هل تكون الفرصة الأخيرة لـ الإخوان ؟ .

mainThumb

19-02-2008 12:00 AM

حتى الآن لم تعلن جماعة «الإخوان المسلمين» في مصر إذا كانت ستشارك أم ستقاطع انتخابات المجالس المحلية التي حدد الرئيس حسني مبارك يوم 8 نيسان (أبريل) المقبل موعداً لإجرائها. ورغم أن «الإخوان» يعتمدون مبدأ المشاركة في كل انتخابات إلا أن التطورات الحاصلة على المستوى السياسي في مصر خلال الشهور الماضية تشير الى أن صداماً بين الطرفين (الحكومة والإخوان) سيقع إذا أقدم «الإخوان» على ترشيح رموز لهم في تلك الانتخابات. فالتعديلات التي أُدخلت على الدستور اخيراً صارت تمنع خوض أي انتخابات على أسس دينية كما أن رفع الشعارات الاسلامية لم يعد مسموحاً به، وبالتالي فإن شعار «الإخوان» الشهير «الإسلام هو الحل» لم يعد في مقدرة مرشحي الجماعة، إذا خاضوا الانتخابات، رفعه أو حتى الهتاف به. وليس سراً أن تلك الانتخابات التي كان مقرراً أن تجرى العام 2005 تعطلت بفعل مفاجأة «الاخوان» الكبرى في الانتخابات البرلمانية التي جرت في ذلك العام وحصول الجماعة على 88 مقعداً على حساب مرشحي «الحزب الوطني» الحاكم وباقي الأحزاب التي تحظى بالشرعية. وحتى لو روجت الحكومة وحزبها الحاكم لأسباب أخرى لتأجيل الانتخابات، إلا أن المفاجأة المدوية التي أحدثها مرشحو «الإخوان» في الانتخابات البرلمانية دفعت بالحكومة الى البحث عن سبل أخرى لمواجهة النمو المتزايد لشعبية «الاخوان» في الشارع، فكانت التعديلات الدستورية ثم إقرار عدد من القوانين التي تجعل من خوض مرشحي الجماعة لأي انتخابات يمر بإجراءات صعبة ومضنية قبل خوض المنافسة مع مرشحي الحزب الحاكم.
ويعتقد «الاخوان» ان التعامل المباشر مع الجماهير عبر الحملات الانتخابية وربط مصالح الناس بالجماعة عبر أنشطة تجارية واقتصادية وخدمية يزيد من مقاعدها حتى لو دفع بعض من قادتها أو كوادرها أو أفرادها الثمن عن طريق الحملات الأمنية أو المحاكم العسكرية. وعلى ذلك فإن المشاركة نفسها قد تكون هدفاً لدى «الإخوان» من أجل الحضور السياسي والاعتراف بغض النظر عن الفوز بمقاعد.

ومنذ قاطعت الجماعة الانتخابات البرلمانية التي جرت العام 1990 ضمن اتفاق مع أحزاب وقوى سياسية أخرى احتجاجاً على رفض الحكومة الاستجابة لمطالب تتعلق بالإصلاح السياسي، شارك «الإخوان» في كل انتخابات جرت بعد ذلك التاريخ، وأبدى عدد من رموز الجماعة قناعته بأن قرار المقاطعة سلاح لا يحوي ذخيرة وأن تأثيره يصب في مصلحة الحكومة التي تتجاهل عادة مطالب الجماعة لأنها لا تتمتع بالشرعية القانونية وإن حظيت بوجود كثيف في الشارع. وعلى ذلك فإن مشاركة «الإخوان» في الانتخابات المحلية المقبلة حتى لو بعدد محدود من المرشحين يبقي الاحتمال الارجح، ما يشير الى أن الصراع بين الجماعة والحكومة في طريقه الى تصعيد جديد، وليست الحملات التي استهدفت ناشطي «الاخوان» في محافظات عدة خلال الايام الماضية إلا بداية ستتبعها اجراءات أخرى ستصل إلى ذروتها أثناء الانتخابات.

وحتى الآن لا يعرف «الإخوان» وغيرهم من القوى السياسية النظام الانتخابي الذي ستجري على أساسه الانتخابات البرلمانية المقبلة العام 2010 وما إذا كان ذلك النظام سيتيح للمستقلين وبينهم «الإخوان» المشاركة فيها وبأي نسبة مقارنة بمرشحي الأحزاب الاخرى. وعلى ذلك فإن الجماعة قد ترى أن الانتخابات المحلية ربما تكون الفرصة الاخيرة بالنسبة اليها للتعاطي مع الشارع والتعامل مع المواطنين بصورة مباشرة. و «الإخوان» عادة لا يفوتون أية فرصة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد