الملهم الحقيقي .. الأمل والخوف والمعرفة

mainThumb

25-10-2020 03:27 PM

السوسنة - يقصّ أشاريا راجنيش الذي يلقب بأوشو، وهو رجل إلهاميّ هنديّ وقائد حركة راجنيش، قصّة عن رجل صوفيّ وهو يموت، سأله أحدهم : من هو ملهمك؟
فقال الصوفيّ : الآن فات أوان السّؤال، الوقت قصير وأنا أموت، ولدي آلاف الأساتذة وسيستغرق ذكرهم وقتاً، سأخبرك بأكثر ثلاثة أثّروا بي:

 

كان أحدهم لصًّا :

عندما ضللت الطّريق في الصّحراء، وصلت إلى قرية، كان الوقت متأخرًا جدًا، والمحلّات التّجاريّة مغلقة ولم يكن هناك إنسان واحد على الطّرق، بحثت عن شخص ما للاستفسار عن مكانٍ أبيت فيه، ووجدت رجلاً كان يحاول إحداث ثقب في جدار منزل، سألته أين يمكنني البقاء، قال اللّص في الوقت الحاليّ سيكون من الصّعب للغاية العثور على أيّ مكان للإقامة، ولكن يمكنك القدوم إلى منزلي، يمكنك البقاء معي إذا كنت تستطيع البقاء مع لص.

فقلت: نعم، سوف آتي. وذهبت، وبقيت مع اللّص وكان الرّجل طيّباً للغاية، بقيت عنده مدّة شهر واحد وفي كلّ ليلة كان يقول لي:

وفي كل ليلة كان يقول لي: "الآن سأذهب إلى عملي، أنت تستريح وتصلي،وعندما يعود أسأله: هل حصلت على أي شيء؟

يقول: لا، ولكن غدًا سأحاول مرّة أخرى ولم يكن في حالة من اليأس أبدًا.

لمدة شهر كامل وهو يعود خالي الوفاض، لكنّه كان دائمّا سعيدّا، ويقول: سأحاول غداً وأنت أدعوا من أجلي، على الأقل يمكنك أن تقول للرّ : ساعد هذا المسكين.

وبعد أن تركته ومرّت السّنوات، وأتعب من أجل شيء ولا يحدث أي شيء،

ثم قال حسن، "عندما كنت أتأمل وأتأمل لسنوات عديدة، لم ، وأحياناً كثيرة جاءت اللّحظة التي كنت فيها يائسًا للغاية، أفكّر أن أوقف كل هذا الهراء الذي أنا فيه ولكن فجأة أتذكر ذلك اللّص الذي كان يملك الأمل والثّقة حتّى بالسّرقة، وأقول لنفسي لماذا لا أملك الصبر على ما أريد وأنا لا أريد شيئًا سيّئًا، وكان هو أستاذي الأوّل.

 

والثّاني كان كلباً :

كنت عطشانًا وكنت أتجه نحو النّهر، وجاء كلب كان أيضًا عطشانًان نظر إلى النهر، رأى كلبًا آخر هناك "كان انعكاس صورته الخاصة" وأصبح خائفًا، كان ينبح والكلب الآخر ينبح، أيضًا، لكنّ عطشه كان كثيرًا لدرجة أنّه كان يتردد ويعود ويرى مرّة أخرى الكلب الآخر هناك، لكنّ العطش كان كثيرًا لدرجة أنّه قفز فجأة إلى الماء، واختفت الصورة، كان صيفًا حارًا، سبح في الماء وشرب وكنت أشاهده، كنت أعرف أنّها رسالة لي بأنّه على المرء أن يقفز على الرّغم من كل المخاوف.

عندما كنت على وشك القفز إلى المجهول، كان هناك نفس الخوف، كنت أذهب إلى الحافّة، وأتردد، وأعود وأتذكر الكلب، وأقول: إذا كان الكلب قادرًا على الإرادة، فلماذا لا أقدر أنا ؟ وكان هو معلّمي الثّاني.

أكبر أهرامات العالم

 والثّالث كان طفلًا صغيرًا :

دخلت إلى بلدة وكان طفل صغير يحضر شمعة مضاءة، يخفيها بين يديه ويذهب ليضعها مكانها، سألت الصّبيّ: هل أشعلت الشمعة بنفسك ؟ قال: نعم يا سيدي.

وسألت مازحًا: هل يمكن أن تخبرني من أين أتى الضّوء؟ه ل يمكنك أن تريني المصدر الذي جاء منه الضّوء؟

فضحك الصّبي ورمى الشّمعة، وقال: الآن قد رأيت النّور يذهب، إلى أين ذهب؟ أنت قلّ لي، ومن يومها عرفت أنّي لا أعرف إلّا ما أعرفه، وأنّه ينقصني الكثير.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد