غضبة ملكية .. دم الأردنيين مقدس

mainThumb

27-07-2017 07:23 PM

عمان - السوسنة - محرر الشؤون المحلية - بدا جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين غاضباً خلال اجتماعه بالحكومة ومسؤولين في الدولة بعد سوء إدارة ملف جريمة السفارة الإسرائيلية التي قتل فيها صهيوني أردنيين بدم بارد.

الملك الذي وصل اليوم من سفر، أعاد بسرعة كبيرة ترتيب الأمور، وسمى الأشياء بمسمياتها، ليضع الحكومة أمام مسؤولياتها، ويعطيها درساً في كيفية التعامل بحزم وحسم مع قضايا الوطن، وأن الدم الأردني مقدس وخط أحمر لا نقاش فيه.
 
فبعد الفوضى السياسية الكبيرة التي شهدتها الساحة الأردنية على مدى أيام مضت، وبعد البيانات والتصريحات الهزيلة الخجولة من جهات معنية في الدولة، جاء موقف حاسم بحجم الوطن.
 
كان جلالته واضحاً في حديثه الموجه إلى رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، الذي استغل الموقف للاستعراض، وتحقيق المكاسب داخل وخارج الكيان الصهيوني.
 
وقال الملك في اجتماع مجلس السياسات الوطني الذي ترأسه فور عودته : رئيس الوزراء الإسرائيلي مطالب بالالتزام بمسؤولياته واتخاذ الإجراءات القانونية التي تضمن محاكمة القاتل وتحقيق العدالة بدلا من التعامل مع هذه الجريمة بأسلوب الاستعراض السياسي بغية تحقيق مكاسب سياسية شخصية.
 
وأضاف جلالته : لن نتنازل أو نتراجع عن أي حق من حقوق الضحايا وعن حقوق مواطنينا، وسنكرس جهود الدولة الأردنية وأدواتها لتحصيل حق أبنائنا وتحقيق العدالة.
 
وتابع: سيكون لتعامل إسرائيل مع قضية السفارة ومقتل القاضي زعيتر وغيرها من القضايا أثر مباشر على طبيعة علاقاتنا.
 
تصريحات قرأ فيها مراقبون إشارات خطيرة وكبيرة تمس اتفاقية وادي عربة، التي هدد بقتلها والده المغفور له الحسين بن طلال طيب الله ثراه، بعد محاولة اغتيال خالد مشعل بعمان في العام 1997.
 
الأردن قوي وعصي، ودم الأردنيين خط أحمر، وسياسات الأبناء لم تحد قيد أنملة عن سياسة الآباء، حكيمة، لكنها عاصفة وقاصمة عندما يتعلق الأمر بالأردن والأردنيين.
 
الجريمة البشعة التي لم ترتق كلمات المسؤولين إلى وصفها بما تستحق، رفضها جلالة الملك، واعتبرها تصرفا مستفزا على كل الصعد، يفجر غضب الجميع، ويؤدي إلى زعزعة الأمن، ويغذي التطرف في المنطقة.
 
الغضبة الملكية التي انحازت وانتصرت للأردن والأردنيين، لا تتعارض مع القانون الدولي، والأعراف الدبلوماسية، التي أكد جلالته حرص الأردن الدائم على احترامها.
 
ولم يغب مشهد المقدسات وما تعانيه جراء إجراءات الصهاينة في فلسطين، عن حديث الملك، فأكد ضرورة احترام الوضع التاريخي والقانوني القائم في الحرم القدسي الشريف لمنع تكرار الأزمات.
 
وقال جلالته : أما وقد تعاملنا مع الأزمة الأخيرة التي شهدها المسجد الأقصى والحرم القدسي الشريف، وبعد جهود أدت لاحتواء تداعياتها وفتح المسجد الأقصى بشكل كامل، من خلال مواقفنا الواحدة مع أشقائنا الفلسطينيين خلال الفترة التي تلت الأزمة التي بدأت في الرابع عشر من شهر تموز الحالي، فإنني أؤكد على ضرورة احترام الوضع التاريخي والقانوني القائم في الحرم القدسي الشريف لمنع تكرار هذه الأزمات.
 
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد