ازمة هو وهي

mainThumb

04-05-2024 07:53 PM

الم تكون المرأة خلقة من الضلع الايسر للرجل ؟

والمرأة جعلت من نفس الرجل لتكون مصدرا للطمأنينة والسكينة.

ولكن تبقى الاسئله معلقة بحاجة الى اجابات . إلى متى ستبقى أكبر حدود الزوجة من هموم وتحديات ومعارك ضارية هو الزوج وما يخصه؟

والى متى ستنتهي سيناريوهات التدخل السريع بحياته مثل : أمه وأخوه وأخته وعائلته وكل من يعنيه؟ متى ستأتي الحلقة الأخيرة من مسلسل "هو و هي"؟ المسلسل الأبدي الذي يعكس الصراع بين الأزواج بسبب اختلاف جنسهم: كذكر وأنثى أولاً وآخراً، وما يترتب عليه من تبعات سلبية من شعور المرأة بنفوذ الرجل وسيطرته وممارسته السلطة والظلم والسيادة والأنا، والجهاد الذي تعيشه معظم النساء من أجل التحرر من هذه العبودية الفكرية؟

إلى متى تلك الصراعات الداخلية الأزلية التي لم يتوصل لحلها الكثير بل معظم العائلات؟ إلى متى ستبقى المرأة 'الزوجة' تلعب دور الضحية، وترتدي قناع الهزيمة والثوب المغزول من الرصاص المسلح الذي لايشعر به أبداً سوى من لمسها عن كثب، والذي تعتبره العدو اللدود الأول وهو الزوج. ذلك الثوب الذي يراه الكثيرون بعيون السراب ملطخاً بالدماء والذل والهزيمة، بناءً على ماتدعيه العديد من الزوجات وتظهره وتُشعر به الآخرين. مازلت أتردد في تقييم العديد ممن أرى وأسمع من بنات جنسي، هل هو شعور داخلي بالضعف وحب لعب دور الضحية لكسب عطف القلوب، أم أنها مازالت تجهل طبع الرجل الذي تتعامل معه؟! ولا تريد أن تفهم وتستوعب الطبيعة الحقيقية لهذا الكائن الذي يطابقها في الكثير ويختلف عنها أيضاً ً بالكثير.

أتكلم أنا بصورة حيادية وموضوعية غير متحيزة لأحد، وإنما أقف عند الكثير من المشاهد والقصص والروايات التي أسمعها وأراها وأتعجب من الكثير منها. لابد أن الخالق جلا وعلا قد جعل الزوجين متشابهين بالشكل، إلا أن الرجل والمرأة عالمان مختلفان من ناحية الفكر والنفس والشعور والسلوك وجميع المعاني والصفات الشخصية الإنسانية، والسر هو لتحقيق التكامل بين الطرفين. كي يكمل كل منهما الآخر، فإذا كان الضعف، تكون هناك القوة والشجاعة، وإذا كان اللين، يكون هناك الحزم، وإذا كان الخوف والتردد يكون هناك الإقدام والإصرار. فكل منهما يتميز بصفات خاصة تتناغم مع طبيعته التي شائها الله أن تكون كذلك.فمن الجهل أن تفترض المرأة أن يتطبع الرجل بطباعها، وكذلك الرجل.

هما عالمان متكاملان قد يتشابهان في بعض الصفات، ولابد من الإختلاف المطلق في العديد من الصفات الأخرى. ما يجري الآن من عدم استقرار في الكثير من حياة الأزواج هو رفض المرأة للقيام بدورها كزوجة وكأم واعتبار ذلك أعباء ثقيلة تصب في مجراها، ورغبتها بل إصرارها في أن يقوم كل منهما بالدور نفسه، أو أن يقوم الرجل بدوره ودورها، متجاهلة ومتناسية ورافضة الاختلافات النفسية والفيسيولوجية بينهما، واعتبارات الدين والمنطق والمجتمع. وتدعي كثيراً من الأحيان وقوعها بين ثنايا طاحونة الظلم الهارسة.كيف استوعبتيه كإبن، وكنت له خير أم، وكيف استوعبتيه كأب، وكنت خير إبنة، الأحن والأجمل والأغلى؟! وترفضين أن تكونين الزوجة التي يجب أن تكون الأم والأخت والأم بجميع المعاني، وأنتِ قادرة على ذلك، وقد أودع الله فينا، نحن النساء القوة التي لاتعادلها قوة. فالأم المعجزة بكل ماتحمل الكلمة من معنى. الأم التي حملت وتحملت وأنجبت وأرضعت وربت، هي القادرة القاهرة على تذليل جميع الصعاب. هي العظيمة التي أودع الله فيها أسراراً لم يودعها في أحد، كيف لا وهي التي استطاعت أن تحمل روحاً في رحمها، ياللعظمة والقوة، والروح من أعظم ما خلق الله. أيتها العظيمة، كيف احتضنتِ روحاً ممثلةً بجسد وعبء.

حملتيه وهناً على وهن وتحملتي؟ هي قدرة الله التي قابلتيها بصبر ومحبة، الأم هي الصابرة والمستوعبة، والقادرة على إدارة المواقف، وهي الأقدر حتماً على أن تكون الأم لزوجها بلطفها وحنانها وحكمتها وحنكتها. عندئذ، سيكون الزوج ابناً واخاً وأباً وصديقاً وراعياً محباً ودوداً. وهذا سر نجاح العديد من الأسر، الذي يبدأ بنجاح الحياة الزوجية.

لاشك بأن المرأة بشكل عام قد حققت أعظم النجاحات على جميع المستويات المهنية والأسرية وجميع المحافل الدولية، وأثبتت نفسها بقوة وشجاعة لتكون يداً بيد إلى جانب الرجل، فشغلت جميع المناصب الإدارية، ولم يكن الرجل عائقاً أو ممانعاً او "حجر العثرة"، بل كان الداعم الأول في كثير من الأحيان وعلى الأغلب، فكم من رجل عانى وضحى لتتلقى ابنته واخته وزوجته وقريبته النصيب الأعظم من العلم والمعرفة والارتقاء لأعلى المناصب، وكم من قصص نجاح عظيمة سجلتها المرأة عبر صفحات التاريخ وفي مختلف الحضارات بمساعدة الرجل: سواء كان أباً، وأخاً وابناً وزوجاً.

ولا يخلو السجل الإنساني أيضاً منذ الأزل على المعوقات التي لاقتها المرأة في طريق صعودها للقمة والتي قد يكون الرجل إحداها، ولا ننكر أيضاً ماشابه ذلك من أن تكون المرأة عائقاً في سير نجاح الرجل أياً كانت مكانته في حياة المرأة.

من أي زاوية تنظر أو تنظرين؟ هنا السر.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد