مايكل جاكسون (في ذمة الله!) ..

mainThumb

28-06-2009 12:00 AM

 محمد حسن العمري
قبل نحو خمس سنوات وفي شارع التحلية العريق في جدة ، كان ثمة موكب بثلاث سيارات فارهة
تتوقف امام مجموعة محلات ملابس عالمية ، يترجل منها مجموعة شباب بستايل اجنبي متميز بعضهم بشرتهم سوداء بالكامل ، يطلق عليهم في جدة بالدكارنة او العبيد ، قاموا باخلاء الطريق ونزل بعدها ( مايكل جاكسون ) مختالا محلقا في نظراته كتلك التي نشاهدها على الشاشات ، لم اكن قد عرفت بان جاكسون هذا يقوم بزيارة للمملكة في ذلك الحين الا بعد ان نبهني احد الاصدقاء ان هذا ليس بمايكل جاكسون الامريكي بل هذا هو النسخة السعودية له ، وهو من عائلة ذات قيمة فوق الوصف سعوديا ، وهو من الشخصيات التي تشاهد مرارا وتكرارا في موكبه هذا في شوارع جدة ، هذه النسخة المكربنة عن مايكل جاكسون التي شاهدتها بام عيني لا بد خضعت لعمليات تجميلية وجها وطولا ووزنا وديكورا حتى وصلت الى هذا الشكل المسخ المومياء الذي تتهاوى منه فطرة العين اذ تشاهده...

لا اعرف ماذا حل بهذه النسخة المسخ لجاكسون ، لكن النسخة الاصل قدتوفيت صبيحة يوم الجمعة الموافق في الثالث من رجب لعام 1430هجرية ، بعد نحو 35 سنة من النجومية التي سحقت رؤوساء دول ومنظرين ومفكرين وشخصيات رياضية ، سحقت نجومية كل الرؤساء الامريكيين الذي لم تشر دراسة يوما ما ان رئيسا امريكا وصل اسمه الى 50 مليون امريكي ، في الوقت الذير بيعت فيه اسطوانة واحدة لجاكسون ما ناهز 50 مليون نسخة شرعية ومثلها اضعاف من النسخ غير الشرعية ، هذه النجومية التي تتناسب مع عالم فج هش ، كانت تنقل جنازة الملك الراحل الحسين بن طلال عام 1999 عشرات المحطات الغربية عندما ترجل من الطائرة الامريكية للمشاركة بالجنازة اربعة رؤوساء امريكيين ، فكان من معلق احد الفضائيات الغربية التي يعرف ان الوفد الامريكي يشارك فيه اربع رؤوساء ولا بد ان المذيع قد دون اسماءهم كتابة ، لكنه فشل في موافقة الاسماء مع الشخصيات عندما نزلت تباعا من الطائرة ، فقد اخطأ بين جيرالد فورد وكارتر لكنه لم يخطئ كلنتون الذي كان في سدة الحكم مع ممثل رعاة البقر ريغان الخارج قريبا من البيت الابيض ، لكن من غير الممكن ان تجد مواطنا امريكيا وليس مجرد مذيع او اعلامي معروف قد يخطئ صورة مايكل جاكسون مع الفيس برسلي ، من غير الممكن ان يحصل هذا ربما بعد 50 سنة من ترجل مايكل جاكسون عن عرش الروك الفارغ ، وقد خلاها جاكسون فيمن ( يخليها!)...

العالم الغربي اليوم هو الوجه المثال الذي ينظر له في احلام شباب الشرق ، هو الذي يصنع الرموز و يعيشها هو الذي يروجها ، هو الذي يخلق من هذا الاسود المبيض والرجل المتخنث والموسيقي المضطرب و الكهل المتشبب ، يصنع منه اسطورة تمتد من لوس انجلوس الى ( جدة غير..) وخلالها صنعت رموزا هي الاسوأ سلوكا ومثالا لتكون وجها منظورا للجيل ، كما في اسطورة الكرة الارجنتيني ، مارادونا اسطورة رياضية ربما فعلا هو كذلك ، لكن بوجه اخر من المخدرات والعنف والاعتداء والمواخير..!

لقى جاكسون الاسطورة وجه ربه ، وهذا ليس شأننا على اي وجه لقاه ، لكن هذا التسطيح العربي الغبي الذي رافق مسيرة هذا الرجل او هذا ( الشيئ الاخر..!) ، بالفعل ما يثير الحنق والقرف ، لعل اخرها الحديث الساذج عن اسلامه ، وعلى رائ اصحاب البزنس ما كان يزيد
Career bath
للاسلام الممتد الى 14 قرنا لو اسلم شخص كمايكل جاكسون ، ما كان يزيد من عمق الاسلام وانسانيته لو اسلم هو وكل فرق الروك والبوب العاملة في امريكا الغربية واللاتينية ، ما كان سيزيد الاسلام شأنا لو صح ان جنكيز خان و هولاكو قد اسلما فعلا ، اشياء ومشاعر متناقضة تراودني وانا اتابع وفاة مايكل جاكسون وتابعت تفاعلاته قبل ذلك اكثر هنا في مجتمع مسلم ، لعل ذروتها في النسخة المسخ في جدة التي لا تبعد اكثر من 70 كيلو مترا عن مكة حيث اشرق الاسلام ويحزن اليوم..!


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد