الشيخ صالح اللحيدان يوضح الفتوى

mainThumb

14-09-2008 12:00 AM

فتوى رئيس المجلس الأعلى للقضاء في السعودية الشيخ صالح اللحيدان التي اعتبر فيها قتل ملاك الفضائيات عبر «القضاء» ممكناً، إن لم يكفوا عن بث برامج مفسدة، وضعت السعودية مجدداً في عين الاعلام الدولي. ومن سوء الطالع ان هذه الفتوى تزامنت مع مرور الذكرى السابعة لأحداث 11 ايلول (سبتمبر)، فوجد بعض الاعلام في هذه الفتوى وسيلة مثالية لمعاودة الحديث عن علاقة الإرهاب والتحريض على القتل بالسعودية ومشايخها ومناهجها.


بعض الصحافة السعودية اهتم بالفتوى، وبعض آخر تجاهلها تماماً اعتقاداً منه ان تجاهلها يمنع الآخرين من متابعتها والاطلاع عليها. وكانت «الحياة» الصحيفة الوحيدة التي وصلت الى الشيخ اللحيدان، وحصلت منه على توضيح عبر مصدر قريب اليه. لكنها، في أسف، لم تستثمر هذا السبق على النحو المطلوب. فالشيخ قال موضحاً ان الفتوى «واضحة ولا إشكال فيها، وذلك أن القتل بالقضاء يتم بعد المحاكمة. ويعتقد أن إفساد ملاك بعض الفضائيات يستدعي نصحهم وتعزيرهم، ومن ثم محاكمتهم وإصدار أحكام رادعة بحقهم من جانب وليّ الأمر، ولا يعني ذلك الدعوة إلى قتلهم عدواناً كما أشيع في وسائل الإعلام». وهذا كلام مهم، لكنه لم يصدر في شكل بيان موقع من اللحيدان، فضلاً عن أن نص الفتوى لا يسعف هذا التوضيح على أهميته، فالشيخ قال لـ «اذاعة القرآن الكريم»: «من يدعو إلى الفتن إذا قُدر على منعه ولم يمتنع قد يحل قتله، لأن دعاة الفساد في الاعتقاد أو في العمل إذا لم يندفع شرهم بعقوبات من دون القتل جاز قتلهم قضاءً». وهذا النص محتاج إلى اكثر من تصريح لمصدر مقرب، لا بد من توضيحه، والاعتذار عنه في شكل مباشر.

الغريب انه رغم خطورة الفتوى والضجة الإعلامية الواسعة حولها، رفض المشايخ في السعودية التعامل معها رغم اختلافهم معها. فبعضهم قال لم يردني شيء ولم أسمع بكلام الشيخ، رغم ان الفتوى وصلت الى اصقاع الارض، وآخر طلب مزيداً من الوقت، باستثناء الشيخ عبدالمحسن العبيكان المستشار بوزارة العدل وعضو مجلس الشورى الذي اعتبر الفتوى تثير الفتنة وتسيء الى سمعة الإسلام وسمعة القضاء السعودي، وتحرض على القتل والإرهاب. هذا التغافل عن خطورة هذه الفتوى على المسلمين زاد من تأثيرها السلبي، وفسر بعضهم هذا الصمت حيالها بأنه موافقه عليها.

* نقلا عن صحيفة "الحياة" اللندنية



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد