صحيفة السوسنة الأردنية

الكذبة عادة تكون شفهية ثم تتداول ، لكننا هذا العام شهدنا كذبة من لحم ودم ، كذبة حية موثقة بالصور تبشر بانسجام كبير وجديد من نوعه بين أكاذيب نيسان ( أبريل ) وبين وسائل الإعلام ...

فقد ابتكرت الفنانة اللبنانية صباح أو وافقت على ابتكار مجلة فنية نهجا جديدا في عالم الشائعات بغاية لفت الانتباه الى شخصية معينة أو حدث ما عن طريق فبركته من الألف الى الياء بأسلوب إعلامي يسهم أكثر في توسيع دائرة انتشار كذبة أبريل ..

أما الكذبة التي يبدو أنه طاب للفنانة صباح أن تشيعها فتتعلق بزيجة جديدة وعريس جديد وتتعلق بأبيض الزفاف الذي قيل ضمن الشائعة أن الصبوحة سترتديه للمرة الأولى في الواقع كونها لم ترتديه في زيجاتها السبع السابقة وإنما لبسته فقط ضمن لقطات الأفلام ، ما دفعها فعلا للزواج للمرة الثامنة لتدخل موسوعة جينيس حسب ردها في الحوار المفبرك حين قالت : " اليوم دون اسمي في كتاب غينيس على أني العروس الفنانة الأكبر سنا في العالم وليتهم يسمعون " الأوف " التي غنيتها،حينها سيعلنون حتما أني صاحبة أطول أوف وأطول نفس ".
العالم طبعا استقبل الكذبة بدهشة وبتسليم وتصديق في آن معا إذ ليس سرا أن الفنانة الصبوحة لا تعترف أبدا بحاجز العمر كعائق لأي ارتباط وسبق أن ارتبطت بأكثر من شخصية كان آخرها فادي لبنان الذي يعتبر زواجها منه الأطول بين زيجاته كونه استمر 17 عاما ...

حين نشر عدد المجلة المتصدر غلافها صورة الصبوحة مع زوجها الجديد مزينها الخاص جوزيف غريب على أنهما دخلا القفص الذهبي وهي تتجاوز الثمانين من العمر كان عامل تصديق الخبر لا مجال للشك به فالصور المنشورة ضمن الحوار كانت حية صورها مصور المجلة وتحت " اللوجو " الخاص بها وليست عبارة عن صور ممنتجة ملصقة بإسلوب الفوتو شوب ، وصار الجميع يتداول الصور عبر النت وفرقعت الشائعة وأثلجت صدر الشحرورة فكذبتها البيضاء والملطفة آتت أكلها ..

نعم لقد أرادت الصبوحة ما كان وهي لم تكذب الخبر على شاشة mbc إلا بعد أن أخذت الشائعة تتداول إعلاميا هنا وهناك وبعد أحد عشر يوما من إطلاقها ، وحين سئلت الصبوحة ضمن الحوار المتلفز الذي خرجت من خلاله لتقول لجمهورها إنها أحبت مداعبتهم قالت إن لا مانع عندها من الزواج فعليا من رجل ما على أن يكون ثريا فهي تود أن ترتاح في حياتها ..

للسائلين عن زيجات الشحرورة نشير الى أنها ربما تجاوزت العدد المصرح به وهو سبعة أو ثمانية لكن أهمها أنها تزوجت في التاسعة عشرة من عمرها من نجيب شماس والد ابنها صباح ثم تزوجت من عازف الكمان المعروف أنور منسي وأنجبت منه ابنتها هويدا ، ومن أهمها زواجها من رشدي أباظة لأنه اعتبر الزواج الحدث كونه لم يعمر أكثر من 24 ساعة وهو أشبه بالخبر العاجل يدوي في حينه إضافة الى زواجها الاطول من فادي .

الصبوحة ومنذ ما يزيد على السبعة عقود هي فنانة لبنان الأكثر شهرة على الإطلاق في عالمي الفن والزواج ، لكنها عن زواجها المبتكر من خلال كذبة أبريل بدت تلمح الى حلم تتمناه وهي بحق تستحقه وهو أن تدخل موسوعة جينيس لتسجيلها أطول " أوف " بأطول نفس وهذا ليس بالغريب فقد سبق أن دخل الموسوعة الفنان صباح فخري لكونه غنى في إحدى المدن الأسترالية لمدة اثنتي عشرة ساعة متواصلة ، فهل ستنقلب أكذوبة الصبوحة الى واقع إذا ما لفتت من خلالها انتباه القيميين على المسابقة فيتحقق حلمها كونها صاحبة الصوت الجبلي الأكثر تمايزا حتى الآن ؟

أحبت صباح شائعة الزواج التي أطلقتها بنفسها وأحبت أسلوب فبركتها موثقة بالصور وبفستان أبيض أجمل بكثير مما يمكن أن تلبسه شابة في العشرين وهو حقا يفسر حب هذه السيدة العجيب للحياة .

أكذوبة أبريل للعام 2008 تطورت حقا لتكون بدل الكلام الشفهي تتناقله الألسن لتكون عددا في مجلة فنية تتناقله مكاتب التوزيع ربما لتسجل أرباحا أضخم وربما لتخط فعلا نهجا جديدا في عالم أكاذيب أبريل ، ومن يدري فلربما في العام المقبل ستصبح الكذبة موثقة أيضا بصور الفيديو سيما وأن كاميرات الهاتف النقال تمثل الطريق الأسهل لذلك .

سؤال لا بد منه : هل فتحت الصبوحة عبر أكذوبتها البيضاء بابا جديدا يدخل منه عدد من العرسان الأثرياء " طالبين القرب " ، أم أنها فتحت بابا تعبر من خلاله الى موسوعة جينيس حيث يعشش حلمها بالخلود ./العربية/