حكومة الذهبي .. بين العاصفة والهدوء

mainThumb

27-02-2009 12:00 AM

لقد أصبح في حكم المؤكد مرور العاصفة التي استمرت على ما يقارب العشرة أيام بين الترقب والتوقعات لكثير من المحللين السياسيين والاقتصاديين لما لهذه الفترة من أحداث اقتصادية تمثلت في انهيار الاقتصاد العالمي .. ومخرجات هذا الانهيار وتأثيراته على الاقتصاديات العربية بشكل عام ، والاردنية بشكل خاص والذي بدأت بوادر هذا الانهيار تتجلى على اقتصاديات الدول العربية ومنها الأردن .. فالكساد السوقي للبيع والشراء للكثير من السلع الأساسية وحتى الكمالية بدا واضحاً على حركة تصريف السلع ، مما أدى بالتالي الى تكدّس الكثير من المنتجات المصنعة محلياً في المستودعات إلى أن يحين الإفراج عنها في تعويم سعرها ربحاً أو خسارة ، يعتمد في ذلك على حاجة المنتج في ايقاف نوع معين من الخسارة ، قد تكون التزامات بنكية أو استرداد رأس المال بحده الأدنى .. ناهيك عن سلع غير قابلة للتخزين إلاً بشروط السلامة العامة والغذاء ، وتدفق مثل هذا النوع من السلع وإغراق السوق بها يحتاج إلى مراقبة حثيثة .

أما الناحية السياسية .. فالمستجدات اليومية على الساحة العراقية ، وعدم هدوء عاصفتها السياسية والعسكرية .. وكذلك قصف غزة وحيرة الأمة العربية في كيفية معالجة المواقف ألواقعة بين بين .. كل هذه مجتمعة أدت بالتالي أنه لابد من وجود حراك سياسي ممنهج للوصول إلى برّ الأمان .. ولما ذكر سابقاً ، كان لابد من خلق توازن ما بين إمكانات وقدرات الحقائب الوزارية مع الوضع الراهن والتطورات التي تجري على أرض الواقع .

ولقد أخذت حكومة الذهبي حقها الطبيعي في كيفية معالجة الأمر .. وكيفية انتقاء الحقائب الوزارية أو التعديل في مواقعها .. فهذا الحراك قد يكون له دور ودور فعال في استدامة التراجع الاقتصادي محلياً بصورة آنيّة ، وعلى عكس من ذلك قد يكون له دور في انتعاش الوضع الاقتصادي الأردني من خلال استقطاب الاستثمارات الإقليمية إلى الأردن وإنعاش بعض القوانين التي تعمل على تشجيع وتحفيز المستثمر العربي للاستثمار في الأردن ، كما أمر صاحب الجلالة عبدالله الثاني المعظم في كيفية التعامل مع الأخوة العراقيين ، وإزالة كافة العوائق التي من شأنها رفع شأن الاستثمار العراقي في الأردن والتي قد ينتعش بها الاقتصاد المحلي ويخفف من حدة الكساد بصورة تدريجية إلى أن نتجاوز هذه العاصفة ونستثمر كل نتائجها بشئ من الهدوء ...

akoursalem@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد