السوسنة- يساعد الصيام على زيادة وتيرة عمليات الترميم والبناء والتخلص من الفضلات، بيد أن بعض العادات والسلوكيات تمنع تحقيق هذه الفوائد، مثل نهم الطعام وتناول كميات كبيرة من الأطعمة الدسمة.
وبحسب رئيس قسم أمراض الجهاز الهضمي والكبد في دار الشفاء د. أسامة العرادي، ، فإن هذه العادات والسلوكيات الخاطئة هي التي تسبب الشكوى من التخمة والتلبك المعوي، وغيرها من أعراض هضمية.
وفي ما يلي نشرح أكثر المشاكل الهضمية الرمضانية الشائعة:
1- عسر الهضم:
عسر الهضم حالة مؤقتة تحدث عند تعامل المعدة مع كمية ونوعية أطعمة لم تعتد عليها. وتسبب بعض الأعراض، مثل: انتفاخ المعدة، تراكم الغازات، المغص، الحموضة (الحارج)، التجشؤ، الغثيان، وأعراض مشابهة للقرحة الهضمية. وتزاد شدة هذه الأعراض مع التدخين أو تناول أنواع من الأطعمة كالمخللات والفلفل، والبهارات الحارة، والشاي، والقهوة. وأفضل وقاية من تكرار عسر الهضم هو البطء في تناول الطعام (حتى يتم مضغه جيداً)، وعدم الإفراط في كمية الأكل وتخفيف القلق والتوتر والأطعمة المهيجة للجهاز الهضمي (كالأطعمة الدهنية والمقليات والمخللات والفلفل والبهارات الحارة).
وإن اختفت الأعراض مع الراحة وتقليل تناول الطعام والمشي فهذا دليل على أن المشكلة هي عسر الهضم. أما إن استمرت وتكررت الأعراض على شكل نوبات يومية، فلا بد من التشخيص الدقيق عبر فحوصات المناظر الهضمي.
2- الإسهال:
البعض يشتكي من المغص والتقلصات وأصوات البطن التي يتبعها الإسهال. والإسهال تعريفاً هو تكرار عملية إخراج براز سائل. بشكل عام إن معظم حالات الإسهال في فترة الصيام سببها التغيير في كمية الأكل ونوعيته. ولكن قد يكون سببه عدوى بكتيرية أو فيروسية، تلبك معوي بعد تناول أنواع طعام معينة، أثر جانبي للأدوية، أو من أعراض القولون العصبي، أو حتى من التحسس الغذائي وبخاصة حساسية القمح واللاكتوز.
وحول العلاج شرح د. أسامة: "اعتماداً على حدة الإسهال وسببه يتم تحديد طريقة العلاج المناسبة. فان أثبت فحص البراز وجود عدوى ميكروبية، يجب وصف المضاد الحيوي أو دواء آخر مناسب. وأهم عامل في علاج الإسهال هو تفادي الجفاف ومضاعفاته. فعلى المصاب تناول الكثير من السوائل والمحلول الطبي لتعويض ما يفقده من جسمه. كما ينصح بتناول أطعمة خفيفة سهلة الهضم ولا تحتوي على الدهون مثل الأرز والبطاطا والروب".
3- الإمساك
الإمساك هو صعوبة الإخراج وصلابته مع قلة عدد مرات الإخراج مقارنة بالوضع الطبيعي. وسببه بشكل عام يرجع إلى عاملين هما ضعف حركة الأمعاء وقلة السوائل في الجسم. وبشكل عام، قد يكون السبب: ضيق الأمعاء، أورام القولون، خمول الأمعاء الغليظة، تناول بعض أنواع الأدوية، خلل في تركيز بعض عناصر الجسم كالسكر أو الكالسيوم أو إفرازات الغدة الدرقية. أما في رمضان فأكثر سبب شائع للإصابة بالإمساك هو قلة شرب الماء وإهمال تناول الأطعمة الغنية بالألياف مثل الفاكهة، والخضار، والحبوب الكاملة، والسلطة. ونصح الدكتور أسامة بضرورة حرص الصائم على الإكثار من شرب السوائل وتناول الخضار والفواكه لتفادي الجفاف والإمساك. وشرح قائلاً "يمكن الاستعانة بتناول الملينات الطبيعية الموجودة على أرفف الصيدلية وخاصة التي تحتوي على ألياف نباتية. ولكن لا ينصح أبداً باستخدام الأدوية المسهلة إلا إن وصفها الطبيب للضرورة ولفترة مؤقتة فقط، وذلك حتى لا يتعود الجسم عليها".
هل التوقف عن تناول الطعام طويلاً يسبب القرحة؟
أكد الدكتور أسامة أن الصيام لا يسبب الإصابة بالقرحة، وقال "التوقف عن تناول الطعام لفترة طويلة لا يسبب القرحة الهضمية إلا لمن لديه استعداد ومسبب سابق. وأهم سبب للإصابة بالقرحة وجود جرثومة المعدة. لذا، على من أصيب سابقاً بالقرحة أن يتأكد من علاج جرثومة المعدة بشكل تام، حتى لا تتكرر لديه الإصابة مستقبلاً. ومن هنا تتبين أهمية أن يخضع المصاب لفحوصات تؤكد خلو معدته من الجرثومة بعد انتهاء كورس العلاج مثل فحص نفخ البالون الذي يتم في مختبرات الطب النووي أو فحص خاص للبراز".
وعن صيام المصاب بالقرح الهضمية، بين الدكتور أسامة أن القرح الهضمية تنقسم إلى نوعين، هما: قرحة في المعدة وقرحة في الإثنى عشر ويمكن أن يصاب الشخص بإحداهما أو كلتيهما. وبالنسبة للمصاب الذي شفي من القرحة، فعادة ما تتحسن أعراضه أثناء الصيام شرط أن يلتزم بإرشادات الطبيب، مثل تناول بعض الأدوية وتجنب الإفراط في تناول الطعام عند الإفطار. بينما يمنع الصيام على المصابين بالقرحة الحادة، التهاب المريء الحاد، من يشعر بالألم عند الجوع، من يشتكي من ألم يوقظه ليلاً، وفي حال حدوث انتكاسة حادة في القرحة المزمنة، ولمن تستمر أعراض القرحة لديه رغم انتظام تناول العلاج.