت جهات كثيرة يوم أعلنت المحكمة الجنائية الدولية عن اسم الرئيس البشير وكشرت عن أنيابها، و أن فرائص السودانيين سترتعد، وقلوبهم سترتجف، وأجسادهم السمراء سترتعش ، لكن رئيسهم قادهم وسط العاصفة وسار بهم وسط الاشواك الالغام ، ومن ظنوا ان السودان والبشير قد صاروا بين حجري الرحى وستطحنه وتطحنهم المحكمة الجنائية الدولية ومن يقف وراءها ، ذهبوا الى مزابل التاريخ وبقي البشير وسط شعبه وأهله كالبيرق الظافر لم ينتكس او ينطوي تحت وعيد المتربصين .
 
 
 
 
> تلقى مناسبة التكريم ودلالاتها على السودان والرئيس البشير مسؤولية جسيمة يجب تحملها بشجاعة وصدق ويقين مخلصين، يجب أن يتصدى البشير بقوة  لقيادة القارة مع إخوته من القادة ، وتحمل الاكلاف العالية لهذه المسؤولية الكبرى، حتى يكون الصوت الافريقي قويا ًوهادراً وكاسحا ً، وحتى تحس الشعوب الافريقية بطعم العزة والكبرياء وبحرارتها تسري في دمائها وأوصالها، في هذا التكريم العظيم يضع السيد رئيس الجمهورية امام تحديات حقيقية كتلك التحديات التي واجهها من قبل القادة العظام من الآباء المؤسسين نكروما ولومامبا وسيكتوري وجومو كنياتا وجمال عبد الناصر حتي القائد الافريقي الكبير  نلسون مانديلا .. > تقف افريقيا اليوم وهي موحدة ضد الصلف الغربي ومحكمة الرجل الابيض الاوروبية، لتصنع عزتها وكرامتها برجالها وابطالها وقادتها، فالقادة لن يخذلوا الشعوب كما أن الشعوب لم تخذل قادتها، فاليوم يوم جديد في افريقيا، يكون له ما بعده .. > لا جدال حول شعبية الرئيس البشير  الجارفة في افريقيا، واصطفاف عقولها العلمية لتكريمه، وكل ذلك يعني أن الوعي قد تزايد في قارتنا واطلت شمس ساطعة من التصميم والعزيمة، وهذا هو الطريق الذي سيصنع افريقيا القوية الصامدة ..افريقيا الجديدة ..فشكراً لقارتنا وشكراً لشعوبها ..
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد