صحيفة السوسنة الأردنية

ماشاء الله.. والحمد لله ايضا، الذي لايحمد على مكروه سواه. ثلاثة ملايين وتسعمائة وتسعة وتسعون الفا، وفوقهم خردة بعد.. هذا عدد سكان الكويت صلّ على النبي. اربعة ملايين بالتأكيد عند نشر المقال، من يدري يمكن خمسة ايضا. فالكويتيون يتوالدون مثل الارانب، والوافدون يتسللون بلا رقيب.

ان يصل تعدادنا الى اربعة ملايين ليست المشكلة الكبرى، وان يتعدى الوافدون ضعف عدد السكان تبقى مقبولة رغم غرابتها. لكن ان تستمر الحكومة في تشجيع زيادة النسل ويتسابق استحواذيو مجلس الامة على زيادة علاوة الابناء، فهذا ما هو غير مقبول وغير مفهوم. لا نلوم متخلفي مجلس الامة فهذا مستوى تفكيرهم. وهم ربما مدفوعون بالوعي الكويتي العام الذي يجد في زيادة النسل نعمة وفي الانجاب دليل قوة وقدرة. لكن اللوم يقع على الحكومة التي تولت منذ عقود تشجيع الفكر الغيبي وتعميم عقلية القرون السابقة وتربية المواطنين على الاستعداد للدار الاخرة والتفكير في مصيرهم بعد الموت، وليس في سنوات عمرهم ومعيشتهم على هذه الارض.

الحكومة تتذمر، من كثرة طالبي الوظائف الذين ليست لديها القدرة على توظيفهم، من زيادة الطلبة الذين ليس في الامكان تدريسهم، ومن زيادة الاحمال الكهربائية ونقص الاسرة في المستشفيات، والاختناقات المرورية وبقية المشاكل والازمات الناتجة اساسا من الكثافة السكانية ومن التنامي غير المحسوب وغير المبرر في عدد السكان.مع هذا فهي تستسلم لقوى التخلف وتعمل تربويا وأدبيا وسياسيا على تشجيع النسل، وعلى توفير مبررات وعوامل وحتى مكافآت الاكثار من الانجاب.

ايضا ليست مشكلة ان ينجب الكويتيون، رغم اننا لا نعلم اي تربية سيوفرها الاهل او الوالد بالذات لـ«درزن» اطفال او ثمانية وهو متوسط العائلة الكويتية بفضل التشجيع الحكومي والنيابي في زمن تتطلب فيه العناية بطفل واحد وتلبية احتياجاته كل الساعات الاضافية المتوافرة لاي عامل طبيعي. لكن طبعا اغلب الكويتيين لا يعملون، وهم لا يعملون حتى مربين لابنائهم، حيث يصرون على ان تتولى وزارتا التربية والاعلام في الدولة مهام التربية، بينما هم يصولون ويجولون رجالا بين الدواوين ونساء بين المجمعات.

التربية التي يوفرها او بالاحرى لا يوفرها الاهل للابناء ينتج عنها انسان او مواطن غير منتج او عامل. يحتاج الى وافد اجنبي او اكثر للقيام بمهامه والاعتناء به. لهذا فانه كلما زاد الكويتيون زاد الاجانب. والحكومة او النواب الذين يشجعون النسل الكويتي يشجعون بعلم او دون علم التواجد الاجنبي في البلد.

* نقلا عن صحيفة "القبس" الكويتية