صحيفة السوسنة الأردنية

مها جرادات

معالي وزير التربية والتعليم الموقر ......... الجميع يلحظ خطا التغيير والأفكار التي تطرح وفي مدلولاتها نظرة عميقة نحو مستقبل مشرق بإذن الله تعالى ... ورغبة منا في مشاركتكم بآراء الميدان ، اسمح لي معالي الوزير بوجهة النظر التالية حول التعليم في المرحلة الأساسية " من الأول الأساسي حتى الثالث الأساسي " فالمتصفح للمباحث والحصص المقررة لهذه الصفوف يجدها "31" حصة اسبوعياً ترتفع عند الصف الثالث لتصبح "32 حصة" موزعة بين التربية الاسلامية واللغة العربية واللغة الانجليزية والرياضيات والاجتماعيات والعلوم والفن والمهني والرياضة والموسيقى 0 طفل في السادسة من عمره وحتى التاسعة يُطلب منه جميع هذه المباحث ومعلمة الصفوف الثلاثة الأول تكلف بما معدله 28 حصة أسبوعياً بعد رفع مبحث اللغة الانجليزية عنها وبنظرة عميقة لهذه الأرقام نجد حملاً ثقيلاً على كليهما وأخشى يا معالي الوزير أن يكون الطالب كما قال المثل ( بين حانا ومانا ضاعت .......... ) فلو كان التعليم مركزاً على مباحث اللغة العربية والانجليزية قراءة وكتابة والرياضيات وحفظ القران فقط في الصفوف الثلاثة الأولى فالناتج حتماً طالبٌ محبٌ لمدرسته متشوقٌ لها فهناك مساحة من اللعب لكشف المواهب والقدرات وتزويده بالمهارات الاساسية في الحياة تتناسب وعمره ومساحة لاداء الواجب لا ان يحمله معه للمنزل ، ناهيك عما قد يتعرض له من حيرة في المنزل جراء تفاوت ثقافة أولياء الأمور ، كما سيكون له مساحة من اللعب مع رفاق الحي فيكون متشوقا لمدرسته في اليوم التالي 0 المخرج الحتمي طالب متمكن من أداء المهارات الاساسية للقراءة والكتابة والرياضيات فما إن ينهي هذه المرحلة حتى يكون مزوداً بقدرات عالية تمكنه بعدها من الخوض في مباحث عديدة مثل العلوم والاجتماعيات والتربية الاسلامية ويمكن أن نمرر له ما نريد من ثقافة عامة من خلال دروس القراءة والكتابة والرياضيات والتي لا بد أن تعلم له بواسطة اللعب ومخرج مهم طالب قامته سليمة من حمل حقيبة ثقيلة . وقد لاحظنا هذا النوع من التعليم في المدارس البريطانية أثناء زيارتنا لها والاطلاع على أرض الواقع وبعد محادثة معلمي الصفوف الثلاثة الأولى 0 فإن لم نطبق ما نراه من أفكار إيجابية فما جدوى الزيارات الخارجية .............؟؟

maha_jar@yahoo.com