الثمن الحقيقي للنفط
حين سجل سعر النفط رقما تاريخيا 140 دولارا للبرميل الشهر الماضي ، هناك من بدأ يقلق ، وعندما ارتفع السعر ، بعد بضعة ايام الى 145 دولارا ، هناك من دخل في حالة فزع ، ولكن بعد يوم الجمعة ، حين قفز السعر الى 147 دولار ، بات الهوس يخيم ، وبالطبع يمكن أن نفهم لماذا.
ففضلا عن انخفاض اسعار العملات في الاسواق العالمية ، والضعف الاضافي للدولار وسُحب الركود ، فان ارتفاع الاسعار الذي نشهده في السنوات الاخيرة ، يقود نحو تغييرات جيو سياسية بعيدة الاثر ، تؤثر على اعادة تصميم ميزان القوى الدولي ، وكجزء من هذا السياق تعززت الانظمة الاستبدادية في العالم ، والثمن تدفعه الانظمة الديمقراطية.
عندما فحص الصحافي توماس فريدمان بتكليف من مجلة "فورين بولسي" الصلة بين سعر النفط واستقرار الانظمة الديمقراطية في الدول المختلفة في صيف 2006 ، كان استنتاجه واضحا: كلما ارتفع سعر برميل النفط ، ضعف موقف الديمقراطية في تلك الدولة.
"جدول الحرية في العالم" ، الذي نشره منذئذ معهد "فريدوم هاوس" ، والذي يتابع وضع الديمقراطية في دول العالم ، يعزز هذا الاعتقاد: بعد ميل واضح للارتفاع في الديمقراطية والذي سجل إثر نهاية الحرب الباردة ، يظهر بوضوح في السنوات الاخيرة تراجع حقيقي ، فنتائج السنة الاخيرة تدل على انخفاض كبير ومقلق في الحرية عالميا ، والتقرير الذي نشر في كانون الثاني من هذا العام ، يقضي بانه طرأ لدى نحو خمس سكان العالم تراجع في العام 2007 من ناحية الحريات السياسية وحقوق المواطن ، ولهذا التراجع عدة أسباب تكاد جميعها تنبع من مصدر اسود واحد: النفط ، روسيا وجيرانها في وسط آسيا ، فنزويلا ، ايران ، السودان ونيجيريا ، جميعها منتجات رائدة للنفط ، سجلت اضعافا كبيرا في قوة المؤسسات الديمقراطية لديها وليس صدفة.
من الصعب بعض الشيء التذكر ، ولكن عشية الحرب في العراق ، قبل نحو خمس سنوات عندما كان سعر النفط يتراوح حوالي 25 دولار للبرميل ، كان الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز السياسي الشاحب والهادىء ، قد نجا بصعوبة من محاولة انقلاب ، وشافيز هو نموذج حاكم 2008 ، ومؤخرا دعا ابناء شعبه الى الوشاية لاجهزة الامن عن جيرانهم ، فلاديمير بوتين تحدث في حينه ، في العام 2003 ، عن الديمقراطية وحرية التعبير ، واليوم يعمل بحزم على قمع المعارضة واسكات معارضيه ، وفي ايران حكم في حينه رجل الاصلاحات محمد خاتمي ، وكانت نيجيريا في طريقها الى انتخابات ديمقراطية ، والعالم لم يكن قد سمع بعد عن اقليم دارفور.
منذئذ تغير كل شيء: ارباح النفط للسنوات الاخيرة منحت هذه الدول استقرارا اقتصاديا سمح للانظمة الفردية بتثبيت حكم الطغاة ، واذابة الاصلاحات الديمقراطية بشكل منهاجي بعد أن كانت قد بدأت لتوها تتجسد ، ويتبين أنه عندما يوفر الحكام النمو الاقتصادي ، بفضل اسعار النفط ، فان المواطنين مستعدون لتجاهل كل ما تبقى ، حتى عندما يدور الحديث عن برنامج نووي محمل بالكارثة أدى الى عزلة دولية وفرض عقوبات اليمة مثلما في ايران ، والى قمع وحشي لحقوق المواطن مثلما في روسيا ، وحتى الى قتل الشعب مثلما في السودان.
بعد انهيار الستار الحديدي ، قدر مثقفون غربيون بان "الموجة الرابعة" للتحول الديمقراطي سوف تبدأ: طوفان ديمقراطي سيطغى على العالم ، وفقا لنظرية صمويل هنتنغتون ، والان يتعاظم الخوف من أن تكون هذه الموجة ، قد تحطمت ، تراجعت وانطفأت مرة اخرى في اعماق البحر ، تحت العبء الثقيل لاسعار النفط.
«معاريف»
توجه للإعلان عن صفقة غزة خلال لقاء نتنياهو وترامب الاثنين
منتخب كرة السلة للشباب يخسر أمام مالي
مهم بشأن آلية تسجيل الصف الأول والفئات المستثناة
سرايا القدس تستهدف نحو 40 جندياً وضابطاً في جيش الاحتلال
تهمة تسخير المتسولين قد تصل للاتجار بالبشر
ترقُّب قرار أبو صهيب لأجل غزة .. فمن هو
9 ملايين وثيقة أردنية يحميها مركز التوثيق الملكي
الصين تراجع تراخيص التصدير .. وأميركا تلغي بعض القيود
31.4 ألف شاحنة صادرات وطنية دخلت سوريا منذ بداية العام
بحيرة طبريا تقترب من أسوأ مستوى في تاريخها
مهم بشأن ارتفاع أسعار اللحوم والزيوت ومنتجات الألبان
41 شهيداً في غزة منذ فجر الجمعة
مدعوون للامتحان التنافسي في مؤسسات حكومية .. أسماء
مهم للأردنيين الراغبين بالسفر براً عبر السعودية
مطالبون بتسديد أموال مترتبة عليهم لخزينة الدولة .. أسماء
مرشحون للتقدم للإختبار التنافسي لإشغال وظيفة معلم
تعيين أول سيدة برتبة متصرف في الداخلية .. من هي
حبس وغرامة تصل لـ 500 دينار لمرتكب هذه المخالفة
محاميان: منع الطلبة من الامتحانات تجاوز أكاديمي خطير
توجه حكومي لخفض جمارك السيارات المستوردة
الحكومة ترفع أسعار المحروقات بنوعيه البنزين والديزل .. تفاصيل
انخفاض جديد على أسعار الذهب محلياً السبت
استئناف النقل البري بين أوروبا والأردن بعد انقطاع دام 14 عامًا
انسحاب منتخب الأردن يثير غضب الإعلام العبري .. تفاصيل
غدًا .. تشغيل خطي نقل عمّان إربد وجرش رسمياً