صحيفة السوسنة الأردنية

انتهت الحرب الهمجية الإسرائيلية المعلنة على غزة هاشم الصمود والجهاد, وما انتهت حربها البربرية غير المعلنة التي تستهدف الإنسان والشجر والحجر في تلك البقعة المقدسة من العالم.

هذه الحرب التي لا تتوقف أبدا يجب أن تفتح باب التساؤلات على مصراعيه عن حقيقة هذه الحرب العدوانية وأهدافها البعيدة والقصيرة والأطراف المشاركة بها. الكثير من المراقبين وللأسف الشديد حملوا ويحملوا حماس المسؤولية عن هذه الحرب غير المتكافئة وغير العادلة والتي أدت إلى استشهاد الكثير من الفلسطينيين وتدمير البنى التحتية والخدماتية في هذه المنطقة المحرومة , وكأن حماس هي التي بدأت هذه الحرب وهي التي أرادتها منذ البداية. الحرب الهمجية الشرسة التي تشنها إسرائيل على الفلسطينيين والمسلمين ما توقفت يوما ولن تتوقف, فأطماع إسرائيل في المنطقة أوضح من أن تحتاج إلى دليل وساسة وحكماء ليعرفوا حجم الأخطار التي تحيط بالمنطقة وتهدد أمنها واستقرارها.

جدار الفصل العنصري كما يسميه البعض والذي يهدف لعزل الضفة الغربية, وتضييق الخناق على كل الفلسطينيين, وجعلهم فريسة سهلة للمحتل, احد أنواع الحروب التي شنتها وتشنها إسرائيل على أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل.

الضغوط الصهيونية الكبيرة من اجل فرض السلام بالشروط والكيفية التي تريدها إسرائيل هي الغاية التي تريدها إسرائيل, فمفاوضات السلام العربية الإسرائيلية تتراجع باستمرار ولا تبشر بالخير أو المزيد من النجاحات, ولم يحقق العرب منها ما كانوا يتوقعون ويمنون النفس, كما أن لإسرائيل اليد العليا والغلبة فيها, فإسرائيل حققت وتحقق الكثير من المكاسب السياسية مقارنة بما حققه العرب.

صمود غزة وجهادها وصلابة أهلها تعطي قوة إضافية فريدة للجانب العربي في مباحثات السلام التي يسير العرب في فلكها, فإسرائيل لا تريد مباحثات سلام مع ضعيف ولا وتريد عهود سلام مع إمارات ودول ضعيفة لا تملك خيارات السلام والحرب معا.

إضعاف غزة وإضعاف عزيمة أهلها لا يخدم إلا المحتل, ولا يخدم إلا مصالحه التوسعية الاستيطانية التي لا تعرف حدا,ولا تفرق بين ارض, ولا تقبل بالجزء إلا طمعا في الوصول إلى الكل. غزة محاصرة من كل حدب وصوب وأهلها يعانون الأمرين ويتطلعون إلى دعم الصديق والشقيق.

غزة الحزينة الصابرة ينبغي أن تكون المصدر العذب للقوة والكرامة العربية المستباحة منذ فترة طويلة, غزة هذا الطائر المحلق في سماء الحرية والعزة والكبرياء العربي يجب أن تبقى حرة طليقة ,فلماذا نضيق الحصار عليها ولمصلحة من يبنى هذا الجدار على الجانب المصري الشقيق؟ ومن يقف وراء بناءه ولماذا يسمح ببنائه؟ وهل من أيد حفية خلفه؟ لماذا نزرع الجدران ونشدد الحصار على إخوان لنا؟ لماذا نجعل غزة وأهلها حبيسة الجدارين؟