مقومات البيئة كأساس للسياحة 3/3

mainThumb

25-06-2009 12:00 AM

"إذا فهمنا مقومات البيئة ترفّقنابهاوعند ذلك بتهذّب سلوكنا، وهذا سرّنجاح السياحة والإنتعاش الإقتصادي"

تتعدد المقومات البيئية التي لها علاقة بالسياحة وتتنوع بشكل يتناسب مع تعدد مكونات البيئة نفسها من جماد (جميع العناصر الطبيعية) ونبات وحيوان وإنسان (جميع العناصر البيولوجية والاجتماعية)، وتحت هذا العنوان سيتم استعراض هذه المقومات بإيجاز وذلك بتصنيفها إلى ثلاثة أقسام كبرى هي:

- مقومات البيئة الطبيعية ( الخمسة التي تم إستعراضها في 1/3سابقاً.

- مقومات البيئة الاجتماعية (البشرية) وتمّ استعراضها في 2/3سابقاً.

- مقومات البيئة البيولوجية:

وتشمل الإنسان "الفرد" وأسرته ومجتمعه وكذلك الكائنات الحية في المحيط الحيوي ، وتُعد البيئة البيولوجية جزءاً من البيئة الطبيعية ، وتتعدّد وتتنوّع هذه المقومات البيولوجية لتعدّد وتنوّع الكائنات التي تعيش على الأرض من نبات وحيوان وإنسان، وقد تنامى اهتمام المؤسسات البيئية والسياحية بهذه الكائنات ، الأمر الذي ساعد على ازدهار السياحة البيئية (الطبيعية والجمالية) في مختلف دول العالم، ولمعرفة مقومات البيئة البيولوجية لا بدّ من استعراض موجز لمفهوم التنوّع الحيوي ومعرفة أنواع الموارد البيولوجية (أساس هذه المقومات وسبب تنوعها وتعددها):

- التنوع البيولوجي Biological Diversity :

هو المرادف الأساسي للموارد والطبيعة التي تكفل للإنسان (باعتباره السيد على الأرض) حياته بالشكل الذي يحقق جودتها واستمراريتها، فالموارد البيولوجية هي كل ما يحتاجه الإنسان لكي ينعم بالحياة المزدهرة بالرفاهية، ويختلف مدلول الموارد البشرية من شخص إلى آخر ومن زمن إلى زمن حسب الاحتياج لهذا المورد كما انه يعتمد على نوع الحضارة في أحيان كثيرة اكثر من اعتماده على بيولوجية الإنسان نفسه.

- أنواع الموارد البيولوجية:

تنقسم هذه الموارد إلى نوعين رئيسين هما:

* - الموارد المتجددة: وهي كل ما تقدمه الطبيعة من هبات أو مصادر تخدم الإنسان من خلال توظيفها في الإنتاج ويعتمد عليها الإنسان في حياته وإنجازاته ، مثل النباتات والحيوانات التي تعتمد على طاقة الشمس المتجددة والماء المتجدد (وقد يكون الماء غير متجدد في حالة المياه الجوفية الأحفورية).

*- موارد غير متجددة: وهي موجودة بكميات محددة قابلة للنفاد مثل المعادن.

ومع ذلك يمكننا تقسيم هذه الموارد إلى أصناف أربعة هي :

1- الغابات: تغطي الغابات ما نسبته 25% من مساحة القارات وذلك حيثما توجد الشروط المطلوبة للنمو مثل درجة الحرارة والأمطار والرطوبة، ومن أهم أنواع الغابات:

- الغابات المخروطية.

- الغابات النفضية (متساقطة الأوراق).

- الغابات الإستوائية.

وتتخلل هذه الغابات آلاف الأنواع الحيوانية من ثدييات وطيور وزواحف وحشرات وفطريات وبكتيريا وغيرها.

وتغطي الأشجار الحرجية 685 ألف دونم أي ما نسبته 0.8% فقط من مساحة الأردن، ومعظمها دائم الخُضرة وقليل منها نفضي ، وتتّسع مساحة هذه الغابات وتتنوّع في شمال الأردن في محافظة عجلون والجزء الغربي من محافظة جرش ( المحاذي لعجلون ) والجزء الجنوبي من محافظة إربد ( المحاذي لعجاون كذلك) ، كما تتسع مساحتها في محافظة البلقاء ، وتوجد مساحات جيدة في الشوبك والطفيلة ، وقد حرصت معظم دول العالم على إقامة المحميات الطبيعية، حيث تتجلى ظاهرة التنوع البيولوجي بتواجد كم كبير من الأنواع الحية التي تتعايش مع بعضها بعلاقات متبادلة وهذا بالتالي يشجع قيام وازدهار السياحة البيئية في هذه الدول ، وخير مثال عل ذلك محميات عجلون وبرقش .

2- الأحياء المائية: تغطي المياه ما نسبته 73% من سطح الأرض وتتعدد وتتنوع هذه الأحياء التي تعيش في هذه المياه، كاللؤلؤ والمرجان والإسفنج والصدف وآلاف من الأنواع الأخرى، وقد أخذت هذه الكائنات تجذب هواة الغطس إليها فازدهرت سياحتها وأقيمت المنتجعات حولها وخاصة في البحار التي تتكاثر فيها الشعب المرجانية مثل ميناء العقبة.

3- الحياة البرية: من أهم الموارد البيولوجية هي الأحياء البرية (نباتية وحيوانية) التي تعيش في البراري (أعشاب الاستبس والسافانا) والصحاري، وقد اصبح كثير من هذه الأحياء مهدداً بسبب الزحف العمراني وزيادة السكان وسوء استغلال الموارد، إن لكل نوع حي دوراً هاماً في الحفاظ على التوازن البيئي، وهذا هو سر اهتمام الدول بإنشاء المحميات في الصحاري والبوادي تلقى فيها الحيوانات والنباتات البرية كل الرعاية والحماية سواء على اليابسة (كالشومري في الأردن)أو على الشواطئ البحرية(فرسان في السعودية )، وفي هذه المحميات تنعم الأحياء البرية بالرعاية لتكون ذخراً للأجيال القادمة، كما تعد بنكاً للصفات الوراثية النادرة، وهي تمثل منتزهات للإنسان .

4- الثروة البشرية: ويعتبر الإنسان سيد الأرض وهو القادر على استثمار الموارد الأخرى وتنميتها، وتصنف الأمم على أساس التفاعل بين الموارد الطبيعية وبين ثرواتها البشرية إلى أربعة أقسام هي :

- أمم غنية-غنية: وهي الدول التي اكتملت لها مصادر الثروة الطبيعية مع الثروة البشرية فحققت لها التقدم والازدهار مثل دول أوروبا وأمريكا.

- أمم غنية-فقيرة: وهي الدول التي تزخر بمصادرها وخاماتها الطبيعية لكنها تفتقر إلى الإمكانات البشرية القادرة على استثمارها بالشكل المتوازن مثل بعض دول الخليج العربي.

- أمم فقيرة-غنية: وهي الدول الفقيرة في المصادر الطبيعية ولكنها غنية بالعقول والخبرات القادرة على تلك المصادر مثل مصر والهند.

- أمم فقيرة-فقيرة: وهي الدول التي تعاني من الفقر من المصادر وفي الثروة البشرية معاً فيكون الفقر مضاعفاً مثل دول إفريقيا الصحراوية (الصومال وتشاد مثلاً) .

الأخوات والأخوة القراء : نظراً لأهمية الحديث عن البيئة ومقوماتها (عالمياً وإقليمياً ومحليّاً) ومدى الإستفادة منها سياحياً وافتصادياً وتنمية شاملة ومستدامة ، فإنني أضع بين أيدي المهتمين منكم بعض المراجع والمواقع الإلكترونيةلمن يرغب بالإستفادة او الإطّلاع :

- كولينات، كلاوس وشتاينكة، البرت (1991)، "جغرافية السياحة ووقت الفراغ"، مطبعة الجامعة الأردنية، عمّان.

- غرايبة، خليف (2008)، "السياحة البيئية " ، داريافا للنشر والتوزيع ، عمان .

- غرايبة، خليف (2008) ، " السياحة الصحراوية في الوطن العربي" دار قنديل للنشر والتوزيع ، عمان.

- غرايبة، خليف (1998) ، "الجغرافيا التاريخية للمنطقة الغربية من جبل عجلون"، مطبعة الروزنا، اربد .

- سفاريني، غازي وعابد، عبد القادر (2004)،"أساسيات علم البيئة"، دار وائل للطباعة والنشر، عمّان.

- الخفاف، عبد وشلش، علي (2000)، "الجغرافيا الحياتية"، ط1، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، عمّان.

- غرايبة، سامح وفرحان، يحيى (1991)، "المدخل إلى العلوم البيئية"، ط3، دار الشروق للنشر والتوزيع، عمّان.

- خفاجي، ريهام، "البيئة من المادي إلى المعنوي"، على موقع www.islamiconline.net

- www.jordaninvestment.com

- www.discovalex.com

- www.feedo.net/environment/biodiversity

- الاشعب، خالص وصالح، أنور (1988)، "الموارد الطبيعية وصياغتها"، جامعة بغداد .

- www.feedo.net/environment/biodiversity

- www.feedo.net/environment/biodiversity

واللـــه الموفّق ، وشكراً لجميع القُرّاء من المتابعين والمهتمين ،،،



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد