باراك يشعل أوار الحرب

mainThumb

18-03-2008 12:00 AM

قادة "مركاز هراف" عرفوا جيداً لماذا كان وزير الجيش ضيفهم البارز الوحيد المرحب به في معهدهم بعد العملية ، وجوههم اشرقت لايهود باراك فقط ، هم يعرفون ايضاً ما تقوله تسيبي ليفني ومحمود عباس وتوني بلير وشخصيات غير اسرائيلية اخرى ضالعة في العملية السياسية الذين يشتكون مؤخراً من الضرر الذي يتسبب به باراك.

وزير الدفاع تحول الى وزير الحربية ، وقائد حزب اليسار في الحكومة تحول الى رمزها اليميني وهو متطرف في مواقفه مثل ايلي يشاي الا انه يفوقه عشرات اضعاف المرات في مدى الضرر الذي يتسبب فيه بسبب منصبه.

هذه خيبة امل كبيرة ، فمن كان السياسي الاول الذي تجرأ على مد يده في الموقدة مقترحاً حلولاً جريئة ، تحول الان الى المخرب الاساسي لأية فرصة للتهدئة ووقف اطلاق النار والحراك السياسي ، باراك لم يعد يتحدث عن السلام منذ زمن وهو بالتأكيد لا يؤمن بالمساعي السلمية التي يخوضها اولمرت ويفعل كل ما بوسعه لتخريب القليل المتبقي.

فان لاحت فرصة للتهدئة المؤقته ، يأمر باراك بعمليات تصفية حمقاء وخطيرة في بيت لحم الوادعة فقط من اجل اشعال النار من جديد ، وان توقف اطلاق صواريخ القسام يفعل باراك كل ما بوسعه لاستئناف اطلاقها حتى توجد الذريعة لشن "العملية الكبرى" المنشودة في غزة ، وان حاول ابو مازن التقدم ؟ ، يقوم باراك بتدمير كل احتمالية لتمكين الرئيس من تعزيز مكانته ، وان تحدثت حماس عن وقف اطلاق النار يسارع باراك حينها الى الرد: "سنرى ايام صعبة في غزة قبل ان نصل للتهدئة".

جهاز الدفاع مشغول في افكاره: يغتال ويدمر ويغلق ويصادر الاموال ويصدر اوامر اغلاق للمصانع والحوانيت في الضفة ويسمح بالبناء في المستوطنات ويهين السلطة ويمرغ انفها في التراب وكأن ليست هناك مفاوضات او التزامات اسرائيلية او مفاوضات علنية حول السلام.

باراك يعربد مثل اكبر المتشددين الاستيطانيين ويتفاخر بعد الانتقام المتأخر في بيت لحم: "لقد برهنا مرة اخرى ان اسرائيل ستواصل ملاحقة وضرب كل القتلة الذين لطخت اياديهم بدماء اليهود" ، أولم يسمع بقرار محكمة العدل العليا في عام :2006 "لا يتوجب توجيه الاوامر بالاغتيال المستهدف من اجل الانتقام والعقاب او الردع" ، ام انه سمع ولم يبالي؟ ، باراك يضرب الجيش الاسرائيلي بالفلسطينيين ويرسله الى عمليات جبروتيه بما فيها عملية جباليا البائسة مع 120 قتيلاً ونتائج عدمية ، ذلك لأن حماس كانت قد تحدثت عن وقف اطلاق النار قبل العملية ومن الذي رفض ذلك مسبقاً؟ رافضة السلام ، اسرائيل.

باراك ليس وحده في هذا فمن ورائه حزب - هو صغير وآيل للتلاشي إلا انه يبقى حزباً ، صمته مخجل ، فأين عمير بيرتس وعامي ايالون ويولي تامير وكوليت ابيطال واوفير بينس في الوقت الذي يقودنا فيه قائد حزبهم الى الهاوية؟ ، لماذا لا يرفعون الصوت ضده؟ ، واين رئيس الوزراء من كبح جماح وزير جيشه؟ ، عندما ستشتعل النار الكبرى بسبب سياسة باراك لن يكون بإمكان اي منهم ان يدعي نقاء اليدين ، كلهم سيذكرون كمتعاونين بصورة كاملة مع هذا الخطأ الفظيع ، وعندها سنتذكر ان فرصة اخرى قد لاحت هنا إلا أن زعيم حزب العمل تحديداً فعل كل ما بوسعه لتخريبها بينما وقفوا هم يتفرجون.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد