رِسَالَة إلى زَميْلِ اَلْمِهْنَةِ وَاَلْتَخَصُصِ بِيْل جِيْتْس

mainThumb

27-12-2020 06:49 AM

لقد تعلمنا من كتاب الله القرآن الكريم الكثير الكثير من العلوم والحقائق الكونية وغيرها، وقد ضرب الله لنا الأمثال العديدة (وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِى هَٰذَا ٱلْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍۢ وَكَانَ ٱلْإِنسَٰنُ أَكْثَرَ شَىْءٍۢ جَدَلًا (الكهف: 54)). وقد خلق الله الملائكه بمواصفات معينة كل فئة منها تقوم بوظيفة معينة وخاصة بها ليس لها علاقة بغيرها من الفئات (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ، وَالْمَلَكُ عَلَىٰ أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ (التحريم: 6، الحاقة: 17)). وهناك روايات مختلفة مثلا عن مواصفات حملة العرش وعددهم في الدنيا أربعة ويوم القيامة ثمانية، قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلم: هم اليوم أربعة (يعني حملة العرش) وإذا كان يوم القيامة أيدهم الله بأربعة آخرين فكانوا ثمانية. فعن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أُذِنَ لي أن أُحَدِّثَ عن صفة من صفات ملك من ملائكة الله من حملة العرش أن ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام. وكذلك الجِنَّ خلقهم الله أنواع مختلفة وكل نوع بمواصفات وقدرات معينة ومختص بوظيفة أو عمل محدد يقوم به لا يتدخل بعمل أي نوع آخر (يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ (سبأ: 13)). كما خلق الله بني آدم متفاوتين أيضا في المواصفات الجسدية والعقلية والنفسية ... إلخ (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (الأنعام: 165)). وكل إنسان متخصص في مجال تخصصه فالطبيب لا يفتي بأمور الهندسة كالمهندس المختص والعكس صحيح. فَلِمَا تقدم فإذا تدخل أي مخلوق من مخلوقات ربِّ العالمين فيما لا يعنية وفيما ليس من إختصاصه ومن ضمن قدراته سيلقى ما لا ُيْرضِيْه بل ربما يؤدي تجاوزه لحدود قدراته ومعرفته إلى هلاكه.
 
إصطحب جبريل عليه السلام حبيبنا محمد عليه الصلاة والسلام إلى السماء السابعة في رحلة الإسراء والمعراج، فوقف جبريل عند حدوده ولم يتجاوز ها ليصل لسدرة المنتهى ولم يُكْمِل، وعندما سأله النبي صلى الله عليه وسلم: لماذا توقفت يا جبريل؟ قال جبريل عليه السلام: لِكُلٍ مِنَّا مقامٌ معلومٌ يا رسول الله، إذا أنت تقدّمت إخترقت، وإذا أنا تقدّمت إحترقت، فتقدم سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام إلى سدرة المنتهى واقترب منها، حتى سمع صرير الأقلام. فلا ندري لماذا بعض الناس يفتون بما لا يعلمون ويتدخلون في أمور لا تخصهم نهائياً فرحم الله إمرئٍ عرف قدر نفسه فوقف أو لزم حَدَّهُ. ومن قال لا أعلم إذا سُئِلَ فيما لا يعلم فقد فتى ومن العيب الكبير أن يفتي أي إنسان بما لا يعلم. هذه المقدمات كلها كتبناها لنقول للسيد بيل جيتس زميل التخصص والمهنة الذي لم يُكْمِل دراسته الجامعية وأسس شركة المايكروسوفت وهي خاصة بأمور ببرمجيات الحواسيب الإلكترونية التطبيقية المختلفة، لماذا يا محترم كل فترة وأخرى تُصَرِحَ لنا بتصريح مختلف عن فايروس الكورونا كوفيد-19 وتُصَرِّح للعالم عن اللقاح أو اللقاحات الخاص به. ولماذا أيضاً كل فترة وأخرى تُصَرِّح لنا بتوقعاتك عن أحداث جديدة مثلاً في نهاية عام الشؤم على البشرية أجمع 2020 وفي العام القادم 2021 أو ما يليه من أعوام، هل أنت تعلم الغيب؟، لا يعلم الغيب إلا الله سبحانه وتعالى. أم لكونك المسؤول عن تطوير رقاقة الـ ID2020 وبرمجياتها والتي ستباع مع اللقاح أو لقاحات فايروس الكورونا كوفيد-19 وسلالاته المختلفة المتوقعة. فنقول للسيد بيل جيتس أن الإنسان الذي لا يفلح في عمل أي عمل يدَّعي أنه يعلم بكل شيء، وفي العامية: يَدَّعِي بأنه بِتَاع كُلُه من أجل المال. فأنت الذي دفعت الكثير من العلماء والأطباء وخبراء الفيروسات والجراثيم والمثقفين من مختلف الجنسيات من ذكور وإناث لإنتقادك بشده ولتوجيه كلام قاسي لك بسبب تصريحاتك وتدخلاتك التي ليست من إختصاصك نهائياً ولا تعنيك إلا ربما مادياً فقط. فإرأف بحالك وبسمعتك وبسمعة تخصصك وسمعة كل أصحاب تخصص برمجيات الحواسيب المختلفة في العالم.
 
 
* كلية تكنولوجيا المعلومات وعلوم الحاسوب – جامعة اليرموك.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد