اليكم نتائج تلك الحرب

mainThumb

19-07-2008 12:00 AM

اليكم نتائج الحرب بين اسرائيل وحزب الله: حزب الله يستعيد الى اراضيه قاتلا حيا بينما تعيد اسرائيل الى حدودها جنديين ميتين ، ضحى 160 جنديا ومواطنا بأرواحهم من اجلهما.

حزب الله يحظى بانتصار رمزي بينما تمر اسرائيل في ذروة ازمة قيامية. حزب الله يحقق في لبنان سيطرة سياسية شبه كاملة بينما تتضرج اسرائيل في فوضى سياسية منفلته.

حزب الله يسلح نفسه بأربعين الف صاروخ تهدد اغلبية اراضي الدولة بينما تبقى اسرائيل بلا رد ملائم على ذلك. وحزب الله يزيد من قوته النارية بأربعة او خمسة اضعاف بينما تتغلف اسرائيل بصمت واهن.

حزب الله يضاعف من منظومته القتالية ويبني اجهزة نارية متقاربة من شمالي ومن جنوبي الليطاني - ستلزم اسرائيل باحتلال نصف لبنان في المجابهة القادمة - بينما تصاب اسرائيل بالشلل والارباك. حزب الله يطلب ايضا مزارع شبعا من خلال الشعور بالقوة بينما تتعثر اسرائيل في طريقها نحو الانسحاب القادم.

عامان بعد ان قامت ميليشيات صغيرة بالتحرش بدولة اقليمية عظمى ، وهذه المليشيا تمر الان في حالة تعاظم غير مسبوقة بينما تغرق الدولة العظمى الاقليمية في البلبلة والحيرة والانحلال وغموض المشاعر والاحاسيس.

اليكم احدث نتائج حرب اسرائيل ضد حماس من الناحية الاخرى: حماس تحتجز جنديا اسرائيليا مخطوفاً على مسافة قصيرة من مواقع جيش الدفاع الاسرائيلي وتطلب من اسرائيل بأن تركع على ركبتيها من اجل اطلاق سراحه. حماس تفرض على اسرائيل تهدئة تزيد من قوتها الاستراتيجية ، لانها تعرف ان قيادتها لا تملك قدرة اخلاقية على مواجهتها وجهاً لوجه.

حماس تتسلح بالصواريخ المضادة للطائرات والمضادة للدبابات والعبوات التقنية التي تجعل ثمن المجابهة المستقبلية بينها وبين الجيش الاسرائيلي يصل الى مئات القتلى. حماس تبني منظومة صاروخية ستهدد اشدود وكريات جات وقواعد حيوية لسلاح الجو ومنشآت استراتيجية حساسة قريبا.

عامان ونصف بعد ان تحرش تنظيمّ ارهابي متعصب بالدولة العظمى الإسرائيلية تتطور قدرة هذا التنظيم بصورة مضطرده بينما تسير الدولة العظمى من فشل تكتيكي الى فشل استراتيجي ومن هاوية الى اخرى.

اليكم احدث نتائج حرب اسرائيل ضد المشروع النووي الايراني: ايران تتقدم خطوة تلو الاخرى نحو القنبلة ، بينما تحشر اسرائيل في الزاوية. وتقترب اللحظة التي قد يكون الاختيار فيها بين أمرّين: وصول ايران الى القنبلة النووية او تحرك اسرائيلي.

ثلاث سنوات بعد حكم الرئيس الايراني غريب الاطوار ، الذي يتحدث صبح مساء عن ابادة اسرائيل ، التي لم تنجح في صده وعزله. ومثلما فشلت اسرائيل في مواجهة حسن نصرالله واسماعيل هنية ، فشلت ايضا في مواجهة محمود احمدي نجاد ، رغم ان هذا الفشل سياسيّ ومغزاه هدوء غير نهائي الا ان نتائجه ستكون اشد بلاء بكثير قياساً بالفشلين الاخرين.

اليكم آخر نتائج كفاح اسرائيل من اجل السلام: في الجبهة الداخلية الفلسطينية يبذل الان جهد بطولي في اللحظة الاخيرة لابتداع وثيقه ، طاقم اوسلو عاد لنشاطه وهو يحاول أخذ تواقيع القائدين الضعيفين على ورقة عديمة المسؤولية ، ان وقعت هذه الوثيقة فستورط اسرائيل بصورة شديدة وان لم توقع فقد يؤدي الفشل الى انهيار السلطة الفلسطينية.

خلال عامين ونصف من حكم اولمرت ، فشلت اسرائيل على اربع جبهات مختلفة ، لم يكن اي من هذه الاخفاقات ضروريا ، فاسرائيل كانت وما زالت دولة شديدة القوة ، ولكن عندما تقوم حكومة حمقاء بإدارة هذه الدولة بغباء في كل المجالات تكون النتيجة فشلا ذريعا واسع النطاق ، فشلاً قد يتحول الى تهديد حقيقي ، لا ليس تهديدا وجوديا ولكنه بالتأكيد تهديد استراتيجي./ هآرتس /



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد