صحيفة السوسنة الأردنية

كان العام الماضي مليئًا بالكثير من الأحداث الايجابية تجاه سوق تداول العملات الرقمية حيث شهد أول طرح لشركة كبري تعمل في تداول العملات الرقية تشفيرللاكتتاب العام، كما تزايدت حجم استثمارات بنوك وول ستريت مثل جولدمان ساكس في العملات الرقمية، هذا إلى جانب موافقة الجهات التنظيمية في الولايات المتحدة على أول صندوق مدعوم بالبيتكوين يتم تداوله في البورصة.

وبرغم ذلك، أدي تزايد عمليات التنظيم الأخيرة وتقلبات الأسعار الشديدة إلى تراجع الآفاق المستقبلية لعملة البيتكوين، ويحذر المحللين وخبراء السوق أن العملات الرقمية قد تميل نحو التراجع خلال 2022.

تحطم التشفير خلال الأشهر القليلة المقبلة

يتوقع العديد من المحللين أن العملة الرقمية الرائدة أن تواجه ضعفًا كبيرًا خلال الأشهر الأولي من عام 2022، لكنها ستستعيد عافيتها في النصف من العام.

سجلت البيتكوين أعلى مستوي لها على الإطلاق بالقرب من 69000 دولار خلال شهر نوفمبر الماضي، ومنذ ذلك الحين، عانت من الميل الهبوطي لتخسر حوالي 30% من قيمتها مع نهاية العام وتتداول دون مستوى 50000 دولار، وتبدأ عام 2022 فوق حوالي 46000 دولار، واستنادًا على القواعد الاقتصادية الأساسية للأسواق، فإن الدورة الهبوطية من المستويات المرتفعة تخسر فيها الأسعار نحو 20% أو أكثر من ذلك، لهذا فإن التراجع الحالي لعملة البيتكوين يعد شبه طبيعي. 

في حين أن بعض الخبراء يتوقعوا أن العملة قد تخسر تقريبًا جميع مكاسبها على مدار العام والنصف السابقة خلال هذا العام لتصل إلى 10000 دولار، وأرجع الخبراء توقعاتهم إلى مبدأ أن التاريخ يعيد نفسه، فهم يروا أن 2022 قد يكون تكرار لعام 2018 الذي هبطت فيه العملة إلى حوالي 3000 دولار بعد أن سجلت أعلى مستوي لها على الإطلاق في ديسمبر 2017 عند حوالي 20000 دولار، لكن آخرين يعتقدوا أن هذا السيناريو لن يتكرر، وذلك لأن الوضع الحالي مختلف تمامًا عما كان سابقًا، فسوق التشفير حاليًا أصبح يدعمه الكثير من المستثمرين المؤسسين، كما أن العملة بالنسبة للبعض أصبحت أداة للتحوط من مستويات التضخم العالية في ظل مستويات الانفاق الحكومية الكبيرة، ولكن قد تكون سياسة التشديد النقدي المتوقعة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي رياحًا عكسية لأداء عملة البيتكوين الايجابي.

إلى أين يتجه سوق التشفير؟

لا تزال صناعة التشفير في مهدها وتتطور باستمرار، هذا جزء كبير من سبب تتابع كل ارتفاع جديد للبيتكوين بإنخفاضات كبيرة، من الصعب التنبؤ إلى أين تتجه الأمور على المدى الطويل، ولكن في الأشهر المقبلة، يتابع الخبراء موضوعات من التنظيم إلى التبني المؤسسي لمدفوعات التشفير لمحاولة التعرف على السوق بشكل أفضل.

قد يتفوق الاثيريوم على البيتكوين

حاليًا تعد الإثيريوم ثاني أكبر عملة رقميةوقد تفوقت مكاسبها على البيتكوين، إذا استمرت المسارات الحاليةفقد تتفوق الإثيريو على البيتكوين باعتبارها العملة الرقمية الأكثر قيمة في وقت ما في عام 2022، وقد يجعل هذا من الإثيريوم خيارًا مثيرًا للاهتمام للمستثمرين الذين يتطلعون إلى تنويع محافظ التشفير الخاصة بهم بعيدًا عن امتلاك البيتكوين.

العملات الرقميةستصبح أكثر قبولًا كمصدر للدفع

واحدة من القضايا الرئيسية ضد العملة الرقمية هي عدم قبولها كبديل عملي للعملات التقليدية، إذا تم تنفيذ هذا السيناريو فقد تصبح العديد من العملات الرقمية بلا قيمة بالفعل، ومع ذلك، حدث العكس تمامًا في عام 2021، ويبدو من المرجح أن يستمر الاتجاه حتى عام 2022، مع بدء المزيد والمزيد من الشركات في قبول العملات الرقمية مثل البيتكوين كعملة قانونية، ومن المرجح أن تزداد قابلية وقيمة العملات الرقمية.

المزيد من الدول ستتبني التشفير كعملة قانونية

في سبتمبر 2021 أصبحت السلفادور أول دولة تتبنى عملة البيتكوين كعملة قانونية، ومن المرجح أن تحذو حوالي خمس دول أو أكثر حذو السلفادور في عام 2022 وستعتمد التشفير كعملة قانونية، إذا أثبتت عمليات التبني هذه نجاحها، فمن المحتمل أن تنظر الدول الأخرى في تبني التشفير أيضًا.

البنوك المركزية ستصدر عملاتها الرقمية الخاصة

كانت الصين تقود الدفعة بين الدول لاعتماد عملتها الرقمية التي يصدرها البنك المركزي، في محاولة لدرء التهديدات من العملات الرقمية الحالية تبحث العديد من الدول الأخرى أيضًا في إنشاء عملات رقمية خاصة بها،ومن خلال إدارة العملات الرقمية الخاصة بها والتحكم فيها يمكن للبلدان تجنب الطبيعة اللامركزية وغير المنظمة للعملات المشفرة الحالية.

يمكن للمستثمرين والشركات على حد سواء زيادة مخصصات التشفير الخاصة بهم

نظرًا لأن العملة الرقمية أصبحت أكثر شيوعًا، يتم اعتمادها بشكل أكثر انتظامًا في محافظ كل من المستثمرين الأفراد والشركات، يوصي بعض المستشارين الماليين الآن بتخصيص العملات الرقمية لبضع نقاط مئوية في المحفظة الاستثمارية، وتقوم المزيد من الشركات بتخصيص الأموال النقدية للعملات المشفرة والأصول الرقمية، تميل هذه الأنواع من تحولات التخصيص إلى اتخاذ زخمها الخاص، مما يعني أنه من المرجح أن يتدفق المزيد والمزيد من الأموال إلى العملات المشفرة في عام 2022.

ستصبح بعض العملات الرقمية وربما العديد منها عديمة القيمة

بينما يبدو أن الاتجاهات العامة نحو قبول العملات الرقمية تتزايد، ومع وجود الآلاف من العملات المشفرة التي تتنافس جميعها على مساحة في الصناعة فمن المؤكد أن يفقد البعض (إن لم يكن الكثير ) كل قيمتها، كما أن البيتكوين الرائد في الصناعة لا يزال لديه الكثير من كبار المستثمرين الذين يصطفون ضده، مما يشير إلى أن قيمة البيتكوين في النهاية ستكون 0 دولار، إذا انهارت أكبر وأشهر العملات المشفرة فمن المحتمل ألا يكون هناك دعم كبير للآلاف من العملات الرقمية الأقل فائدة أو المقبولة.

لجنة الأوراق المالية والبورصات قد تحصل على سلطة التشفير

من المرجح أن تحصل لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC) على سلطة الإشراف الرسمية على العملات الرقمية التي يريدها الرئيس "غاري جينسلر" بدلاً من وكالة جديدة، وسيحث الكونجرس لجنة الأوراق المالية والبورصات (SEC) على تقديم تعريف أكثر مرونة وأكثر ملاءمة للابتكار عندما تكون العملة المشفرة أمانًا، وربما يمنح لجنة تداول السلع الآجلة (CFTC) بعض دور الإشراف.

سوف تتغلغل NFTs في الثقافة

تشتمل الرموز غير القابلة للاستبدال NFTsعلى العديد من الاستخدامات المحتملة في مجالات تتراوح من الفنون إلى الألعاب إلى المجالات القانونية والمالية مثل العقارات وترميز الأصول، إلى جانب ذلك، هناك الكثير من الفوائد للأشخاص الذين سيضطرون إلى تبنيها، يمكن للفنانين والموسيقيين بناء ملكية آلية في إعادة بيع أي شيء ينتجون، في حين أن بائعي العقارات سيكونون قادرين على توسيع مجموعات المشترين بشكل كبير على جميع المستويات عن طريق التجزئة ملكية العقارات عبر ترميز NFT.

احتواء التمويل اللامركزيDeFi

سيظهر التمويل اللامركزي وسيزدهر هذا العام، ولكن سيتم تحجيمه بطريقتين: أولاً، التنظيم: قد تكون هذه عملية تستغرق عدة سنوات، لكن الحكومات لا تحب الأسواق المالية التي لا تستطيع السيطرة عليها، وقد يتمكنون أو لا يتمكنون من إيقاف التبادلات اللامركزية ومنصات الإقراض من القائمة، لكن يمكنهم بالتأكيد جعل استخدامها غير قانوني، ثانيًا، سيتبنى وسطاء المؤسسات المالية أدوات البلوكشين التي تمنح DeFi الكثير من ميزتها ولكن مع الاستفادة من الإدارة المركزية، في كلتا الحالتين، سيستفيد المستهلكون لمرة واحدة.