جلالة الملك والصحافة

mainThumb

16-11-2008 12:00 AM

اكد جلالة الملك عبدالله الثاني مؤخرا بأنه يمنع توقيف الصحفي على خلفية نشر مادة صحفية ما، وهذا ما يحمل في طياته، وكما قالت بعض التعليقات التي أرسل بها مواطنون تعقيبا على الخبر، بأن فيها حصانة للصحفيين، وبما أننا معشر الصحفيون المعنيون بهذا الموقف الملكي، فبالتأكيد أننا كنا الأكثر زهوا به من باب أنها تصريحات تؤكد مواقف جلالته السابقة بأن الحرية سقفها السماء، وهذا يعني بأن الصحافة يجب أن تعمل في جو من الحرية والطمأنينة بما يوفر لها كل السبل التي تمكنها من أداء رسالتها في خدمة الاردن والسير به الى المكان الراقي الذي يرنو إليه جلالة الملك منذ تولى مسؤولياته الكبيرة في قيادة الاردن، وهنا لا بد من التوقف حتى يفهم الناس رسالة الصحافة بشكلها الحقيقي وكما هي في ذهن جلالة الملك عبدالله الثاني، فجلالته مؤمن بأن الصحافة إن مارست دورها المفترض من الرقابة الحقيقية على كل مؤسسات الدولة التي من المفترض أنها تخدم الناس، فإنها ستكون الدعامة الأهم والأخطر في بناء الدولة، وجلالته يؤمن بأن الخوف من أي جهة كانت إن قارب الصحفي، فإنه لن يكتب بضميره الحي الحقيقة التي يجب أن ترى النور.

وجلالته يؤمن بأن الصحفي هو إنسان حر شريف لا تشوب وطنيته شائبة، وفي هذا ما يحمّل الصحفي الحقيقي مسؤولية أكبر لإثبات وطنيته ونزاهته وثقة جلالة الملك به ليمارس عمله بضميره أولا، ومن هنا، نعود الى القصة التي كنا دائما نطرحها كلما طرحت مسألة الحرية الإعلامية، ونعود دائما الى الحرية المسؤولة، وهي الحرية التي لا تقترب أبدا من أعراض الناس ومن كراماتها ومن خصوصياتها، وهي الحرية التي لا تستغل إطلاقا من اجل الإنتقام من شخص ما أو مؤسسة ما تحت حجة العمل الصحفي، وهي الحرية التي تعني عدم إيذاء الوطن ليس لشيئ إلا لتحقيق مصلحة بالكاد تكون أضيق من ضيقة.

بعد تصريحات جلالة الملك، وبعد الخروج من الأجواء الإحتفالية بها، يجب على المعنيين بالقرار الإعلامي في الأردن، سواء على الصعيد الرسمي أو على الصعيد الخاص وبشكل خاص الصحف الاردنية، أن يبادروا وعلى الفور الى ترجمة تصريحات جلالة الملك هذه الى ممارسة حقيقة في الصحافة من باب الفهم الحقيقي لموقف جلالة الملك، وأعتقد بأن نقابة الصحفيين هي الجهة الأهم التي يقع عليها عاتق مسؤولية إحداث ذلك التناغم المفترض بين تصريحات جلالة الملك والعمل الصحفي، فتلك مسؤولية من أخطر ما يكون لتكون الصحافة الأردنية محل ثقة جلالة الملك وعلى قدر هذا الموقف الملكي الذي عز نظيره حتى في أكثر دول العالم حرية وديمقراطية، والخطوة الأولى يجب أن تكون بالتأكيد على ميثاق الشرف الإعلامي.

بل أن المطلوب الآن هو توسيع وتوضيح هذا الميثاق ليلتزم به كل صحفيو وإعلاميو الأردن، ويجب أن تكون هناك حركة دؤوبة من عقد ورش عمل ومحاضرات تقدم فيها أوراق عمل من قبل صحفيين وإعلاميين مشهود لهم بالنزاهة والوطنية ليشرحوا كيف تمارس الحرية المسؤولة في الصحافة، وكيف يمكن للصحافة ان تكون الرديف الحقيقي للسياسة بما يخدم قضايا الوطن ومواقفه، وكيف يمكن للصحافة أن تكون صوت الناس الحقيقي، وكيف يمكن للصحافة ان تمارس بعيدا عن المصالح الشخصية الضيقة، وأخيرا كيف يمكن للصحافة أن تكون على قدر المسؤولية الكبيرة، والكبيرة جدا التي ألقاها جلالة الملك عبدالله الثاني المعظم على عاتقها. Nashat2000@hotmail.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد