الأونروا: لا تمويل هذا العام!

mainThumb

17-03-2019 12:04 AM

السوسنة  - يشكل العام الجاري 2019 تحديا كبيرا لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، باعتباره أول عام منذ تأسيس الوكالة قبل سبعين عاما يأتي بلا دعم أمريكي. 

فقد دأبت الولايات المتحدة الامريكية على دعم ( الاونروا) بشكل مستمر ضمن استمرار خدماتها التعليمية والصحية والإغاثية والاجتماعية بشكل متواصل لاكثر من (5)  ملايين لاجئ فلسطيني، منهم زهاء مليونيّ لاجئ في الاردن.
 
وهذا ما جزم به المفوض العام للوكالة بيير كرينبول الذي اوضح في تصريحات صحافية على هامش مؤتمر الدول المانحة لسوريا الذي عقد في العاصمة البلجيكية بروكسل مؤخرا، مؤكدا في الوقت ذاته ان (الاونروا) تحتاج إلى 1.2 مليار دولار من التمويل لعام 2019، وهي تقف في مواجهة أول عام كامل دون دعم أمريكي، علما ان الولايات المتحدة تعد من أكبر المانحين للوكالة منذ عقود.
 
وكانت الولايات المتحدة الأميركية قررت وقف تمويل ميزانية (الاونروا) بالكامل، والمقدّر بنحو 360 مليون دولار سنويا قبل  نحو عام تحديدا؛ ما أدى إلى عجز مالي غير مسبوق في الموازنة المالية للوكالة، ودفعها الى التحرك دوليا لدعم الوكالة للحصول على المساعدة بعد ان سحبت واشنطن تمويلها للوكالة نهائيا في أب من العام المنصرم، وبالتالي تلقيها دعماً مالياً من الدول المانحة وأطراف أخرى.
 
وشدد كرينبول في هذا الصدد قائلا: «لا يوجد تمويل أمريكي للمرة الأولى وليس هناك مؤشرات على إعادة نظر في الأمر»، لافتا الى أن الضغط المالي أثر بشكل كبير على (الاونروا)، وان الوكالة واجهت العام الماضي أكبر أزمة تمويلية على الاطلاق، إلا أنه يجب الحفاظ على كرامة الشعب الفلسطيني وحقوقه، لافتا الى أن خدمات الوكالة «يجب أن تستمر؛ لأنها تساهم أيضا في استقرار المنطقة».
 
وتابع أن الولايات المتحدة قامت العام الماضي بتقليل 300 مليون دولار من دعمها للوكالة، وهذا العام بنحو 60 مليون يورو،» لذا فلن يكون هناك أي تمويل أمريكي (للأونروا)خلال 2019، مشيرا الى ان الولايات المتحدة ساهمت لعقود ففي ميزانية الوكالة، إلا ان التركيز الان على الاطراف الاخرين الموجودين في بروكسل».
 
ورغم إقرار كرينبول بإن دول الخليج والنرويج وتركيا واليابان وكندا قدمت تمويلا العام الماضي فيما تبرعت أفغانستان بمليون دولار، « إلا أنه من غير المرجح أن تقوم كل الدول المانحة بتخصيص ذات المبالغ مجددا هذا العام، ما يضع ضغوطا إضافية على أوروبا»، بحسب المسؤول الاممي.
 
ورغم  المخاوف التي تعتري أوساط اللاجئين الفلسطينيين بين الحين والاخر بشأن تقليص خدمات    ( الاونروا) العام الجاري أو تقويض عملها، وهم الذين عانوا الأمرين في عام 2018، بسبب الأزمة المالية والوجودية للوكالة، ومحاولات إنهائها وإضعافها وتجفيف مواردها، إلا ان الوكالة  تواصل بذل الجهود والمساعي الدولية  لضمان استمرار قيامها بواجبها الإنساني في تقديم خدماتها  لملايين اللاجئين الفلسطينيين،  وبالتالي تجنب الوقوع  في فخ أزمة تمويل جديدة، في تحد واضح وصريح للمحاولات المستمرة  الرّامية إلى تفكيك الوكالة عبر وقف تمويلها وتجفيف مصادره.
 

 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد