لماذا الخوف من فتح ملفات الفساد وفضح المفسدين ؟؟؟

mainThumb

26-05-2009 12:00 AM

إننا لا نخاف على الأردن من العدو الخارجي فهذا عدو معروف للأردنيين جميعا ، واضحة أهدافه وأطماعه ، من السهل التعامل معه والقضاء عليه ، لكن أن يكون عدوه من داخله ومن أبنائه فهذا اشد خطرا الف مرة عليه من أعدائه الخارجيين ، فشجرة الزيتون الرومانية القديمة لايؤثر فيها الضرب من الخارج ، بقدر ما يؤثر فيها السوس الذي ينخرها من الداخل ، وهذا حال هذا البلد المسكين الذي ابتلاه الله ببعض السوس الذي ينخر فيه بفساده وإفساده.
فالفساد يعتبر من أكثر الأمراض وأشدها خطرا على قوة وازدهار أي دولة ، لان ما يتم تحقيقه من انجازات ومكتسبات في عشرات السنين يذهب مسؤول به فاسد بجرة قلم ، والفساد ليس كما يتصور البعض فسادا ماليا فقط مع ما يمثله هذا النوع من خطر على مقدرات الأمة وثرواتها ، بل هناك نوع أخر من الفساد هو الفساد الإداري المتمثل بالواسطة و المحسوبية إرضاء لفلان وعلان ، على حساب مصلحة البلد ، فتجد بعض المسئولين إذا تولوا منصبا جاءوا بأزلامهم معهم ، وأنا اقصد أن استعمل مصطلح الأزلام تحديدا ، لأنهم لايقدمون ولا يؤخرون بل هم أحجار شطرنج بيد هذا المسئول ، وغيره من المسئولين لا يليق بهم أن يجلسوا على أثاث من سبقهم فيستبدلونه بأفخر الأثاث محملين خزينة الدولة عشرات الآلف من الدنانير مقابل أن يستريحوا في جلستهم.
ومسئول أخر تجده يصرف سيارة حكومية مع سائقها لتقوم على خدمة عائلته الكريمة فهو يعتبر دائرته مزرعة الخاصة التي ورثها عن أبيه ، وغيرها من صور الفساد الإداري التي لا تنتهي .
ولقد كثر في الآونة الأخيرة الحديث عن ملفات الفساد في مؤسسات الدولة الحكومية ابتداء من ملف سلطة إقليم العقبة الذي حسم مجلس النواب القول بشأنه ، ومرورا بملف جامعة البلقاء التطبيقية وموقف القضاء الواضح منه ، معرجين على ملف جمعية المركز الإسلامي ووضع يد الحكومة عليه ، إلى غيرها من ملفات الفساد الكثيرة والتي وصل عددها كما أشار حزب الجبهة الأردنية الموحدة إلى إحدى عشر ملفا وضعها على طاولة رئيس الوزراء منها آبار ارتوازية غير مرخصة تعود لمتنفذين ، ومنها شبهات فساد واضحة في بعض المعطاءات وخاصة ما جرى تلزيمها على أقارب بعض المسئولين ، ولو فتحنا المجال لتعداد مثل هذه الملفات القذرة لما كفاها عشرات المقالات ، لكن هذا غيض من فيض والجميع يعلم ويرى ما يحدث على ارض الواقع من تجاوزات.
أن علاج مثل هذه الظاهرة السيئة يكون بطريقتين ، الأولى المعالجة الآنية والسريعة باستئصال زمرة الفاسدين ومن يقف من خلفهم من متنفذين ، وإعادة ما اكتسبوه بطريقة غير شرعية ، فلماذا لا يتم تفعيل مبدأ من أين لك هذا ؟ لماذا يطلب من المسئول تقديم كشف بأمواله وممتلكاته عند توليه للمنصب او ما يسمى (اشهار ذمة ) ، ولا يتم مراجعة هذا الكشف عند تركه للمنصب ، لنرى كيف حصل هذا المسؤول على مصباح علاء الدين الذي نقله من بيت متواضع الى فيلا ، ومن سيارة عادية الى افخم السيارات واحدثها كل ذلك اثناء توليه المنصب الحكومي.
اما الطريقة الثانية للمعالجة هي بتدريس مادة تتعلق بمكافحة الفساد في مدارسا وجامعاتنا لترسخ لدى أبنائنا كراهية هذا السلوك ، ومدى تأثيره على مستقبل البلد ومستقبلهم هم شخصيا ، فينمو لديهم الشعور بالوطنية وحب البلد.
أن الأردن الذي نستظل بظله ونشرب ماءه ونأكل من خيرات ارضه ، يستحق منا بعضا من الاخلاص له والعمل على المحافظة على مقدراته البسيطة وثرواته المحدودة ، وتخليصها من يد الفاسدين ، والتعامل بكل شفافية مع هذه الملفات ، فهذا جزء بسيط من رد الجميل له ، أضف إلى ذلك رأي الدين في الفساد وحرمة مال المسلمين بغير حق ، وقول الرسول عليه السلام ( لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها )) .
لذا أدعو كل مواطن صالح أو موظف شريف يملك أي وثائق اوصور أو مستندات أو حتى مجرد معلومات عن أي فاسد أو مفسد في هذا البلد أن يبادر إلى إرسالها إلى الجهات المعنية بمكافحة الفساد في هذه البلد والتي لن تقصر في التعامل معها بالطريقة التي تراها مناسبة مع الحفاظ على سرية مصدر هذه المعلومات بل ومكافأته أيضا ، فالي متى سنبقى نضع رؤوسنا في التراب كالنعام ؟ متى سنتخلى عن شعار وأنا مالي ... شو دخلني ؟ أليست هذه الأرض أرضنا ، أليس هذا البلد بلدنا ، ماذا سيقول كل من يعلم شيئا عن الفاسدين ولا يظهره لله تعالى يوم القيامة ؟ الم يسمع قول الرسول عليه الصلاة والسلام ( الساكت عن الحق شيطان اخرس ) فمن ارتضى لنفسه أن يبقى شيطانا فبئس هو من اختيار ، وليبقى يعيش حياته ذليلا خائفا ، ومن نفض غبار الخوف عنه وفضح الفاسدين فقد أرضى نفسه ونال رضي ربه وحمى بلده .

Fd25_25@yahoo.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد