مشاجرة التكنولوجيا

mainThumb

23-02-2009 12:00 AM

طالعتنا الكثير من الصحف اليومية والأسبوعية والالكترونية بكثير من الأخبار بألوان وعناوين مختلفة تصب في معظمها على ما حدث بين طلبة من توجهات مختلفة بسبب خروقات وتصرفات ارتكبت في عمليات إرشاد الطلبة حيث كانت الجامعة قد كلفت اتحاد الطلبة بتولي عملية الإرشاد للطلبة الجدد وما تلا ذلك من عدم التزام فئة من الطلبة المكلفين بالإرشاد بأنظمة وقوانين الجامعة الأمر الذي أدى إلى حدوث مشاحنات بين طلبة من التيار الإسلامي وبعض الطلبة من تيارات وتوجهات مختلفة وما تبع ذلك من تشنجات في المواقف انتهت بتصرفات غير حضارية في حرم الجامعة ومرافقها حيث أصبح الأمر بغاية الخطورة لاسيما ونحن نعلم إن هذه الجامعة تتشرف بنقل صورة الأردن الحقيقية والمشرقة من خلال الطلبة العرب والأجانب فيها وان ما حدث من تهجم على بعض المكاتب في شؤون الطلبة والتي انتهت بالاعتداء على رئيس اتحاد الطلبة من قبل أشخاص من خارج وداخل الجامعة ومحسوبين على تيار معين تلته تشكيل لجان تحقيق والتي بدورها نسّبت بعقوبات اتخذت بحق الطلبة كان أقساها " فصل "خمسة طلاب لمدة فصل دراسي واحد لينتهي الأمر بحملة وضجة إعلامية كان للتشويه فيها نصيب كبير.

إنني كمواطن أردني عروبي اعتقد بان الإسلام ليس حكرا على فئة ولا الوطنية حكرا على احد وبالتالي فأن ما حدث من تهويل وتضخيم وتحريف إعلامي مقصود أو غير مقصود لحقيقة ما حدث فعلا في جامعة التكنولوجيا جعلني اخرج عن صمتي لان الوتر الذي يعزف عليه البعض فيه تحريض مبطن لا نقبله كأردنيين فنحن أبناء وطن واحد مهما اختلفت دياناتنا ومعتقداتنا وأصولنا ومنابتنا فكلنا في الهم والهناء سواء....

إن الأردن هو وطن لكل الأردنيين ومن أراد أن يكون أردنيا فعليه أن يكون وطنيا ومن يرفض الوطنية فعليه أن يبحث عن ارض تستوعب اجندته التي ينادي ويكافح لاجلها ولكن ليس الأردن بكل تأكيد.

إنني إذ احترم حق الرأي والتعبير والتظاهر فإنني لا اعتقد انه من حق أي إنسان أن يتنكر لرمزية الشعارات الوطنية مثل العلم الأردني أو شعارات المؤسسات أو الجامعات الأردنية التي ينتمي إليها الموظف أو الطالب فالالتزام بأنظمة وقوانين الجامعة هو عماد العملية التعليمية فيها.

إن حدود النقد والتعبير لا سقف لها إلا السماء...فمن حق كل إنسان أن ينتقد أي مسؤول كان ولكن ليس بالتجريح والتحريض لأن هذا قد ينذر بمساس للوحدة الوطنية حيث التعايش والتعاضد المثالي بين إفراد المجتمع الأردني الواحد بمسلميه ومسيحييه وشرقه وغربه وشماله وجنوبه ومن هنا فان أي محاولة للقفز على هذه المعادلة يعتبر خرقا وانتهاكا لأبسط مبادئ التعايش بين الأردنيين وبالتالي يعتبر تحديا لتوجهات الأسرة الهاشمية بقيادة الملك المعزز بهذا الشأن حيث إن العزف على وتر النعرات الإقليمية أو الدينية يعتبر خطا احمر غير مقبول.

إن ما نراه من تشويه للحقائق ومحاولة إلصاقها بالرئيس أصبح ديدن بعض الناس في ظل حياة الفقر والبطالة ولكن أن يصبح هذا الانتقاد مسيّسا وموجها لا يستند على أي من معايير الصدق والشفافية فهذا هو التجني بعينه وعليه فان انتقاد رئيس الجامعة أو أي وزير أو مسؤول يجب أن يكون بناء و مبنيا على أسس وأدلة مثبتة ومن يمتلك الأدلة على تجاوزات الرئيس فعليه تقديمها للجهات المعنية ومن لا يمتلك الدليل فعليه السكوت لان هذا الأمر غير مقبول في مجتمعنا الذي لا يقبل الظلم والتجني قال تعالي: إذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا....الخ الآية).

فليس معقولا أن نتهم رئيس الجامعة بالخروج عن السياسات المرسومة بقول البعض في إحدى المقالات المنشورة بإحدى الصحف الإلكترونية وبالحرف الواحد "إننا لسنا بحاجة لرؤساء جامعة لديهم أيدولجيات خاصة" ثم يتابع نفس الكاتب ويقول "أستغرب من العقول العلمية التي ما زالت تعيش عصور الجاهلية عصور "أبو جهل" و"رتشارد قلب الأسد" و "أتاتورك" بأفكارهم الرجعية وانحيازهم الأعمى التي لا تطهره أعلى الشهادات" وهنا فإنني استغرب هذا الهجوم غير المبرر ولو كان بأسلوب غير مباشر وكم كنت أتمنى أن لا ننجر وراء أخبار غير موثقة فكل ما حدث في التكنولوجيا كان بعيدا كل البعد عما يتردد بالصحافة فما حدث في جامعة العلوم والتكنولوجيا هو أمر بسيط ويحدث في كل جامعة وشارع وحتى في البيت الواحد ولكن يجب أن نعلم أننا بالمحصلة جميعا وطنيون ولا مجال للتشكيك بذلك فالإسلامي هو وطني مائة بالمائة والإخوان المسلمون هم من أكثر الاتجاهات والتيارات تناغما مع توجهات الدولة والحكومة الأردنية منذ حديث عهدها.

إن من يعتقد بان رئيس جامعة التكنولوجيا يقف ضد الإسلاميين هو جد مخطئ، فهذا الرجل كان أستاذي يوم أن كنت طالبا في اليرموك في الثمانينات من القرن الماضي و أحسبة أردنيا وطنيا يحترم الرأي والرأي الآخر ويتميز كما اعلم بدماثة الخلق وحسن التعامل مع الناس وبالطبع لن يكون معصوما أو منزها عن الخطأ فالكّيس منّا من يجتهد فيخطئ ويجتهد ويصيب وهذا هو الشخص الناجح بعينه ولكن يبدو أن "للشعر" نصيب كما قال الشاعر(قول عني ما تقول كان صوبي صعب الوصول واللي ما يطال العنب حامض عنه يقول) فإذا كان القصد انتقاد الرئيس نقدا يصب في الصالح العام فلا ريب ولكن إذا كان الهدف منه التشويه كما يبدو فان قول شاعرنا قد أعطى الجواب وكفى.ّ



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد