كم أنت عظيم أيها الوطن

mainThumb

22-12-2009 12:00 AM

ربما لا تستطيع أي كلمات مهما كان عظمها وقوتها أن تعبر عما يجول في خاطر كل محب مخلص منتم للوطن وترابه، ذلك الوطن الذي لم يبخل يوما على أبنائه بكل ما هو طيب كريم، ومن الطبيعي أن يبادل أبناء الوطن وطنهم ذلك الحب الذي نشأوا وترعرعوا عليه منذ أن كانوا في المهد، فكم أنت عظيم أيها الوطن لأنك تضم في أرجائك الكثير من أبنائك الشرفاء الذين اتخذوا من النخوة والشهامة أساسا يسيرون به في حياتهم، فما أجمله من أساس وما أروعه من عنوان ترتبطون به يا أبناء الوطن الشرفاء.

قرأنا قبل أيام عبر الكثير من الصحف المختلفة عن تلك (الحاجّة) التي بلغت من العمر عتيا، والتي أطلق عليها لقب (حاجّة بين حكومتين) والمدعوة أم هاني والتي تسكن في منطقة حلاوة في محافظة عجلون، تلك الحاجّة التي لم يكتب لها أن تكون أمّاً، فأبناؤها الذين أنجبتهم لم يكتب لهم حياة في تلك الدنيا الفانية، فعاشوا أطفالا وماتوا أطفالا قبل أن يروا متاعب الحياة وهمومها، فكتب لها أن تعيش وحيدة لولا أن لطف الله بها وهيأ لها ابن أخيها لتعيش معه ومع زوجته وأطفاله، ولكن كرامة وعزة نفس أم هاني لم تثنها عن السعي في مناكب الأرض، فكان سعيها (حكوميا) حيث أنها عاصرت الكثير من الحكومات وكانت من أول المباركين الذين يصطفون في طابور المهنئين لتقديم التهاني والتبريكات، فكل ما كانت تتمناه من تلك الحكومات المتوالية توفير غرفة تعيش بها ما تبقى من عمرها، ولكن لا حياة لمن تنادي، فلم تستفد إلا تقديم التهاني والتبريكات دون أن ترى الفرج ممن كانت تظنهم المنقذين لأمالها وأحلامها في ذلك الوقت المتأخر من العمر،

سمعت صوت الحاجة أم هاني صباح اليوم عبر برنامج بصراحة مع الوكيل، فكان صوتا يحمل في طياته الكثير من الحزن والمعاناة، تلك المعاناه الني لم تجد سامعا أو مجيبا من قبل حكوماتنا المتوالية، ولكن ها هو قد جاء الوقت الذي وجد به ذلك الصوت سامعا مجيبا ليس من أبناء الحكومة ووزرائها، وإنما من أبناء الوطن الشرفاء والذين تغلفهم النخوة والشهامة في جميع مجالات حياتهم، فالكثيرون منا كانوا شاهدين على تلك النخوة والشهامة من قبل الكثيرين من أبناء الوطن الطيبين وكيف (انتخوا) لأمهم الحاجة أم هاني من خلال تقديمهم لكل ماجادت به انفسهم، فهؤلاء ليسوا وزراء أو حيتان أو برجوازيين، وإنما هم أبناء وطن بسطاء طيبين يملكون ما هو أفضل من الوزارات والمناصب، فهم يملكون النخوة والشهامة والطيبة التي كانت وما زالت محفورة موشومة في ذلك الوطن الطيب وأبنائه الشرفاء،

ها هو الوطن يثبت يوما بعد يوم بأن هناك الكثيرين من أبنائه والمنتشرين في أرجائه المختلفة، أولئك الأبناء الذين يعشقونه ويفدونه بأرواحهم ودمائهم، ولكن للأسف فهم (مهمّشون)، لأنهم لم يولدوا وفي أفواههم ملاعق من ذهب، ولم يولدوا أخوة أو أبناء أو أصدقاء لأصحاب المناصب الذين ملأوا الوطن شرقا وغربا شمالا وجنوبا، فهم بكل مختصر أبناء وطن بسطاء محبون مخلصون منتمون للوطن والقائد دون زيف أو استعراض، فها هي نخوتهم وشهامتهم قد شهد عليها الكثيرين مع جدتنا أم هاني والتي لجأت لأصحاب المناصب والوزارات والحكومات دون أي فائدة، وبمجرد وصول صوتها لأبناء الوطن الشرفاء ها هو ليل أم هاني على وشك الإنجلاء، ذلك الليل الذي طال ظلامه على أم هاني بتوالي وتعدد حكومات كثيرة نالت مباركة تلك الحاجة الطيبة، والتي رأت ذلك الفرج من أبناء وطنها الطيبين الكرماء وليس من أبناء وطنها المتسلقين الغرباء، فكم أنت عظيم أيها الوطن وكم أنت محظوظ بتلك الفئة الطيبة التي تضمها في أرجائك من أبناء النخوة والشهامة والطيبة والكرم .

majalimuathmajali@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد